السومرية نيوز/ بابل
يلفت انتباه المواطن صباح
علي الشمري طائر النعامة بحجمه الكبير وسرعة تكاثره وارتفاع أسعاره، حين كان في
الإمارات العربية المتحدة فضلا عن تعايشه وتكيفه مع الإنسان، وبدأ يفكر في تربيته
وتكاثره في بلده العراق، حين خصص مزرعة خاصة للنعامة في قضاء المحاويل شمال بابل
جالبا معه من دبي عددا من الأفراخ، مؤلفة من ذكر واحد وإناث ليبدأ رحلته مع هذا
الطير النادر بالعراق، ولم يمضي الشمري على تربيته إلا ثمانية أشهر حتى أصبح يمتلك
قطيعا مؤلفا من 70 طيرا.
ويقول الشمري البالغ من
العمر 50 عاما في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "فكرة تربية النعامة
التي بدأت قبل عام كانت بسيطة حيث جلبت من الإمارات العربية المتحدة عددا من
الأفراخ مكونة من ذكر واحد وإناث لم تتعدى أصابع اليد"، مبينا انه "بدا
بطريقة تكاثر هذه الطيور حتى أصبحت امتلك بعد ثمانية أشهر 70 طيرا من
النعامة".
ويضيف الشمري أن
"عملي توسع وهيأت مزرعتين في مناطق متفرقة من قضاء المحاويل حتى وصل العدد
لدي إلى 180 طير"، مشيرا إلى انه "يمتلك خطة مستقبلية لتكاثر هذا النوع
من الطيور ليصل إلى ألف نعامة منتجة بعد فتح مزرعة ثالثة".
النعامة جدواها
الاقتصادية عالية مقارنة بالمواشي
ويؤكد الشمري أن
"الذي شجعني أكثر على تربية النعام هو إنقاذ الطير من الانقراض وكذلك الجدوى
الاقتصادية العالية مقارنة بالأغنام والأبقار"، لافتا إلى أن "النعامة
الواحدة ممكن أن تبيض 50 بيضة وتتوقف بعدها عن ذلك لمدة ثلاثة أسابيع حتى تبيض مرة
أخرى بنفس العدد".
بيضة النعامة يصل وزنها
إلى الكيلو غرام وسعرها بـ400 ألف دينار عراقي
ويوضح الشمري أن
"سعر البيضة الواحدة التي يصل وزنها للكيلو غرام تبلغ 400 ألف دينار
عراقي"، مبينا أن "فرخ النعامة الواحد الذي يصل عمره لشهر يباع بمبلغ
مليون دينار، فيما يصل سعر النعامة التي هي بحجم الديك الرمي إلى مليوني
دينار".
ويشير الشمري إلى أنه
"باع نعامة بعمر الإنتاج إلى المزارع والمطاعم بأربعة ملايين وخمسمائة ألف
دينار عراقي لندرة وصعوبة إنتاجها في العراق، فضلا عن فوائدها الغذائية والاستفادة
من ريشها".
ويلفت الشمري إلى أن
"تفقيس بيض النعام يحتاج إلى حاضنة خاصة"، مضيفا أن "مدة تفقيسها
تصل إلى 42 يوما".
الكثير من المطاعم
الراقية تطالب بتجهيزها بالنعام
ويروي الشمري أن
"الكثير من المطاعم الراقية تطلب بتجهيزها بطير النعام، وهناك اناس طلبوا
فوائد هذا الطير الطبية فضلا عن مصانع من بلدان التي تطلب مني ريشها".
ويؤكد الشمري أن
"تربية النعامة في العراق تعد صعبة وتحتاج إلى عناية ومتابعة يومية، كونها
تتغذى على أعلاف خاصة وتحتاج إلى مزرعة كبيرة لكي تتحرك بحرية"، معتبرا أن
"تربيتها بالعراق يمثل انجازا علميا لوجود صعوبات في مراحلها، وتحتاج عملية
تفقيس بيضها إلى أجواء خاصة بها".
زراعة بابل تربية النعام
اقتصرت في السابق لصدام حسين
ويقول مدير زراعة بابل
حسين الحسون إن "المديرية تبنت موضوع تربية النعام ومنحت لصباح الشمري أول
إجازة في العراق"، مشيرا إلى أن "مزرعة الشمري تم ضمها ضمن المبادرة
الزراعية".
