وما أن تهتز صعودا أو نزولا حتى يضطرب السوق، وهي الملاذ الآمن في الأزمات والكوارث، وغنى عنه.
إلا أن الازمة الاقتصادية التي شهدها العالم ومنها
العراق في الآونة الأخيرة بسبب
فيروس كورونا وما تبعها من انخفاض كبير في أسعار النفط لم تؤد الى ارتفاع كبير في أسعار الدولار وخاصة في العراق عزاها بعض المختصين الى أسباب عدة منها ما يتعلق بسياسة البنك المركزي فيما يتعلق ببيع الدولار ومنها أسباب تتعلق بتوقف الأنشطة التجارية.
ويقول المحلل الاقتصادي حيدر بدر في حديث لـالسومرية نيوز، إن "توقف النشاط الاقتصادي في البلد وخاصة النشاط التجاري حد بشكل كبير من رفع أسعار الدولار"، مبينا أن "البنك المركزي يقوم حاليا بسياسة بيع الدولار في أيام معينة بمجرد سماعه بارتفاع للدولار عبر المزاد الذي يجريه ليحد بذلك هذا الارتفاع وليمول النشاط التجاري المحدود جدا".
ويصيف بدر، أن "ما نشهده من ارتفاع طفيف في أسعار الدولار هو مجرد مضاربات في الأسواق المحلية لتجار صغار يتعاملون في الدولار".
أما الخبير الاقتصادي
ضرغام محمد علي، فيقول في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "السحب على الدولار في الوقت الحالي قليل نتيجة توقف السفر والعلاج خارج البلاد ومعظم الحوالات الشخصية واقتصار الطلب عليه على تمويل الاستيراد الذي تراجع بدوره نسبيا وهو ما مثل تراجعا عن قيمة الطلب الكلي على الدولار في السوق المحلية وهو ما قلل أيضا من اهمية تراجع كمية الدولارات المباعة في مزاد
البنك المركزي العراقي".
ويشير علي الى أن "الظروف لو كانت اعتيادية لاحتاج السوق الى كمية أكبر بكثير من الدولار وهو ما كان سيخلق عجزا من الدولار الذي تحتاجه السوق ويخلق سوقا سوداء ترفع ثمنه الا ان قلة الطلب عليه حالت دون ذلك".
بدوره، يقول الخبير الاقتصادي محمد زويني في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "ارتفاع سعر صرف الدولار في العراق غالبا ما يكون غير طويل الأمد، في ظل استمرار البنك المركزي بضخ العملة"، مشيرا الى ان "البنك المركزي العراقي له القدرة في تثبيت سعر صرف الدولار في أي رقم يراه مناسبا".
ويتابع أن "البنك لم يلجأ الى سياسة تعويم العملة وهو أحد أسباب الرئيسية في استقرار سعر صرف الدولار وعدم ارتفاعه بشكل كبير"، لافتا الى أن "ما نلاحظه اليوم من تذبذب في أسعار الدولار يعود الى توقف الأنشطة التجارية في البلد".
جدير بالذكر، أن الدولار الأمريكي هو العملة الرسمية في
الولايات المتحدة الأمريكية ويساوي مئة سنت، ويُرمز له بالرمز USD أو $، وأكبر فئة ورقية حالياً هي ورقة بقيمة 100 دولار.
والولايات المتحدة الأمريكية رفعت الغطاء
الذهبي عن الدولار عام 1973، وذلك عندما طالب رئيس
فرنسا شارل ديغول استبدال ما هو متوفر لدى
البنك المركزي الفرنسي من دولارات أمريكية بما يعادلها ذهباً.
ومنذ عام 1973 انخفضت القيمة الحقيقية للدولار الأمريكي حوالي 40 مرة، والدولار الأمريكي يضم خمس فئات، دولار واحد و5 دولارات و10 دولارات و20 دولارا و50 دولارا فضلا عن الفئة الاشهر على الإطلاق الـ100 دولار.
وجميع الصور المطبوعة على فئات الدولار، تعود لشخصيات تاريخية بارزة أسهمت بتقديم إنجازات كبيرة للولايات المتحدة، فيما يحظر
القانون الأمريكي طبع شخصيات مازالت على قيد الحياة على العملة الأمريكية.