السومرية نيوز /
الأنبار
ترفع (أم أحمد) يديها إلى السماء عالياً وتدعو الله أن يكون هذا اليوم آخر يوم تقضيه مع أطفالها في مدرسة "النبراس" بمنطقة الحبانية حيث تقيم مع 33 عائلة في الصفوف المدرسية منذ أربع ليال، بينما يلعن زوجها كل من تسبب بطردهم وتهجيرهم من منزلهم.
وبحسب نائب رئيس
مجلس محافظة الأنبار فالح
العيساوي، فإن الآلاف من العوائل الفلوجية نزحت خارج المدينة وانتهى بها المطاف في مدارس وهياكل فارغة ومبان حكومية سابقة.
وأرادت هذه العوائل النجاة بحياتها بعد أن انتشر مئات المسلحين المنتمين لما يعرف بالدولة الإسلامية في
العراق والشام (داعش) في
الفلوجة في تطور من تطورات العمليات العسكرية التي تنفذها الحكومة في
محافظة الأنبار لتطهيرها من المجموعات المسلحة.
وقال العيساوي في حديث لـ"
السومرية نيوز" إن "وضع تلك العوائل مأساوي للغاية"، محذراً من "
كارثة صحية وانسانية ستحل بالنازحين في حال استمرار تواجدهم على هذا الحال".
وأكد أن "
الانبار بحاجة إلى مساعدات عاجلة لتلك العوائل، خاصة وأن اغلب اهالي الفلوجة من الكسبة الذين يعتاشون على أجر يومي".
ويبدو أن إعلان مساجد الفلوجة عن اتفاق وجهاء المدينة مع قوات الجيش على الانسحاب وإنهاء المظاهر المسلحة وفتح
الطريق الدولي السريع امام الارتال العسكرية لم يجد نفعاً في عودة العوائل الى منازلها مع أن المساجد دعت الأهالي الى العودة وفتح المحال التجارية.
وتخشى العوائل من اندلاع اشتباكات عنيفة في أية لحظة ما دام المسلحون يرابطون داخل المدينة وقوات الجيش تنتشر في محيطها بكثافة.
وقال أحد موظفي الاغاثة في الفلوجة ويدعى
هشام احمد علي لـ"السومرية نيوز" إن "النزوح مستمر من الفلوجة والجميع لا يريد تكرار سيناريو معركتي الفلوجة الأولى والثانية مع المارينز الاميركي.. لقد ارتكب الجيش الاميركي جرائم عدة والناس تخشى تكرارها خاصة مع تكرار اخطاء مروحيات الجيش بقصف اهداف مدنية".
وأضاف علي أن "الكثيرين من أرباب الأسر اخرجوا النساء والأطفال وظلوا هم يراقبون منازلهم خوفاً من تعرضها للسرقة او استخدامها من قبل مسلحين"، موضحاً أن "هناك المئات من العوائل لم تخرج حتى الآن بسبب وضعها المالي والصحي، وتعيش غالبيتها في غرفة واحدة تم تحصينها بأكياس رمل خوفا من القذائف".
وكان
رئيس الوزراء نوري المالكي أكد في وقت سابق من اليوم عدم استخدام القوة ضد الفلوجة "ما دامت العشائر تعلن استعدادها لمواجهة القاعدة وطردها"، إلا أن مصدراً طبياً بمستشفى الفلوجة أفاد بأن عدد القتلى من المدنيين الذين سقطوا جراء القصف المدفعي والجوي والاشتباكات بلغ حتى الآن 53 شخصاً بينهم 21 طفلاً و13 امرأة.
وبلغ عد المصابين 178 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وتعاني
المؤسسات الصحية من نقص بمادة التخدير والضمادات وبعض المضادات الحيوية، بحسب المصدر ذاته.
وسلبت كل تلك التداعيات الشعور بالارتياح من (أنس سعدي) الذي يبلغ من العمر 33 عاماً ويسكن في الفلوجة، ويقول لـ"السومرية نيوز"، "لم تمض إلا شهور قليلة على افتتاح اسواق ومولات تجارية ومبان فخمة وانتعاش الاقتصاد وانفتاح الناس على العالم حتى جاءت هذه الأزمة لتعيدنا إلى الصفر".
ويضيف "انا وكل الناس هنا نرغب بالسلام والهدوء.. نريد لقمة خبز مريحة.. اطفالنا مرعوبون يرتعشون برداً خارج منازلهم.. انا متيقن ان كل مآسينا ممكن أن تحل بقبلة وابتسامة وسلام.. على السياسيين في الانبار وبغداد ان يتقوا الله فينا قبل أن نتحول كلنا إلى حملة سلاح فقد تلقينا من الأذى ما فيه الكفاية".