السومرية
نيوز/
كركوك
لم يجد الفتى
محمد طلال البالغ من العمر 16 عاما مهنة يعتاش عليها خلال فصل
الشتاء سوى صيد طيور"الزرازير"
المهاجرة الى
العراق من موطنها الروسي القصي،فتجده فجر كل يوم يحمل كيساً وقفصاً وافخاخاً
بدائية،وكل ذلك يشكل عدته اليومية لصيد المئات من تلك الطيور جنوب غربي كركوك،فيما
أكد صياد آخر أن اغلب الذين يشترون الطيور هم من النساء والشباب، إذ يقومون بإطلاقها
تعبيراً عن عشقهم للحرية والانعتاق.
آلاف الطيور المهاجرة
تملأ سماء كركوك في الشتاء
يقول محمد
طلال الذي يزاول مهنته الموسمية منذ الساعات الاولى من فجر كل يوم في مناطق جنوب
غربي كركوك انه "يصطاد مجموعة من طيور "الزرازير" التي ما تلبث ان
تظهر في الافق مع الساعات الاولى لشروق الشمس"،مشيراً الى انه "أول ما
يقوم به هو نصب أفخاخه البدائية التي تتشكل
من مجموعة خيوط مرتبطة مع بعضها البعض يتم تثبيتها على الارض قريباً من تجمعات
أسراب الطيور المهاجرة.
ويضيف طلال
في حديثه لـ"السومرية نيوز"،إن" هذه المهنة تدر علي ربحا ماديا
لايستهان به،خاصة وأن حصة الصيد للفخ الواحد تتراوح ما بين 30 الى 50 طيراً"، موضحاً ان "الفخاخ
يتم نصبها في أكثر من موقع ،وهذا مايزيد من حصة الصيد اليومية".
ويؤكد ان "طعم الصيد من الحنطة أو الشعير يتم
نثره على مواقع الصيد قبل
شروق الشمس وما أن ننتهي من هذه العملية ننسحب عنها لمدة
من الزمن ،ثم نقوم من بعد ذلك بتفقد المواقع واحداً بعد الاخر لنجد العشرات من تلك
الطيور قد وقعت في شراك أفخاخنا"، مضيفاً أن" المهنة ليست سهلة بل تحتاج
الى طول صبر وتأنٍ ،وبذل جهود مضنية".
أسراب الطيور
تشكل لوحات سوداً
ويقول صياد
آخر ويدعى سامي الهاشم في حديثه لـ"السومرية نيوز"،أن" صيد هذه
الطيور يتم في فصل الشتاء،وبالتحديد من
شهر كانون الاول حيث تبدأ هجرة هذا النوع من الطيور"الزرازير" التي تترك
موطنها الاصلي ،
روسيا واستراليا واروبا "،مشيراً الى أنه "يصطاد ما
معدله 50 طائراً يتم تسويقها الى مصادر البيع في أسواق مدينة كركوك وبسعر لايتجاوز
الالف دينار عراقي ".
ويضيف الهاشم
أن" اغلب الذي يشتري الطيور من النساء والشباب،إذ يقومون بأطلاقها تعبيراً عن
عشقهم للحرية والانعتاق"،لافتاً الى أن "سعر بيع الطائر يتراجع أحياناً
الى 750 ديناراً اذا كان العرض
كبيراً".
صيد الطيور
يوفر فرصاً لعدد من العاطلين
من جانبه
يقول سالك شكور وهو احد خريجي المعاهد في كركوك ويمتهن الصيد الموسمي هذا ،في حديث
لـ"السومرية نيوز"،أن" مزاولة صيد هذه الطيور المهاجرة خلال فصل
الشتاء توفر فرص عمل لعدد من العاطلين"،موضحاً ان "هذه المهنة الموسمية تدر عليهم مبالغ مالية تصل الى 30 الف دينار
يوميا ".
البيئة تحذر
من تناقص الاف الطيور
مدير دائرة
البيئة في كركوك خالد يؤكد في حديث لـ"السومرية نيوز"،أن"هذه
الطيور الصغيرة المهاجرة
"الزرازير" تعيش بشكل طبيعي في
العالم القديم أوروبا وآسيا وأفريقيا، كما في بعض مناطق الشرق
الأقصى وأستراليا
،لكنها تهاجر في فصل الشتاء الى عدد من دول العالم ومن بينها العراق".
ويتابع أن" دائرة بيئة كركوك
تراقب أماكن تواجد هذا الطائر وان الصيد الجائر له من قبل الصيادين في كركوك تسبب
بتراجع أعداده في كل موسم "،مؤكداً على أن" هناك متابعة لهذه الطيور من خلال محمية واحدة موجودة في
كركوك وان الطيور النادرة معرضة للصيد الجائر في حال عدم حمايتها".
137 طائراً نادراً في العالم
من جهتها تقول الخبيرة والمختصة
في حماية البيئة بدائرة بيئة كركوك،
إيناس كنعان، إن "الحفاظ
على المحميات يشكل جزءاً مهماً من الجهود
الرامية للحفاظ على البيئة"، مبينة أن "بيئة كركوك تسعى بشكل فاعل
للحفاظ على البيئة والحيوانات النادرة".
ودعت كنعان، إلى "إنشاء محمية
طبيعية في المنطقة للحفاظ على الحيوانات والنباتات النادرة أو المهددة بالانقراض، وتطوير
الحياة البرية"، معتبرة أن ذلك "يسهم أيضاً في
توفير أرضية مناسبة لإجراء البحوث والدراسات".
وتابعت أن "الحفاظ على الأحياء
ومنع عمليات الصيد الجائر، يسهم في إحداث حالة من التوازن البيئي في العراق وفي
كركوك توجد محمية واحدة في قضاء الدبس شمال غربي كركوك وتستقبل هذه المحميات طيورا
نادرة وان فريقا
دولياً وصل الشهر الماضي الى كركوك لمراقبة 137 طائراً نادراً من اصل 1500 طائر
موجود في العالم وان هذه الطيور تختار كركوك من دون مناطق الشرق الاوسط لتستقر
فيها ومن ثم ترحل في نهاية الشتاء وان الفريق الدولي يراقب هذه الطيور عبر الاقمار
الصناعية واننا اقمنا دورة ميدانية لمراقبة هذه الطيور في المحمية".
وتؤكد
أن" هناك طيوراً نادرة في كركوك مثل النسر الابيض وابو الحناء مهددة
بالانقراض وان كركوك بحاجة ماسة الى ايجاد بيئة حقيقية من خلال بناء محميات طبيعة
للحيوانات والطيور النادرة ومن خلالها يمكن الحفاظ على طيور وحيوانات نادرة موجودة
في العراق والعام "،مشددة بالقول "نحن بحاجة الى محميات طبيعة تكون
منوعة وتساهم في دعم البيئة في العراق".