السومرية نيوز/بيروت
ناشد والد زوجة الرئيس
السوري بشار الأسد، المقيم في لندن، زوج ابنته إجراء تغييرات ديمقراطية في بلاده
التي مزقتها الصراعات "قبل فوات الأوان"، مضيفا انه "صدم" من
القمع الوحشي الذي يقوم به زوج ابنته ضد الانتفاضة في
سوريا، والتي راح ضحيتها ما
يزيد عن 8 آلاف من المدنيين.
ونقلت صحيفة الـ"اكسبرس"
البريطانية عن أخصائي أمراض القلب المقيم في لندن الدكتور فواز الأخرس "قلقه على سلامة ابنته أسماء"، البريطانية المولد، التي تزوجت من
الأسد منذ 12 عاماً، حيث تدور شائعات عن احتمال ان تكون قيد الإقامة الجبرية في
دمشق من قبل أتباع الرئيس الذين يخشون من أنها قد تحاول مغادرة البلاد في خطوة
قد تلحق ضرراً كبيراً بالنظام" فيما لو حصلت.
وتابعت الصحيفة انه "بينما
يرفض الدكتور فواز الأخرس مناقشة الوضع المتدهور بشكل علني، إلا أنه أخبر أصدقائه
في الجمعية البريطانية السورية بأنه الآن في "وضع صعب"، حيث يعيش صراعاً
بين ولائه لأسرته من ناحية، وبين الإدانة العالمية للوحشية المتزايدة لنظام زوج
ابنته من ناحية أخرى".
من جهتها قالت مجلة
"نيوزويك" الأميركية، الاثنين، إن أسماء
الاسد كانت
توصف من قبل المراسلين الغربيين بالأناقة والذكاء قبل أن يرد زوجها
بشار الأسد على
الثورة السلمية بالقتل بلا
رحمة، وقبل أن تتجه البلاد نحو حرب أهلية، مشيرة إلى أن
أسماء غدت "وردة في
صحراء".
وجاء في تقرير كتب قبل الاحتجاجات تحت عنوان
"زهرة في
الصحراء" ليتحدث عن أسماء (36 عاما) "التي تقود سيارتها الخاصة
بها ذات الدفع
الرباعي، وتدير منزلا "ديمقراطيا" يعلو فيه صوت
أبنائها الثلاثة على والديهم في اختيار ما يلزم للبيت".
وقالت المجلة إن "الكثير من الناس لا يعرفون
كيف يصفونها هذه الأيام، ولكن إحدى النساء العربيات قالت "عندما كان الغرب
يحاول أن يعقد صفقة مع بشار، كانت أسماء مصدر قوته.. ولكن لا احد الآن يحب
الأسد والجميع يقول كيف يمكن لهذه المثقفة والأنيقة أن تتزوج من هذا الوحش!".
وتابعت المجلة أن "الوصف الذي يمكن أن يلخص
طبيعة أسماء التي ولدت في
بريطانيا هو أنها "زوجة جيدة" لوقوفها إلى جانب زوجها أو إلى جانب أبنائها في ظل الأحداث التي تعصف بالبلاد بخاصة
في مسقط رأسها في حمص"، مستطردة بالقول ان "أسماء الأسد لم تعد تظهر الآن، وكان
آخر ظهور لها مع زوجها للتصويت على الدستور السوري الجديد"، مشيرة إلى أنها "قد
كافحت كثيرا لتبدو مسترخية أمام الكاميرات".
وتعرضت مدينة حمص منذ اكثر من شهر لحملة عسكرية دموية من قبل الجيش السوري
وشبيحة
النظام اسفرت عن اصابات فادحة في ارواح المدنيين وابادة عائلات نازحة وتضرر
المدينة التي ما تزال بعد اقتحامها من قبل القوات الامنية الرسمية تفتقد الى المواد الحياتية والطبية
الضرورية فضلا عن انقطاع الماء
والكهرباء والهاتف ووسائل الاتصال، كما تعثرت جهود
اللجنة الدولية للصليب
الاحمر في التوصل لهدنة إنسانية لإجلاء الجرحى وإدخال مساعدات
للمدينة.
ولفتت
المجلة إلى أن "النساء في عائلة الأسد لم يظهرن للعلن ابدا ومنهن والدة الرئيس أنيسة
مخلوف، أو شقيقته بشرى التي توصف بأنها من أقوى أعضاء العائلة وأكثرهم قسوة".
وختمت بأن أسماء "كانت وردة في الصحراء ولكن
الآن قد طواها النسيان في خضم عاصفة الحرب".
وكانت أسماء الأسد، انكفأت عن الحياة العامة منذ اندلاع الثورة وتعرضت
للانتقاد لصمتها على الأزمة التي أوقعت حتى الآن أكثر من
ثمانية آلاف قتيل في بلادها، بحسب
تقديرات
الأمم المتحدة، ونقلت صحيفة "ذي
إندبندنت" البريطانية في(18 10 2011) عن أحد أعضاء منظمات الإغاثة الذين التقوا بها، أنه سألها مباشرة عن رأيها في القمع الدموي
الذي يمارسه نظام زوجها ضد الشعب، مضيفاً ان عدم ابداء اي رد فعل بالمطلق من قبلها أصابه وزملاءه بخيبة أمل.
وظهرت السيدة السورية الأولى في كانون
الثاني الماضي مع اثنين من أبنائها لدعم زوجها خلال مظاهرة مؤيدة للنظام السوري،
ولكن من دون إلقاء كلمة.
يشار الى أن
أسماء الأسد ولدت وترعرعت في بريطانيا وتخرجت بتفوق في جامعة كينغز كولدج البريطانية في
مجال الحاسوب، وساهمت بعد زواجها من الأسد في إحداث بعض
التغييرات مثل إدخال المنظمات غير الحكومية، وبحسب أحد
الصحافيين الذين يكتبون سيرة آل الأسد
إن اختيار بشار لأسماء لتكون زوجة له قد لاقى في البداية معارضة شديدة من والدته
وأخته لأن أسماء مسلمة سنية وعائلة الأسد تنتمي إلى الطائفة العلوية.
يذكر ان سوريا تشهد منذ 15 آذار 2011 حركة احتجاجات واسعة اتخذت شكل
الانتفاضة للمطالبة بالديمقراطية والحريات واجهتها السلطات السورية بعنف دموي اسقط
حتى اليوم ما يزيد بكثير عن 8000 قتيل بحسب مفوضية حقوق الانسان في الامم المتحدة
فضلاً عن عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين والجرحى.