ويصطحب مخرج الفيلم العراقي،
محمد الدراجي، الطفل يوسف القادم من دار أيتام
هشام الذهبي، معه إلى المهرجان الذي تقام نسخته رقم 78، بين يومي 6 و16 من شهر آب/ أغسطس المقبل.
وجسد الطفل الذي يعيش حتى اليوم في دار للأيتام والمشردين، شخصية معقدة في فيلم المخرج
الدراجي الجديد الذي يمزج بين الواقع والأسطورة في قصة تمتد من واقع
بغداد الحالي إلى ماضي البلاد وأساطيرها وملاحمها.
وبدا هشام الذهبي، وهو مؤسس دار الأيتام والمشردين في بغداد، سعيداً بوصول يوسف إلى مهرجان سينمائي عالمي، في أحد أبرز نجاحات أطفاله الذين يربيهم ويشرف عليهم في الدار.
ونشر الذهبي في وقتٍ سابق من الشهر الجاري، مقطع فيديو برفقة يوسف، معلناً عن استعداد بطل الفيلم الصغير للسفر إلى
سويسرا لحضور المهرجان برفقة المخرج الدراجي.
ومن المقرر أن يسافر يوسف أولاً إلى
فرنسا لاستكمال بعض مشاهد الفيلم الأخيرة، والتي تتطلب تدريبات خاصة على الرياضة والرقص، قبل التوجه إلى مهرجان "لوكارنو" السينمائي.
ووجد الطفل ومربيه الذهبي، دعماً وتعاطفاً واسعين، عبر سيل من التعليقات والتفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي منذ الكشف عن وجهة يوسف العالمية.
ويدير الذهبي دار الأيتام والمشردين، ويعد أحد أبرز نشطاء العمل الإنساني في
العراق والعالم العربي، وكثيراً من تنتهي حياة من يربيهم بالاستقرار في مسارات حياة ناجحة في الدراسة والعمل.
لكن تجربة الطفل يوسف تتجه نحو الأضواء والعالمية، مستفيداً من مكانة المهرجان السينمائي السويسري، ومن نجاحات المخرج الدراجي في أفلامه السابقة.
ويمتلك الدراجي مسيرة فنية غنية، أخرج خلالها أكثر من 6 أفلام طويلة ووثائقية، وشارك بأفلامه في العديد من المهرجانات السينمائية حول العالم، حاصداً جوائز عدّة.
ويمزج الدراجي في فيلمه الجديد بين الحياة الواقعية في مدينة بغداد والتحديات التي يعيشها سكان العاصمة العراقية، وبين ماضي البلاد البعيد وأساطيره الخارقة التي قد تكون باباً للخلاص من واقع مرير.
وتدور أحداث الفيلم بين الواقع والأسطورة في آن، فالطفل "جم جم" المصاب بمرض السكري وهو بعمر 9 سنوات، يتبع اعتقاده بأن نهر دجلة الذي يخترق بغداد، يخفي بوابةً إلى "إركالا"، وهي العالم السفلي الأسطوري، حيث يمكن للطفل إحياء والديه المفقودين.
ويجد "جم جم" نفسه أمام تحدٍ آخر، إذ يتوجب عليه أيضاً إنقاذ صديقه "مودي" في العالم الحقيقي والأكبر منه سناً بعد أن انخرط في أعمال عنف، ليقرر في النهاية الاستعانة بالأسطورة ذاتها التي سيعيد فيها والديه، ليعيد بها مودي أيضاً.
والفيلم هو إنتاج مشترك بين: العراق، الإمارات،
السعودية، قطر،
بريطانيا، وفرنسا، بدعم من مؤسسات عربية وعالمية، ويُرتقب عرضه العالمي الأول بحضور صناعه في لوكارنو الشهر المقبل.
وبجانب يوسف، يشارك في بطولة الفيلم:
حسين رعد زوير، سمر
كاظم، أيار
عزيز، جبار الجنابي، أمير جبارة، علي الكرخي، إلى جانب مجموعة من الأطفال والممثلين العراقيين.