اصطف لاعبو المنتخب الهولندي بالقمصان السوداء التي كُتب عليها "كرة القدم تدعم التغيير" قبل انطلاق المباراة الثانية في التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال قطر 2022 بالعاصمة
أمستردام.
وتساءل مدرب المنتخب الهولندي،
فرانك دي بوير، عن إمكانية الذهاب إلى قطر حال تأهل منتخب بلاده إلى
كأس العالم الذي يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط.
وقال دي بوير الذي سبق له ارتداء قميص المنتخب الهولندي: "يتركز الكثير من الاهتمام الآن على ما إذا كان ينبغي لنا الذهاب إلى هناك (قطر) إذا تأهلنا"، مضيفا: "من الصواب طرح هذا السؤال. الكل يعلم أن ما يحدث هناك ليس جيدا".
وجاءت الرسالة الاحتجاجية للمنتخب الهولندي في أعقاب وقفة مماثلة من قبل لاعبي المنتخب النرويجي الذين ارتدوا قمصانا تحمل رسالة "حقوق الإنسان داخل وخارج الملعب" وذلك قبل مواجهة جبل طارق وتركيا في تصفيات كأس العالم.
وكان المنتخب الألماني ثاني المحتجين بعد رسالة اعتراضية كتبت على قمصان اللاعبين تحمل "حقوق الإنسان" قبل مواجهة أيسلندا الأسبوع الماضي.
وتعترض المنتخبات الأوروبية بهذه الرسائل على سجل حقوق الإنسان في
دولة قطر التي تستضيف المونديال العام المقبل، حيث تزعم منظمات حقوقية بوجود انتهاكات ضد العمال المشاركين في بناء منشآت كأس العالم.
وأفادت تقارير إعلامية أن آلاف العمال المهاجرين لقوا حتفهم أثناء بناء الملاعب في قطر خلال السنوات الأخيرة.
ومنذ فوزها بحق استضافة البطولة الأكبر في كرة القدم نهاية عام 2010، تعرضت
الدوحة لانتقادات متكررة من منظمات حقوقية دولية بسبب أوضاع العمال المهاجرين الذين يعملون في المنشآت الخاصة بالبطولة.
وسجلت قطر 37 حالة وفاة بين العمال المرتبطين مباشرة ببناء ملاعب كأس العالم، منها 34 مصنفة على أنها "غير مرتبطة بالعمل" من قبل
اللجنة المنظمة للحدث.
في وقت سابق هذا الشهر، دعت
منظمة العفو الدولية،
الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى ممارسة المزيد من الضغوط على قطر لتحسين ظروف العمال الأجانب في
الدولة الخليجية.
في رسالة أُرسلت إلى رئيس
الفيفا،
جياني إنفانتينو، قالت المنظمة الحقوقية: "تقع على عاتق الفيفا مسؤولية التخفيف من مخاطر حقوق الإنسان التي تنشأ عن زيادة الأعمال الإنشائية في مرافق البطولة".
وجاء في الرسالة: "كحد أدنى، على الفيفا استخدام المدى الكامل لنفوذه لحث قطر على تنفيذ وفرض الإصلاحات الحكومية الخاصة على وجه السرعة لضمان حماية حقوق العمال لجميع العمال المهاجرين".
وباتت مسألة مقاطعة المونديال
القطري من قبل منتخبات أوروبية مطروحة على الطاولة فعليا، ففي
ديسمبر الماضي، تقدم مدير أعمال اللاعب الدنماركي، كاسبر فيشر، بالتماس إلى البرلمان لحث
المنتخب الوطني لكرة القدم على مقاطعة المحفل العالمي، وفقا لصحيفة "الإندبندنت".
وقال فيشر إن على
الدنمارك أن تتخلى عن اللعب في البطولة احتجاجا على أوضاع حقوق الإنسان السيئة في الدولة الخليجية المستضيفة، فضلا عن فساد الفيفا.