استعادت حركة الشوارع إيقاعها اليومي، والأسواق فتحت أبوابها أمام المتبضعين، بشكل اعتيادي، في المدينة التي يقطنها أكثر من 800 ألف نسمة.
ولم يعد خروج الأطفال، مقلقا بالنسبة للأمهات والآباء، إذ عم الأمن جميع أصقاع المدينة، بعد تأمين جميع أجواء المدينة، ما جعل حركة النزوح في خبر "كان".
وقالت قوات الدعم السريع في بيان، إننا "نطمئن أهلنا في نيالا بأن حياتهم التي استعادت استقرارها، وأسواقهم النابضة بالحركة، وحدائقهم التي تعج بالأطفال والشباب والنساء في أمسيات هادئة وآمنة، ستظل محمية بحزم، وأننا مستمرون في تطوير وتحديث منظوماتنا الدفاعية التي ستكون بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على المدينة أو على أي منطقة محررة تحت سيطرتنا".
ونفت قوات الدعم السريع، ما تم تداوله بخصوص قصف "على مطار نيالا ومواقع أخرى في أو حول مدينة الفاشر، وأن القصف أسفر–بحسب مزاعمهم–عن مقتل عددٍ من المقاتلين الأجانب من دولة
كولومبيا."
وأكدت، إنها "في كل ولايات
السودان، وللشعب
السوداني والعالم قاطبة، أن هذه المزاعم لا أساس لها من
الصحة مطلقاً، وهي جزءٌ من الحرب الإعلامية القذرة، التي درج عليها فلول النظام للتغطية على هزائمهم العسكرية المتتالية، لا سيما في جبهات كردفان، ولصرف الأنظار عن حالة
الانهيار التي يعيشونها عقب الخسائر الكبيرة في العتاد والأرواح، التي لحقت بهم في معارك كردفان".
لا وجود لقوات أجنبية
وأشارت القوات، الى ان "الحديث عن الاستعانة "بمقاتلين أجانب، فهو محض كذب وادعاء بائس يفتقر إلى المنطق، إذ إن قوات الدعم السريع تستمد قوتها من أبناء السودان الأحرار، شباباً وشيباً، وهم يمتلكون من العزيمة، والإرادة، والدوافع المتجذّرة في عقود من الظلم والتهميش والنابعة من التطلع لمستقبل تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية ما يكفي لخوض معركة التحرير حتى إسقاط آخر معاقل الفلول والمرتزقة في الفاشر وكردفان وبقية أرجاء السودان".
من جانبها، أعربت
دولة الإمارات العربية المتحدة، "عن رفضها القاطع للمزاعم والاتهامات الباطلة التي وردت في البيان الصادر عن سلطة بورتسودان، والتي ادعت زوراً تورط دولة الإمارات في النزاع الدائر في السودان، عبر دعم مزعوم لجهات أو عناصر مسلحة".
وأكدت، أن "هذه الادعاءات، التي تفتقر إلى أي دليل، لا تعدو كونها مناورات إعلامية هزيلة تهدف إلى تشتيت الانتباه عن مسؤولية هذه السلطة المباشرة في إطالة أمد هذه الحرب الأهلية التي امتدت إلى أكثر من عامين وإفشال كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق السلام في السودان".
وبينت، أن "هذه الادعاءات ليست سوى محاولة لعرقلة مسار السلام، والتنصل من الالتزامات الأخلاقية والقانونية والإنسانية تجاه إنهاء النزاع، وفتح المجال أمام عملية انتقالية تعبر عن تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والتنمية".
وتابعت، أن "ما يسمى بسلطة بورتسودان لا تمثل الحكومة
الشرعية للسودان ولا تعبر عن إرادة شعبه الكريم، وتدعو
المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لدعم عملية سياسية يقودها المدنيون، بعيداً عن هيمنة أي من الطرفين المتصارعين".
ولفتت قوات الدعم السريع، إن "مدينة نيالا– بمطارها ومرافقها الحيوية ومناطقها الاستراتيجية – تتمتع بحماية كاملة وتأمين شامل من جميع الاتجاهات الجغرافية الأربعة، بقواتنا اليقظة وعبر منظومات دفاع جوي متطورة جرى تعزيزها وتحديثها مؤخراً، ما مكّنها من صدّ وإفشال كل محاولات مليشيا الإسلاميين السابقة لاختراق أجوائها، وقد تم تدمير أي طائرة حربية أو مسيّرة حاولت الاعتداء على المدينة، وسيكون مصير أي جسم معادٍ يقترب من أجواء نيالا أو يهدد أمنها التدمير الفوري والحاسم على ذلك حيث أسقط أشاوس الدفاع الجوي مؤخراً مسيرات إيرانية وأخرى من طراز بيرقدار وأكانجي".
وبالحديث عن إسقاط مسيرات تركية وإيرانية، كانت تحقيقات صحفية، قد كشفت عن دعم إيراني وتركي للجيش السوداني خلال الحرب المستمرة منذ منتصف إبريل 2023.
وكشفت مجموعة من الوثائق والاتصالات تحصلت عليها صحيفة “
واشنطن بوست” كيف قامت شركة تركية بتهريب الأسلحة سرًا إلى الجيش السوداني. وذلك خلال شهر مارس 2025.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه "تم تسليم شحنة سرية من الطائرات المسيّرة والصواريخ التركية إلى الجيش السوداني في سبتمبر، وكان فريق من شركة "بايكار"، أكبر شركة دفاعية في
تركيا، متواجدًا على الأرض لضمان إتمام الصفقة بسلاسة."
ووفقا لعقد وشهادة المستخدم النهائي التي اطلعت عليها "
واشنطن بوست"، أرسلت "بايكار"، المملوكة جزئيًا لصهر الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان، أسلحة بقيمة 120 مليون دولار على الأقل إلى الجيش السوداني العام الماضي، بما في ذلك ثماني طائرات مسيّرة من طراز TB2 ومئات من الرؤوس الحربية.