السومرية نيوز/
الأنبار
يحذر عدد من الخبراء الاقتصاديين من انعكاس إغلاق منفذ طريبيل الحدودي الوحيد مع
الأردن على السوق العراقية من خلال ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية اليومية، فيما يعتبر مسؤولون أن هذا الإجراء يندرج ضمن سياسية الدولة "الطائفية"، خصوصاً مع إبقائها على منفذ
الوليد مع
سوريا مفتوحاً.
توقعات بضربة "موجعة" للفقراء
ويقول رئيس الجمعية الاقتصادية للتنمية في
الرمادي خالد ناجي في حديث لـ"
السومرية نيوز" بعد ساعات قليلة على إغلاق المنفذ، إن "الحكومة جانبت الصواب وقرار الإغلاق سياسي بحت"، معتبراً أنه "وسيلة ضغط على المتظاهرين من خلال محاربتهم بأرزاقهم".
ويتساءل ناجي "ما هو تفسير الحكومة لعدم إغلاق منفذ
الوليد مع
سوريا وهو الأقرب إلى مركز
الأنبار من طريبيل؟"، متوقعاً أن "تسجل أسعار الخضار كالطماطم والخيار والبطاطا، إلى جانب المواد الطبية ثلاثة أضعاف الأسعار الحالية، الأمر الذي سيكون له تأثير موجع على الفقراء".
مئات الأسر في مشهد يوم القيامة
من جهتها، تؤكد عضو مجلس محافظة
الأنبار رابعة النايل لـ"
السومرية نيوز"، "شاهدت بنفسي مئات الأسر العراقية التي تكدست منذ صباح اليوم عند المنفذ في مشهد مخيف كيوم القيامة"، مضيفة "هناك أطفال ورجال مسنون ومرضى عادوا من علاجهم في عمان وجميعهم في البرد سواء، والجانب الأردني بدا أكثر رحمة من أبناء جلدتنا".
وترى النايل على أن "إغلاق المنفذ قرار سياسي حصرت فيه الحكومة سكان
الأنبار لصالح دولة مجاورة أخرى سيتم توجيه طوق النجاة لاقتصادها المتهاوي من خلال إغلاق التجارة مع الأردن"، واصفة إياه بـ"الخطوة غير الموفقة التي ستدمر اقتصاد العوائل الفقيرة في
العراق بشكل عام وفي المحافظة بشكل خاص".
وشددت النايل على أن "التظاهرات التي شهدتها
الأنبار خلال الأيام الماضية لم تؤثر على الطريق ولا على المنفذ بأي شكل من الأشكال".
إبقاء الوليد مفتوحاً.. رغم تشكيله تهديداً على أمن العراق
أما عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس
الأنبار فارس الفارس، فيعرب عن استغرابه لـ"عدم إغلاق الحكومة منفذ
الوليد على الرغم من توقف التجارة وحركة المسافرين منذ أشهر طويلة وتشكيله تهديداً على أمن
العراق بسبب المعارك الدائرة في المقلب الآخر ضمن الأراضي السورية".
كما ينتقد الفارس الحكومة لـ"إغلاقها أهم منفذ اقتصادي للعراق مع
الأردن، والذي تمر عبره مئات القوافل التجارية يوميا إلى عموم
العراق بسبب تظاهرات انطلقت على بعد 510 كم منه"، واصفاً الأمر بـ"المضحك المبكي".
ويعتبر الفارس أن "الحكومة تدين نفسها وتثبت بلا شك الاتهامات الموجهة ضدها"، مضيفاً أنها "حرب جديدة على مكون معين".
تحذير من انفلات السوق والناس
من جانبه، يلفت قائممقام الرطبة عماد أحمد لـ"
السومرية نيوز" إلى أن "مئات القوافل التجارية المحملة بالمواد الغذائية تمر يومياً عبر المنفذ لتمويل السوق العراقية، فضلاً عن تلك المحملة بالبضائع الصناعية الخاصة بمشاريع إعادة الإعمار
العراق ومواد طبية وأخرى إنسانية"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "المئات من المرضى يتلقون العلاج في المستشفيات الأردن".
ويرى أحمد أن "قرار إغلاق منفذ طريبيل يعد انتهاكاً جديداً من قبل الحكومة، خصوصاً أن هناك الآلاف من الأيدي العاملة التي كانت تعيش من خلال الحركة في المنفذ وجدت نفسها في الشارع اليوم".
وناشد أجمد الحكومة بالعدول عن قرارها "فوراً"، محذراً من "انفلات السوق والناس".
وكانت الحكومة أغلقت، صباح اليوم الأربعاء، منفذ طريبيل الحدودي مع
الأردن الذي يعد من أهم المنافذ الحدودية التي يعتمد عليها
العراق لدخول البضائع القادمة إليه، حيث يربطه بميناء العقبة الأردني، فيما اعتبر مجلس
الأنبار الخطوة تصعيداً خطراً وعقوبة جماعية للأهالي.
وذكرت الفضائية العراقية شبه الرسمية، أمس الثلاثاء (8 كانون الثاني 2013)، أن وزارة الدفاع ستغلق منفذ طريبيل الحدودي مع
الأردن اعتباراً من الساعة السادسة من صباح اليوم الأربعاء على خلفية "اضطراب" الحركة التجارية عبر الطريق الدولي في
الأنبار بسبب التظاهرات والاعتصامات التي تشهدها المحافظة.
وتشهد محافظات
الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك، منذ (25 كانون الأول 2012)، تظاهرات حاشدة شارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون أبرزهم محافظ نينوى اثيل النجيفي ووزير المالية رافع العيساوي، للمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة.