الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، استدعى ردودا على مستوى العملية واكثر من معظم دول العالم ولا سيما في
نيويورك حيث لا يزال شبح هجمات
الحادي عشر من ايلول ماثلا في اذهان الاميركيين. فامام مقر برجي التجارة العالميين، احتفل ذوو الضحايا ومواطنون آخرون بالنبأ وامل رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ في أن يواسي مقتل بن لادن أولئك الذين فقدوا أحباءهم في الهجمات. في ما دعت
واشنطن الاميركيين في الخارج الى توخي الحذر مشيرة الى انها تخشى "اعمال عنف معادية للاميركيين وحلفائهم، اما وزيرة الخارجية
هيلاري كلينتون فأكدت ان
الولايات المتحدة ستواصل "محاربة"
حركة طالبان في
أفغانستان.
وفي ما اعتبرت باكستان أن مقتل أسامة بن لادن يعد انتكاسة كبيرة للمنظمات الإرهابية في العالم، هددت حركة
طالبان بشن هجمات على أعضاء الحكومة الباكستانية بمن فيهم الرئيس آصف علي زرداري والجيش الباكستاني والولايات المتحدة بعد العملية.
اما في افغانستان، فدعا الرئيس حامد كرزاي حركة طالبان إلى الكف عن القتال وتعلم درس من مقتله، وقال إن مقتل بن لادن في باكستان يثبت ان الحرب على الارهاب يجب ان تجري ضد قواعده ومصادره غير الموجودة في افغانستان.
بريطانيا عقـّبت فورا على نبأ مقتل زعيم القاعدة، وقال رئيس حكومتها ديفيد كاميرون ان مقتل بن لادن يشكل مصدر ارتياح كبير لشعوب العالم وان العثور عليه يشكل نجاحا خارقا. في حين طالب وزير الخارجية وليام هيغ بتعزيز الاجراءات الامنية حول السفارات البريطانية.
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكذلك رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني اشادا بعزيمة الولايات المتحدة ونجاحها، اما اسبانيا فابقت على حذرها خصوصا مع وجود تنظيم للقاعدة في
المغرب العربي كذلك رأت المانيا ان خطر الارهاب لم يستأصل بعد ودعت لليقظة.
اما
روسيا فوصفت العملية بانها "نجاح حقيقي" وتعهدت بالا يكون هناك مفر للإرهابيين الدوليين. وبينما اعتبر الاتحاد الاوروبي ان مقتله "نتيجة مهمة" لمكافحة الارهاب من شانها ان تجعل العالم "اكثر امنا"، اشاد الحلف الاطلسي ب"النجاح الكبير" معتبرا ان العمليات العسكرية في افغانستان يجب ان تستمر.
وفي الهند، اعلن
وزير الداخلية بي شيدمبرام ان العملية تؤكد ان باكستان تعتبر "ملاذا" للارهابيين.
اما الفاتيكان فشدد على ان الرب سيحاسب بن لادن على نشره الانقسام والكراهية بين الناس والتسبب في مقتل عدد لا يحصى من الناس واستغلال الدين في هذه الاغراض."
وفي موقف اقلّ فرحا، حذرت الشرطة الدولية الانتربول من احتمال وجود "خطر ارهابي اكبر" من جانب القاعدة او ارهابيين يستلهمون من القاعدة بعد تصفية بن لادن.
مقتل اسامة بن لادن طغى ايضا على شوارع العالم العربي الملتهبة، فاستقطب ردودا عربية، اهمّها من
المملكة العربية السعودية، مسقط رأس زعيم القاعدة، التي املت بأن تشكل العملية خطوة نحو دعم الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب وتفكيك خلاياه والقضاء على الفكر الضال الذي يقف وراءه.
ومن مصر اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان الموقف المصري والعربي من الارهاب واضح جدا.
جماعة الاخوان
المسلمين في مصر رأت انه بمقتل بن لادن أزيل أحد اسباب ممارسة العنف في العالم، داعيا الى انسحاب القوات الاميركية من أفغانستان والعراق.
السلطة الفلسطينية رأت في العملية أمرا مفيدا للسلام، لكنها شددت على لسان المتحدث باسمها غسان
الخطيب على ان المهم هو التغلب على الخطاب والأساليب العنيفة التي طبقها بن لادن وشجعها، لكن حركة حماس عبّرت عن أسفها لمقتل بن لادن واصفة اياه بالشهيد.
وفي لبنان، اعتبر رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ان بن لادن شكل "علامة سوداء" في تاريخ الاسلام ووضع هذه الديانة "في موقع عدائية مع حضارات واديان وثقافات اخرى". وقال ان مصيره "يستحقه القتلة والاشرار".
كذلك رحبت السلطات اليمنية بمقتل بن لادن بينما اعتبر فرع القاعدة في اليمن الامر "فاجعة".
وفي ما أحجم وزراء خارجية
البحرين والكويت والامارات المجتمعون في العاصمة الاماراتية أبو ظبي عن التعليق على مقتل بن لادن، قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان باراست انه بعد مقتل زعيم القاعدة لم يعد للولايات المتحدة وحلفائها اي مبرر لنشر قوات في الشرق الاوسط بحجة محاربة الارهاب.
والى اسرائيل حيث اشاد رئيس الحكومة
بنيامين نتنياهو بالقوات الامريكية الخاصة التي نفذت العملية معتبرا ذلك "انتصارا مدويا" لواشنطن وحلفائها في "الحرب على الارهاب. اما وزير الخارجية افيغدور ليبرمان فاوضح أن اسرائيل لم تساهم في الغارة التي شنتها قوات كوماندوس اميركية وانها أبلغت بالعملية قبل نصف ساعة من الاعلان عنها.
اما في
تركيا فقال الرئيس عبدالله غول إن الارهابيين سيلقى القبض عليهم سواء احياء ام اموات.