ويمتاز الحقل، الذي يُعدّ أحد أهم الحقول في
محافظة نينوى، بواعدية هايدروكربونية، تبشّر بزيادة احتياطياته النفطية، ما يعزز احتياطيات
بغداد من الخام.
ويُتداول خام
القيارة، الذي يُعدّ من النفوط الثقيلة، عادةَ، بخصم كبير عن
خام برنت القياسي بسبب انخفاض مؤشره الكيميائي وارتفاع محتواه من الكبريت.
يشار إلى أن
العراق يستهدف الوصول إلى سعة إنتاجية تبلغ نحو 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027، بالإضافة إلى الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول العام نفسه.
معلومات عن حقل القيارة
تُشير أبرز معلومات عن حقل القيارة الواقع في محافظة
نينوى -400 كيلو متر شمالي بغداد- إلى أن شركة سونانغول الأنغولية تتولى تشغيله بحصّة نسبتها 75%، وشركة
نفط الشمال العراقية بحصّة نسبتها 25%.
اكتُشف حقل القيارة النفطي عام 1927، ويضم 50 بئرًا نفطية، 34 منها تعرّضت لأضرار على يد تنظيم داعش المتطرف، فُجِّرت منها 18 بئرًا خلال انسحاب مسلَّحي التنظيم من قضاء القيارة في أغسطس/آب عام 2016، بعد عامين من سيطرة التنظيم المتطرف على القضاء.
ويُعدّ النفط المُنتَج من حقل القيارة نفطًا ثقيلًا جدًا، بدرجة كثافة 11، كما أنه عالي الحموضة بنسبة كبريت تتراوح بين 6 و8.5%.
احتياطيات حقل القيارة
تشير التقديرات إلى أن حجم احتياطيات حقل القيارة المؤكدة يتراوح ما بين 800 مليون ومليار برميل من النفط الخام، بحسب منصة الطاقة المتخصصة.
وسجل إنتاج الحقل أعلى مستوى له، في أبريل/نيسان 2019، بنحو 40 ألف برميل يوميًا، في حين يبلغ معدل إنتاجه منذ استئنافه، في مايو/أيار 2023، بعد توقُّفه لمدة 3 سنوات، نحو 33 ألف برميل يوميًا.
ومنذ عودة العمل في الحقل، تستهدف
وزارة النفط العراقية رفع الإنتاج إلى 60 ألف برميل يوميًا، لكنها لم تتمكن من القيام بذلك حتى الآن.
تطوير حقل القيارة
مرَّ تطوير الحقل بالعديد من المحطات، إذ شهد شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2009، توقيع العراق اتفاقيتين بالأحرف الأولى مع
شركة النفط الوطنية الأنغولية (سونانغول) لتطوير حقلَي نفط القيارة ونجمة الواقعين شمالي البلاد.
وفازت الشركة الأنغولية بعقد تطوير حقل القيارة بعد تقديمها عرضًا رسمًا يبلغ 5 دولارات للبرميل، وهدفًا لإنتاج 120 ألف برميل يوميًا.
وفي عام 2014، كان القيارة أحد الحقول التي سيطر عليها تنظيم داعش، إلى جانب حقول النجمة وحمرين وعجيل، خلال الهجوم الذي اجتاح فيه التنظيم شمال العراق.
ونتيجة لذلك، انسحبت شركة النفط الأنغولية من اتفاق لزيادة الإنتاج في حقل القيارة، في العام نفسه، وأرجعت ذلك إلى زيادة المخاطر الأمنية.
وفي عام 2018، تمكَّن العراق من استئناف الإنتاج من الحقل النفطي في محافظة نينوى، بعد طرد "داعش" الذي كانت يسيطر على الحقل، وأُجريت عمليات إعادة إعمار شاملة للآبار والمنشآت والأنابيب التي لحقها الضرر في الحقل، وبدأ حينها تصدير النفط من الحقل للمرة الأولى.
وتوقَّف إنتاج حقل القيارة في مارس/آذار عام 2020، قبل أن تعود عملية إنتاج وتحميل وتصدير النفط الخام الى الأسواق العالمية من الحقل، في مايو/ أيار عام 2023.
وعاد الحقل إلى الإنتاج بطاقة 33 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، إذ بدأت عمليات الإنتاج والتحميل والتصدير باستعمال الصهاريج وأحواض خطوط
السكك الحديدية، بكمية 30 ألف برميل يوميًا، لتتجه إلى مواني الصادرات النفطية في
الخليج.
وتذهب الكمية المتبقية من إنتاج حقل القيارة -وهي 3 آلاف برميل يوميًا- إلى مصفاة القيارة النفطية في محافظة نينوى، في خطوة تسهم بتحقيق إيرادات مالية جيدة لخزينة الدولة.
وفي أغسطس/آب 2024، بدأت شركة الاستكشافات النفطية العراقية تنفيذ المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد لحقل القيارة النفطي في محافظة نينوى، بموجب عقد مع شركة سونانغول الأنغولية .
ويجري المسح الزلزالي على مساحة 135 كيلومترًا مربعًا، ومن المتوقع أن يستغرق العمل 150 يوما، بحسب منصة الطاقة المتخصصة.
وقال مدير عام شركة الاستكشافات النفطية أسامة رؤوف حسين، إن المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد سيُنَفَّذ لحقل القيارة لصالح
شركة نفط الشمال، مُضيفًا أن المشروع ذو عائد هيدروكربوني كبير، وسيُشغّل 350 من الأيدي الوطنية العاملة في المناطق المحيطة بالمشروع.
وتابع: "نحن جادّون في تنفيذ هذا البرنامج رغم التحديات المتمثلة بطبوغرافية المنطقة المعقَّدة وانتشار خطوط الأنابيب النفطية والمنشآت السطحية، بالإضافة إلى وجود السكان المحليين".