مرض "السلس العاطفي" الذي عانى منه "جوكر"... هل هو حقيقي؟

ونشرت صحيفة "إنديان أكسبريس" أن شخصية البطل تتناول مرضًا نفسيًا خطيرًا للغاية ومنتشرًا بشكل كبير، وهو مرض معروف باسم "السلس العاطفي" PBA، وهو الاستغراق في البكاء والضحك لفترة طويلة بشكل غير منضبط خالِ من أي اتزان، وغالبًا يتم تشخيص هذا المرض بشكل خاطئ من قِبل الأطباء على أنه اضطراب القلق العام أوالفصام أواضطراب الشخصية وحتى الصرع.

ما حقيقة مرض السلس العاطفي؟

يختلف هذا المرض عن جميع الأمراض النفسية المذكورة سابقًا في المقال؛ إذ إن هناك اختلافًا كبيرًا بين التعبير العاطفي للمريض وتجربته العاطفية؛ إذ يحدث مرض السلس العاطفي نتيجة انفصام بين الفص الجبهي (الذي يتحكم في العواطف) والمخيخ وجذع الدماغ (المسؤول عن توسط ردود الفعل).

يوضح الدكتور مادهوسودان بي ك، كبير استشاريي الأمراض العصبية وأخصائيي الصرع والسكتة الدماغية بمستشفى بي جي إس غلين إيغلز، أن الآثار لا يمكن السيطرة عليها وتحدث دون إثارة عاطفية وهذا ما ظهر في الفيلم.

ووفقًا للدكتور روهيت غوبتا، مدير قسم الأعصاب في مستشفى فورتيس إسكورتس فريداباد، أن هذه الحالة منتشرة في الولايات المتحدة وتصل نسبتها إلى 37.5% ومنتشرة خاصًة بين المرضى المصابين باضطراب الشخصية الحدية والاكتئاب والتصلب المتعدد والخرف والسكتة الدماغية.

ومن أعراض هذا المرض الذي ظهر بوضوح في الفيلم، هو نوبات متكررة وغير إرادية ولا يمكن التحكم فيها من البكاء أو الضحك المبالغ فيه وغير مرتبط بالحالة العاطفية للشخص، غالبًا ما يتحول الضحك إلى دموع، وسيظهر مزاج الشخص طبيعيًا بعد انتهاء النوبات، والبكاء أكثر شيوعًا من الضحك في مرض السلس العاطفي.

يفتقر الأشخاص المصابون بهذ المرض إلى الأعراض التي يسببها الاكتئاب العادي مثل اضطرابات النوم أو فقدان الشهية.

يؤكد الأطباء أن مرض السلس العاطفي غير قابل للشفاء، لكنه قابل للتحكم فيه بالعلاجات والدواء؛ فالأطباء عادة يوصفون للمرضى نوعًا من مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان.

لكن بجانب الدواء يؤكد الأطباء على أهمية اتباع استراتيجيات معينة لمحاولة التخفيف من حدة المرض:

- على المريض إخبار المحيطين به عن حالته تفصيليًا حتى يعرفوا كيفية التعامل معه أثناء النوبات.

- يحاول المريض صرف انتباهه عند شعوره بالنوبات بالتحرك أو عد الأشياء المحيطة.

- التنفس بشكل عميق وسريع.

- يجب على المريض الجلوس في وضعية استرخاء لجبهته وكتفيه وعضلاته.

- إذا شعر المريض أنه على وشك الضحك أو البكاء يقوم بتغيير مكانه بالخروج أو الانتقال لمكان آخر.