ويضيف الحسون أن "هناك
زيارات ميدانية من قبل المديرية إلى مزرعة الشمري لمتابعة مراحل التطور وتسجيل
الملاحظات لدراسة موضوع انتشار تربية النعام في مناطق أخرى تتبناها مديرية
الزراعة"، مبينا أن "المديرية ستوفر الأعلاف الخاصة لأي مزارع يرغب في
تربية النعام".
ويؤكد الحسون أن
"تربية النعام لها مردود اقتصادي كبير ويفتح آفاقا للعراق"، لافتا إلى
أن "تربيتها اقتصرت في السابق لحاكم العراق السابق وبعض المتنفذين في تلك
الفترة الزمنية التي حكم فيها صدام حسين".
ويعتبر الحسون أن
"النعامة تعد شبه منقرضة في العراق وتربيتها صعبة توافق الظروف البيئية"،
موضحا انه "وبعد مزرعة الشمري لم تكن هنالك صعوبة للإجراءات التي عمل بها
المزارع في تكيف طير النعامة".
مجلس بابل: جلبنا أفراخ
نعام من مزارع في الرمادي لدعم مزرعة الشمري
وتقول رئيس لجنة الزراعة
في مجلس محافظة بابل سهيلة عباس في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن
"المجلس قام بمتابعة موضوع مزارع صباح الشمري وقام بدعمه بالبحث عن أفراخ
جديدة ومن نسب جيد"، مبينة أن "المجلس قام بزيارة إلى محافظة الانبار
وحصل على أفراخ النعامة لمزرعة الشمري من مزارع في الرمادي".
وتؤكد عباس أن
"المجلس خاطب هيئة استثمار بابل لغرض توفير مساحات راعية في أنحاء مختلفة من
المحافظة لتخصيصها بتربية النعام".
خبير: النعام كانت تستوطن
البادية الغربية من العراق وتعد شبه منقرضة هناك
ويؤكد الخبير في شؤون
الطيور البرية حسين عبد حمزة أن "النعامة تعد من الطيور النادرة والأليفة
التي استطاعت أن تتعايش وتتكيف مع أجواء الإنسان، فهي نادرة التأقلم
بالعراق"، مشيرا إلى أن "النعامة تكون بإحجام كبيرة ولا تستطيع الطيران
وإنما تسير على الأرض وغالبا ما تكون حركتها بسرعة فائقة".
ويلفت حمزة إلى أن
"النعامة انقرضت منذ فترة ليست بالقصيرة لأنها نادرة التأقلم والصبر على
الأجواء المناخية في العراق وعلى مدار السنة"، موضحا أنها "كانت تستوطن
البادية الغربية من العراق، إلا أنها تعد شبه منقرضة في تلك المناطق".
مواطنون: لحم النعام نسمع
عنه ونراه عبر التلفزيون فقط
من جانبه تقول المواطنة
سلمى مجيد 40 عاما إن "لحم طير النعامة من اللحوم الصحية والجيدة، حيث
تناولتها في باريس عندما كنت اعمل هناك لما لها من فوائد صحية كبيرة"، موضحة
أن "هذا اللحم باهض الثمن وهو مفقود في العراق".
وتضيف مجيد أن "هذا
اللحم له طعم جميل وخاصة بأكلات الكباب والستيك، ولكنه يفرغ الجيب باستمرار"،
معربة عن أملها أن "تتواجد في مطاعمنا هذا النوع من اللحوم وتكون على أول
لائحة في قائمة الطعام".
أما المواطن محمد الخفاجي
35 عاما يؤكد أن "لحوم النعام نسمع عنها لكننا لا نراها إلا في حديقة
الحيوانات وعبر التلفزيون فقط"، مشيرا إلى أن "الأطباء ينصحون بأكل لحوم
النعامة لأنه يخفض الكوريسترول بالدم".
وتعد تربية النعام هذه هي
الأولى من نوعها في العراق، بعد انقراض هذا الطائر في اغلب مناطق البلاد، حيث كان
يعيش بالسابق في البرية بالصحراء الواقعة إلى الغرب من العراق بمحافظة الانبار
وخاصة بمدينتي الرمادي والرطبة، إلا انه فقد من تلك المناطق مع امتداد الزحف
العمراني.
يذكر أن محافظة النجف قد
أعلنت في العام الماضي 2011، عن استعدادها لإقامة محمية طبيعية تهتم بالحيوانات
المنقرضة والتي باتجاه الانقراض كالنعام وغيرها من الحيوانات، مبينة أن هذه
المحمية هي الأولى في العراق وتقع على مسافة 60 كم عن مركز المحافظة باتجاه صحراء
النجف.