بعد ساعات على اقرار مجلس الامن الدولي فرض حظر جوي كامل فوق ليبيا والاستعداد الغربي لشن هجمات عسكرية ضد مواقع استراتيجية تابعة للنظام الليبي تحولت لهجة هذا النظام من التهديد بالويل والثبور وعظائم الامور إلى اعلان وقف اطلاق النار والعمليات المسلحة واحترام حقوق المواطنين والالتزام بشرعة حقوق الانسان.
وزير الخارجية الليبي موسى كوسا اعلن ان بلاده قررت الوقف الفوري لاطلاق النار ولجميع الاعمال العسكرية، مؤكدا ان بلاده ملتزمة بقبول قرار مجلس الامن الدولي وحماية كل المدنيين واحترام حقوق الانسان والالتزام بالقانون الدولي.
وكان سبق هذا الموقف تصعيد عسكري واسع لقوات القذافي تجلى بقصف عنيف على مدينة مصراتة ومواقع الثوار داخلها، وهو ما فسره المراقبون بانه رغبة من الكتائب الموالية في تسريع دخولهم إلى مصراتة واتخاذ السكان دروعا بشرية استباقا لاي قصف غربي.
من جهتهم، اعلن الثوار الليبيون في بيان صادر عن المجلس الانتقالي ان قرار النظام الليبي لن يغير شيئا في ثورتهم.
في غضون ذلك نقلت تقارير إعلامية عن سيف
الإسلام القذافي قوله إن النظام الليبي غيّر التكتيك لمهاجمة بنغازي حيث سيتمركز الجيش حول المدينة من دون دخولها، وهو سيرسل الشرطة وقوات خاصة لمكافحة الإرهاب إلى داخل المدينة لنزع أسلحة المعارضة.
وأضاف سيف الإسلام أنهم يتوقعون نزوحا لسكان بنغازي بسبب خوفهم مما سيحصل وسيعمل الجيش وفقاً لقوله على مساعدة الناس على الخروج منها.
وكان القذافي توعد قبل صدور قرار حظر الطيران الأممي بمهاجمة بنغازي، وأن قواته لن تظهر أي رحمة مع المتمردين.
وما ان ابصر قرار مجلس الامن
النور حتى توالت ردود الفعل الدولية المؤيدة للمشاركة في العمليات العسكرية المحتملة ضد نظام القذافي، الأمين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن اكد ان الحلف سيستكمل تخطيطاته ليكون قادرا على القيام بالتحرك المناسب في ليبيا .واعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون امام البرلمان ان
بريطانيا توشك في البدء في تحريك طائرات مقاتلة الى قواعد يمكن أن تنطلق منها للمشاركة في فرض الحظر. وقال كاميرون ان التحرك العسكري سيكون عملية مشتركة بريطانية اميركية فرنسية بدعم من دول عربية معتبرا ان البقاء مكتوفي الايدي وترك ديكتاتور يقتل شعبه من دون تمييز يطلق اشارة مخيفة الى شعوب اخرى. كاميرون قال في وقت لاحق بعدما اعلنت ليبيا وقفا لاطلاق النار ان بريطانيا ستحكم على العقيد
معمر القذافي بأفعاله على الارض.
وفي ايطاليا، قال
وزير الدفاع ان بلاده مستعدة للمشاركة بالكامل في عملية عسكرية ضد ليبيا وهي قادرة على تحييد اجهزة الرادار
الليبية مشيرا الى ان سبع قواعد عسكرية ايطالية يمكن ان تكون مناسبة للعملية وان الحلفاء طلبوا استخدام عدد منها.
وزارة الدفاع الاسبانية بدورها اعلنت عن وضع قاعدتين عسكريتين ووسائل عسكرية جوية وبحرية في تصرف الحلف الاطلسي بعد الحصول على موافقة البرلمان الاسباني. كما ابدت
اليونان استعدادها لمساعدة حلفائها وشركائها في الحلف الاطلسي لضمان احترام
الشرعية الدولية. واعلن الوزير البلجيكي للشؤون الاوروبية والتعاون ان بلجيكا مستعدة للمشاركة بست طائرات مقاتلة اف ستة عشر وفرقاطة للتدخل عسكريا .
اما
فرنسا التي دفعت بقوة باتجاه فرض حظر جوي على ليبيا، فافيد عن اجتماع عقده الرئيس نيكولا ساركوزي مع رئيس حكومته والمسؤولين الامنيين للتباحث في سبل تطبيق قرار الامم المتحدة.
وبعد امتناعهما عن التصويت على القرار الدولي، استبعدت كل من
روسيا والمانيا المشاركة في اي عمل عسكري ضد ليبيا. اما
تركيا فوضعت نفسها في موقف رمادي وقال
مكتب رئيس الحكومة
رجب طيب اردوغان في بيان ان قرار الامم المتحدة ملزم لكل الدول الاعضاء، لكنه لفت في الوقت نفسه الى ان انقرة تعارض منذ بداية الازمة تدخلا اجنبيا في ليبيا.
اما في ردود الفعل على القرار الدولي فقالت وزيرة الخارجية الاميركية
هيلاري كلينتون انه مجرد خطوة اولى مهمة وان
المجتمع الدولي سيواصل النظر في الخيارات.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اكد من
مدريد ان على السلطات الليبية الالتزام بجميع بنود القرار مشددا على ان مرتكبي الجرائم ضد المدنيين في ليبيا سيحاكمون. فيما اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ان الاتحاد يدرس حاليا وقف اطلاق النار الذي اعلنه النظام الليبي.
وفي سياق التحركات ايضا، اعلن مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية هشام يوسف ان قمة بين الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية بشان ليبيا ستعقد السبت في
باريس بحضور الامين العام للامم المتحدة.