وفي الوقت نفسه، يشهد العالم موجة طقس حار وجاف بشكل ملحوظ، وهو ما يعود بالفائدة على المزارعين في
الولايات المتحدة، لكنه يضر نظراءهم في أوروبا.
فيما يلي، نستعرض أبرز التطورات في أسواق السلع الأساسية العالمية من خلال خمسة رسوم بيانية مهمة يجب متابعتها مع بداية أسبوع التداول.
*النفط
تسارع هبوط أسعار النفط خلال الولاية الثانية للرئيس الأميركي
دونالد ترمب، مع تلاشي الآمال في التوصل إلى حل سريع للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى تراجع الأسعار لأدنى مستوياتها منذ 2021. وساهم استعداد
المملكة العربية السعودية، زعيمة تحالف "أوبك+"، على ما يبدو لتحمل فترة أطول من الأسعار المنخفضة في مفاقمة حالة التشاؤم في السوق أيضاً.
خلال الأسبوع المقبل، سيراقب المتداولون عن كثب أي مؤشرات تكشف إلى أي مدى يمكن أن يرفع التحالف إنتاجه على المدى الطويل.
*النحاس
يتدفق النحاس إلى الولايات المتحدة الأميركية بكميات قياسية، إذ شُحن أكثر من 170 ألف طن خلال شهر أبريل المنصرم، في ظل سعي كبار التجار لتفادي فرض رسوم جمركية محتملة. أدت هذه التحركات إلى نقص المعروض في السوق الفعلية، إذ تراجع المخزون في
بورصة شنغهاي للعقود المستقبلية بوتيرة قياسية، وانخفضت الكميات المتاحة في
بورصة لندن للمعادن بصورة كبيرة.
وحذرت شركة "ميركوريا إنرجي غروب" (Mercuria Energy Group) -وهي من أكبر المستوردين- من أن وتيرة الواردات المتسارعة قد تستنزف الإمدادات العالمية، وتمهد الطريق أمام موجة ارتفاع قياسية في الأسعار.
*المحاصيل الأميركية
من المقرر أن تصدر
وزارة الزراعة الأميركية، اليوم، تقريرها الأسبوعي حول تقدم الزراعة في الربيع وحالة المحاصيل. سمحت الظروف الجوية مرتفعة الحرارة والجافة للمزارعين بتنفيذ عمليات الزراعة بوتيرة سريعة، رغم أن كميات الأمطار الضئيلة في بعض مناطق الإنتاج الزراعي الأميركي تؤدي إلى تفاقم حالة الجفاف وتثير القلق بشأن احتمال انخفاض إنتاج المحاصيل.
وإلى جانب بيانات وزارة الزراعة الأميركية، سيراقب التجار في السوق التوقعات الجوية، التي تشير إلى احتمال هطول أمطار أقل من المعدل الطبيعي في معظم المناطق الشمالية من الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة المقبلة.
*الحبوب الزراعية
تشهد المملكة المتحدة درجات حرارة مرتفعة خلال فصل الربيع، في أعقاب بداية العام الأكثر جفافاً في البلاد منذ أربعة عقود، ما يهدد محاصيل الحبوب ويزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات. بحسب بيانات
هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، لم تسجل البلاد سوى 6 أيام فقط من هطول الأمطار القابلة للقياس خلال شهر مارس الماضي، وهو العدد الأقل منذ أكثر من 70 عاماً.
ولم تقتصر هذه الظروف على
شمال غرب أوروبا فقط، إذ تعاني كل من الهند والإمارات أيضاً من موجات حرارة شديدة.
*الكهرباء في
ألمانيا
حظي المستهلكون في ألمانيا مؤخراً على أسعار بالسالب للكهرباء، مع تزامن طفرة في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية مع تراجع في الطلب، ما أدى إلى تغطية الاستهلاك بنسبة تقارب 99% من خلال مصادر الطاقة
الخضراء. يُعد هذا مؤشراً للمستقبل، إذ من المنتظر أن يضيف ثالث أكبر اقتصاد في العالم سعة إنتاجية من الطاقة الشمسية غير مسبوقة تبلغ 17
غيغاواط العام الجاري، مع تسجيل أرقام قياسية جديدة في كل عام حتى 2030 على الأقل، ما سيؤدي إلى إزاحة متزايدة لمحطات توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري من السوق.