ويدق المسؤولون الأوكرانيون والغربيون ناقوس الخطر، محذرين من التداعيات الإنسانية الوخيمة للهجمات الصاروخية الروسية على البنيات الحيوية، بعد تزايد حجم الضرر الذي طالها خلال الايام الأخيرة.
وأشارت الصحيفة، إلى صعوبة إصلاح أنظمة الطاقة الأوكرانية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، موضحة أنه في المدن الأكثر تضررا، "لا يوجد لدى المسؤولين ما يمكنهم القيام به سوى حث السكان على الفرار"، مما يزيد من خطر انهيار الاقتصاد في أوكرانيا ونشوء أزمة جديدة للاجئين في البلدان الأوروبية.
واعترف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، هانس كلوغ في ندوة صحافية الاثنين بكييف، أن "هذا الشتاء، سيعرض حياة الملايين في أوكرانيا للخطر"، مضيفا: "ببساطة، هذا الشتاء سيكون مسألة بقاء".
وبعد خريف دافئ نسبيا، انخفضت درجات الحرارة في معظم أنحاء أوكرانيا إلى ما دون الصفر، مع بداية تساقط الثلوج.
وأضاف المسؤول الإقليمي، أن "من المتوقع أن يغادر ما بين مليون إلى ثلاثة ملايين أوكراني منازلهم "بحثا عن الدفء والأمان".
وشنت روسيا الأربعاء، قصفا صاروخيا عنيفا على أوكرانيا، مستهدفة البنية التحتية للطاقة والمناطق السكنية في جميع أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في كييف، وفقا للسلطات المحلية، وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي في معظم أنحاء البلاد.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية، في بيان، إن القصف ترك "الغالبية العظمى من المستهلكين بدون كهرباء"، كما أدت الضربات إلى تعطيل إمدادات الحرارة والمياه، بسبب الإغلاق المؤقت "بمعظم المحطات الحرارية والكهربائية المائية".
وحتى قبل هجمات الأربعاء، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، إن حوالي نصف البنية التحتية للطاقة في البلاد كانت "معطلة" في أعقاب القصف.
وعلى الرغم من المكاسب التي حققتها كييف في ساحة المعركة، تشير تحذيرات إلى أن الغارات الجوية الروسية التي أحدثت دمارا كبيرا، ستختبر بشدة "عزم الأوكرانيين" على الصمود، كما سترفع "تكاليف دعم الحرب" بشكل حاد على حلفاء كييف الغربيين، الذين يعانون بدورهم من مشاكل اقتصادية.
وأكد خبراء عسكريون، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحاول تعويض الخسائر الميدانية والإقليمية، من خلال السعي إلى "خلق شعور بالإرهاق بسبب حالة الحرب" بين حلفاء أوكرانيا الأوروبيين، على أمل أن يضغطوا في النهاية على كييف لتقديم تنازلات وإبطاء شحنات الأسلحة التي مكنت أوكرانيا من تحقيق انتصارات.
القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا بن هودجز، يقول إن مسعى موسكو من وراء استهداف البنيات التحتية، يتمثل في "تشكيل ورقة ضغط جديدة على الأوروبيين، من خلال اللاجئين".
وأضاف هودجز: "بعد أن تصبح أوكرانيا غير صالحة للحياة في فصل الشتاءنتيجة قصف بنياتها الحيوية، من المحتمل أن يفر ملايين الأوكرانيين إلى الدول الأوروبية المجاورة"، ما من شأنه أن يشكل ضغطا، على الحكومات الأوروبية، التي ستجبر حينها كييف، على قبول التفاوض وتقديم التنازلات التي تريدها موسكو.
وتابع القائد السابق في الجيش الأميركي: "الروس يخسرون في كل مكان وتكتيكهم الوحيد" يتمثل في "استهداف البنية التحتية المدنية غير العسكرية على أمل الحصول على حل يخرجهم من ورطتهم".
بالمقابل، أكد مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن الاتحاد يمكن أن يستوعب موجة جديدة من اللاجئين وسيدعم أوكرانيا "طالما يتطلب الأمر".
وقال المسؤول: "مهما حاول بوتين كسر إرادة الشعب الأوكراني، فسوف نقدم لهم ما يحتاجونه".
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو، لا تظهر أي بوادر للتراجع عن خطتها لقصف البنيات التحتية للطاقة، بإطلاقها الأسبوع الماضي، العنان لـ"هجمات وحشية شملت حوالي 100 صاروخ وعشرات المشيرات ذاتية التدمير"، مما تسبب في إصابة أهداف حيوية في جميع أنحاء البلاد وترك ما يقرب من 10 ملايين أوكراني بدون طاقة.
وخلال مؤتمر صحفي للصحفيين الثلاثاء، وصف فولوديمير كودريتسكي، رئيس شركة أوكرنرجو، مشغل شبكة الكهرباء الحكومية، الأضرار التي لحقت بنظام الطاقة في بلاده بأنها "هائلة"، غير أنه نفى الحاجة إلى إجلاء المدنيين.