وتضيف المصادر، أنه "ومع ذلك، لا توجد زيارة رسمية إيرانية على جدول الأعمال في غياب "دعوة رسمية" ومن دون وجود سفراء لدى الطرفين، حيث ويأتي هذا التحول على خلفية حضور الرئيس الأميركي
جو بايدن القمة العربية الأخيرة في
السعودية، والمبادرة العربية الإسرائيلية لمواجهة المسيرات والصواريخ الإيرانية".
إلى ذلك، صرّح قرقاش في حديث مع الصحفيين في 15 يوليو/تموز قائلًا "حوارنا متواصل وأن الإمارات لديها قلق مستمر من السياسات الإقليمية الإيرانية بينما تبحث في تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إيران".
ووصف قرقاش إيران بـ"الجارة" التي تسعى أبوظبي للانخراط معها، مؤكدًا "قناعته الكاملة بأن النهج المناسب ليس المواجهة، لأن المواجهة ستعقد المشهد الإقليمي برمته".
وفيما رفض قرقاش فكرة "
الناتو العربي" معتبرًا أنها لا تتعدى المفهوم "النظري،" قال، إن الإمارات يمكن أن تكون جزءًا من الترتيبات لمواجهة "المسيرات والصواريخ" التي لا تستهدف دولة ثالثة، في إشارة مستترة إلى إيران.
وكانت الإمارات قد خفضت مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران عام 2016. وجاءت هذه الخطوة تضامنا مع
المملكة العربية السعودية التي قطعت العلاقات مع الجمهورية الإسلامية بعد أن خرّب محتجون إيرانيون منشآتها الدبلوماسية بسبب إعدام رجل دين شيعي سعودي معارض.
وتم استدعاء سيف الزعابي السفير الإماراتي في
طهران وخُفض مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال. كما طلبت أبوظبي خفض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين المتمركزين في الإمارات.
وفي حديث صحفي، صرح مصدر إيراني رفيع المستوى، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن الإمارات "تتحدث عن عودة سفيرها والموافقة على عودة سفيرنا منذ عام".
وقال مصدر إيراني ثان، إنه في حين أن "الإرادة متبادلة، لا يزال هناك طريق يتعين قطعه" للانتهاء من الترتيبات الضرورية.
يذكر ان آخر سفير إيراني في الإمارات كان محمد رضا فياض الذي كان مقيمًا في الدولة منذ عام 2010، وعندما انتهت ولايته في عام 2016، لم تسمح أبوظبي بتعيين سفير إيراني جديد.
وفي إشارة إلى زيارة
مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان إلى طهران في ديسمبر/كانون الأول 2021، أكد المصدر الإيراني الثاني أن "الدعوة التي وجهت كانت إلى إكسبو دبي،" مشيرًا إلى أنها نُقلت بشكل غير رسمي وليست زيارة رسمية.
ونشر رئيسي رسالة تعزية موجزة في 13 مايو/أيار ورسالة تهنئة في 16 مايو/أيار لرئيس
دولة الإمارات العربية المتحدة الجديد الشيخ
محمد بن زايد آل نهيان، رافضًا الانضمام إلى الصف الطويل من القادة الإقليميين والدوليين الذين زاروا أبوظبي. وبدلاً من ذلك، أرسل رئيسي وزير خارجيته
حسين أمير عبد اللهيان.
من جانبه، نشر
أمير عبد اللهيان صورة مع محمد بن زايد في 16 مايو/أيار وأرفقها بتعليق أن "صفحة جديدة" قد فتحت في العلاقات الثنائية، وأن إيران "تصافح جيرانها بحرارة." وأضاف: "دفء العلاقات بين الدول الجارة يبعث اليأس في نفوس أعداء المنطقة."
من ناحية أخرى، كتب الأكاديمي الإماراتي البارز
عبد الخالق عبد الله: "كان الاولى ان يأتي رئيس ايران ليقدم واجب العزاء. أضاعت إيران فرصة لدعم مسار التصالح الاقليمي، ربما هو استمرار لنمط الاستعلاء الإيراني تجاه دول
الخليج العربي الذي نشعر به ونعرفه عن قرب."
وألمحت مصادر مطلعة في طهران إلى توتر بشأن التعاون الإماراتي مع
إسرائيل، بما في ذلك التحرك العربي الإسرائيلي لإقامة منشآت لمواجهة المسيرات والصواريخ الإيرانية.
ويُعتقد أن أبوظبي تدفع بشكل كبير المبادرة العربية الإسرائيلية، على خلفية ضربات المسيرات والصواريخ غير المسبوقة التي استهدفت الإمارات العربية المتحدة في يناير/كانون الثاني من قبل حركة أنصار الله اليمنية، المعروفة باسم الحوثيين.
كتب الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي في 10 يونيو/حزيران أن "وضع رادارات ومنظومات إسرائيلية مضادة للصواريخ في بعض الدول المجاورة لا تحقق الأمن للأجواء الصهيونية لكنها ستضر بصورة كبيرة ومؤلمة بهذه الدول المطبعة والمنبطحة التي بدأت التفريط بأمنها ومستقبل شعوبها لصالح الكيان المؤقت،" في إشارة منه إلى إسرائيل.
وفي 10 يوليو/تموز، كتبت وكالة نور نيوز التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيران، "إن إنشاء
الولايات المتحدة شبكة دفاع جوي متكاملة في المنطقة بمشاركة وتوجيه وإدارة خفية للنظام الصهيوني الشرير يشكل تهديدًا. وإذا كان تنفيذ مثل هذه الخطط يهدد أمن الجمهورية الإسلامية في إيران بأي شكل من الأشكال، فإن أقرب الأهداف وأسهلها منالاً ستواجه بالتأكيد ردًا أوليًا حاسمًا".