أرقام لا تكذب
في النصف الأول من عام 2025، استورد
العراق حوالي 18,000 سيارة صينية، مقارنة بما يقارب 10,000 سيارة في الفترة نفسها من عام 2024، أي زيادة تقريبية بنحو 80%.
وتُقدَّر قيمة هذه السيارات المستوردة من
الصين بحوالي 639 مليون دولار خلال النصف الأول من 2025، بنمو يساوي تقريبًا 30% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
ويقارب السعر المتوسط للسيارة الصينية المستوردة إلى العراق نحو 13,300 دولار أميركي، بينما يصل هذا الرقم الى نحو 26,500 دولار مع السيارات الكورية، والى 34,500 دولار مع السيارات اليابانية.
مزايا واضحة تشجع على التوجه نحو الصين
تحمل السيارات الصينية بين طياتها العديد من المزايا التي تشجع المستهلك لامتلاكها. ابرز هذه المزايا:
السعر التنافسي:
الفرق السعري بين الماركات الصينية واليابانية أو الكورية كبير جدًّا، مما يجعل السيارات الصينية متاحة لشرائح أكبر من العراقيين، خصوصًا الطبقة المتوسطة والمتوسطة الدنيا.
التجارب الحديثة الموثوقة:
بعض الماركات الصينية حسّنت من جودة التصنيع، مع ميزات مألوفة مثل نظام تكييف مناسب، تجهيزات داخلية معقولة، وكفالة تغطي بعض الأعطال. وتشير تقارير محلية إلى أن وجود وكالات رسمية مع الضمان التي تقدمه زاد من ثقة المشتري العراقي.
وفرة المعروض وتنوع النماذج: تطرح المعارض الصينية موديلات متعددة الأحجام والتجهيزات، من سيارات المدينة ذات المحركات الصغيرة إلى سيارات الدفع
الرباعي. هذا التنوع يلائم الاحتياجات المختلفة للعائلات، للأعمال التجارية والاستخدام اليومي.
التحدي المنتظر
لا شك أن امتلاك العلامات الصينية يمثل تحدياً على المستويات كافة، وعلى المستهلك أن يتنبه للتالي:
الجودة على المدى الطويل
رغم التحسّن، شهادات المستهلكين تشير إلى أن المتانة ليست دومًا بالمستوى المطلوب. التآكل في التشطيبات، وفشل بعض المكونات الكهربائية بدرجة أسرع مما هو متوقع، أمر يتم تكراره في تجارب المستخدمين.
خدمات ما بعد البيع وقطع الغيار
وجود وكالة لا يعني دائمًا توفر قطع الغيار بسرعة أو بأسعار مناسبة. بعض الموديلات تستورد أجزاؤها من بلاد بعيدة، ما يزيد زمن الانتظار والتكلفة.
استثمارات الصيانة وصعوبة الصيانة المتقدمة
قد يجد الميكانيكي العادي صعوبة في التعامل مع الأنظمة التي تتضمن تكنولوجيا حديثة وإلكترونية. وقد لا تتوفر الورش التي تملك الخبرة أو الأدوات المطلوبة بشكل كافٍ في المحافظات البعيدة.
انخفاض القيمة عند إعادة البيع
قد تخسر السيارات الصينية من قيمتها السوقية أسرع من نظيراتها اليابانية أو الكورية، بسبب الصورة النمطية التقليدية بأنها أقل ديمومة، مما يجعل المشتري المحتمل يفكر مرتين قبل الاستثمار بها.
المخاطر الاقتصادية والسياسية
تقلبات سعر الصرف، الرسوم
الجمركية، السياسات الحكومية غير المستقرة، كلها تؤثر على تكلفة الاستيراد والصيانة، مما قد يجعل الصفقة تبدو جيدة اليوم وتصبح مزعجة غدًا.
تحول أكيد او مجرد موجة عابرة
مما لا شك فيه بأن السيارات الصينية دخلت العراق بقوة كما دخلت الى مختلف الأسواق العالمية. وتؤكد مختلف المؤشرات مثل النمو في الواردات، والتجاوب الجماهيري، والأسعار التنافسية الى أن هذه ليست مجرد موجة عابرة، بل جزء من تحول واضح في السوق. لكن الجدوى الحقيقية ما إذا كان امتلاك هذه السيارات يمثل صفقة رابحة او لا يعتمد على مجموعة من الأمور مثل الصيانة، جودة الخدمة، الاستمرارية، ومدى قدرة هذه العلامات على إثبات أن "الرخيص" لا يعني بالضرورة "ضعيف".
إذا استطاعت هذه السيارات أن تثبت قدرتها على الصمود في الحرارة، الغبار الشديد، التكدس المروري والصيانة المتقطعة، فالجواب هو نعم: هي صفقة رابحة. وإن فشلت في ذلك، فستكون مجرد ظاهرة مؤقتة ستحل محلها ماركات أخرى.