ديار الأسدي الرسام العراقي العالمي يحلم بإقامة معرض في بلاده بالـ2023

الحاجة أمّ الاختراع والإبداع. أمّا إذا ترافقت مع موهبة وإصرار كبيرين فيكون مصيرها العالمية. وهذه قصة الرسام العراقي ديار الأسد.

لا شكّ أن رسومات ديار على اللوحات البيضاء بالطبشور التي لفتت نظر والدته ومعلّمته كانت كافية لاكتشاف موهبته.

لكن لم يتخيّل هذا الطفل أن يصبح الرسم مورد رزقه.

فالغزو الأميركي للعراق عام 2003 أجبره وعائلته على مغادرة بلاده وبيته. وكونه بكر والديه ذي الوضع الصحي الدقيق، كبر ابن الـ10 أعوام قبل أوانه إذ اضطر إلى الرسم أكثر والعمل.

فالرسم لم يكن موهبة بقدر ما كان مورد رزق ليسند والديه في إعالة أخواته بالإضافة إلى ممارسته أعمالًا أخرى. وبعد التمركز في الولايات المتحدة الأميركية بعد 8 سنوات من الألم والعذاب واللااستقرار بين مصر والأردن تمكّن أخيرًا من التفرغ للفن.

لا يتذمر ديار من هذه الظروف بل يشير إلى أن لكل شخص تجربته الخاصة مع الألم والصعوبات، لافتًا إلى أنه اختار أن يجعل من هذه التجربة فرصة للإبداع والنجاح.

ولمعرفة كيف أثرت جذوره العراقية على فنّه، كان لوكالة السومرية نيوز حديث مع ديار الذي أكد أنه يستخدم أساليب رسم متعدّدة لكن التأثير الرئيسي على أعماله هو الفن الإسلامي والمنمنمات التصويرية. ولفت إلى ان المزارات الموجودة في العراق كانت مصدر إلهامه الأول. وكشف أنّ كل اعماله مرسومة اكريلك على خامة الكانفس.

وأشار إلى أنه يحب الجمع بين اساليب الفن الإسلامي التقليدي "لإظهار إمكانيّاتي ودقتي في العمل والفنّ المعاصر التجريدي والتشكيلي مع محاكاة تقاليده مثل قصة او مثل فلسفي".

وأعرب عن رغبته في جعل هذا الفن في متناول جمهور أوسع من خلال التفسير المعاصر الذي يقدمه.

وعند سؤاله إذا زار العراق بعد أن غادره قسرًا، أكد ديار أنه عاد وعائلته إلى بلاده بعد معاناة الهجرة واللجوء في مصر إلّا أن الأوضاع كانت تتجه نحو الاسوأ.

يخبرنا ديار: "حاولت التقدم بطلب دراسة في معهد الفنون الجميلة لكن طلبي كان متأخّرًا، فقررنا مغادرة العراق مرة جديدة وطلبنا اللجوء في الأردن وبعدها هاجرنا إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 2012".

أمّا أكثر ما يشتاق إليه في بلاد الرافدين، فاللائحة تطول: "اشتاق لذكرياتي الجميلة مع عائلتي، لبيتنا القديم، للعصريات في بغداد، وسماع زقزقة العصافير ومشهد غروب الشمس"...
ويتابع باللهجة العراقية: "ما اعرف اذا اكو بعد مجال اكتب عن اشتياقي".

وحول إذا ما كان يعتبر استقراره في الولايات المتحدة هو سبب نجاحه، اقرّ ديار بأن الولايات المتحدة أتاحت له المساحة الفكرية المفتوحة فالهواء النقي والأشجار والأرصفة النظيفة خلقت لدي شعورًا بالأمان والراحة البصرية.

واضاف: "هذا الإحساس يتيح لي فرصة تجربة و دراسة فني عن طريق عملي اليومي بالالوان على اللوحة وهذا أسلوب محاكاة فلسفي".

وعن طموحاته، كشف ديار أن أحد أمنياته ومشاريعه في المستقبل القريب هو أن يتواصل مع أشخاص في العراق لإقامة معرض فيه سنة 2023.

لا ينكر ديار جميل الأشخاص الذين ساعدوه ويعتبر أن الفضل الاكبر لوالدته ليلى، الداعم الأساسي. ونجح هذا الشاب في خلق من رحم المعاناة فرصة لنقل الفنّ الإسلامي القديم إلى الغرب، رافعًا بذلك اسم بلاده، مهد الحضارة، إلى العالمية!

للاطلاع على مزيد من أعماله، اضغط على الرابط التالي: