وذكرت صحيفة "
نيويورك تايمز" الأمريكية أن "أوروبا تنظر إلى فوز زعيمة اليمين المتطرف في
إيطاليا،
جورجيا ميلوني، في الانتخابات العامة وخطوتها نحو تشكيل حكومة وحصول ائتلافها على أغلبية في مجلسي البرلمان، بـ"حذر مصحوب بخوف".
وأضافت: "على الرغم من أن ميلوني -التي تستعد لتكون أول زعيمة يمينية متطرفة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية- وعدت بأنها ستدعم أوكرانيا، وخففت من آرائها القاسية بشأن أوروبا، لكن هناك شكوكا أوروبية حول شركائها في الائتلاف".
وأشارت الصحيفة الى أنه "حتى مع الأخذ في الاعتبار نجاحات التكتل الأوروبي في السنوات الأخيرة للاتفاق على
صندوق رائد للتعافي من الأوبئة ولمواجهة العدوان الروسي في أوكرانيا، فإن جاذبية القوميين والشعبويين لا تزال قوية، وهي شعبية آخذة في الانتشار؛ ما يمثل تهديدا محتملا للمثل الأوروبية والتماسك".
ونقلت الصحيفة عن
تشارلز كوبشان، الخبير الأوروبي في مجلس العلاقات الخارجية، قوله إن "التأثير الاقتصادي لجائحة
كورونا والحرب الأوكرانية، فضلا عن ارتفاع الديون الوطنية والتضخم الصاروخي، أضرت بأحزاب الوسط في جميع أنحاء أوروبا".
وأضاف "تجاه الزخم السياسي يتغير، إذ كان لدينا موجة من الوسطية قبل وفي أثناء الوباء، لكن الآن يبدو أن الطاولة السياسية تميل إلى الوراء في اتجاه الشعبويين على اليمين. وهذه مشكلة كبيرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن إيطاليا، "تحت سلطة
رئيس الوزراء التكنوقراطي المنتهية ولايته
ماريو دراغي، كانت لعبت دورا مهمّا في أوروبا، سواء في القضايا الاقتصادية الحيوية أو الرد على
الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن إيطاليا ابتعدت الآن عن الاتجاه السائد في أوروبا".
وقالت الصحيفة "من المحتمل أن تكون إيطاليا بقيادة ميلوني مقيدة بالسيطرة الأوروبية على مليارات اليورو في التمويل الحاسم، إذ يقول دبلوماسيون ومحللون إنه في أفضل الأحوال، لن يؤدي ذلك إلى تحطيم الإجماع الأوروبي، ولكنه قد يؤدي إلى تعقيد عملية صنع السياسة بشدة".
وقالت الصحيفة إن "مخاوف أوروبا من إيطاليا لا تتمثل في سياستها تجاه أوكرانيا، إذ أكدت ميلوني أنها تدعم
حلف شمال الأطلسي (الناتو) وكييف، على عكس شريكيْها الأصغرين في الائتلاف،
ماتيو سالفيني وسيلفيو برلسكوني، اللذين عبرا عن دعمهما للرئيس الروسي،
فلاديمير بوتين".
وأضافت الصحيفة "يتعاطف الرأي العام الإيطالي بشكل تقليدي مع
موسكو، حيث يذهب نحو ثلث المقاعد في البرلمان الجديد إلى الأحزاب ذات الموقف الغامض من
روسيا والعقوبات والمساعدات العسكرية لأوكرانيا".
من هي جورجيا ميلوني؟
ولدت جورجيا ميلوني يوم 15 كانون الثاني 1977، لأب يساري من جزيرة سردينيا وأم يمينية من جزيرة صقلية في حي غارباتيلا بالعاصمة الإيطالية
روما، حيث تعيش الطبقة العاملة وتعتنق غالبيتها الفكر اليساري الذي كان يسيطر في ذلك الوقت على المدارس والجامعات، وكان مجرد الانتماء إلى اليمين عملاً ثوريًا.
جورجيا ميلوني صحفية وسياسية إيطالية تتزعم حزب "إخوة إيطاليا"، كانت عضوة بمجلس النواب عام 2006، وكانت أصغر وزيرة في تاريخ الجمهورية الإيطالية عندما تم تعيينها في الثامن من أيار 2008 وزيرة للشباب في حكومة سيلفيو برلسكوني الرابعة (2008-2011).