ما هو القمر الدموي؟
يطلق مصطلح القمر الدموي على الظاهرة التي تحدث أثناء خسوف القمر الكلي، عندما تدخل الأرض بين الشمس والقمر، وتحجب
ضوء الشمس المباشر عن سطح القمر.
إلا أن جزءاً من أشعة الشمس يمر عبر الغلاف الجوي للأرض وينكسر، ليتشتت الضوء الأزرق والأخضر، فيما يواصل الضوء الأحمر مساره ليصل إلى سطح القمر.
وبسبب هذه العملية، يظهر القمر للعين المجرّدة بلون يتراوح بين الأحمر القاني والنحاسي الداكن، وهو ما يمنحه الاسم الشائع القمر الدموي.
المدة والتكرار
وعادةً ما تستمر ظاهرة الخسوف الكلي للقمر عدة ساعات، بينما تصل فترة ظهور اللون الأحمر بوضوح إلى نحو ساعة أو أكثر.
وتتكرر الظاهرة عدة مرات كل بضع سنوات، لكنها لا تكون مرئية في جميع أنحاء العالم بنفس التوقيت، إذ يعتمد ذلك على موقع المشاهد على سطح الأرض.
التفسيرات العلمية مقابل المعتقدات الشعبية
وعلى الرغم من وضوح التفسير العلمي للظاهرة، فإن القمر الدموي ارتبط عبر التاريخ بمعتقدات وأساطير متباينة:
-في بعض الثقافات القديمة كان يُنظر إليه كـ”نذير شؤم” أو مؤشر على أحداث كارثية.
-في المقابل، اعتبرته حضارات أخرى رمزاً للتجدد والتغيير.
واليوم مع تطور العلم، ينظر إليه باعتباره حدثاً طبيعياً رائعاً يتيح للعلماء فرصة لدراسة طبقات الغلاف الجوي وسلوك الضوء.
أهمية القمر الدموي للعلماء
ويساهم في دراسة الغلاف الجوي للأرض، حيث إن لون القمر خلال الخسوف يعكس حالة جزيئات الهواء وكثافة الغبار أو الدخان في الجو.
ويُستخدم أيضاً في مراقبة المناخ والتغيرات البيئية.
ويتيح لعلماء الفلك فرصة نادرة لقياس بعض الظواهر المرتبطة بحركة الأرض والقمر بدقة أكبر.
الجانب السياحي والإعلامي
ولم تعد الظواهر الفلكية مجرد أحداث علمية، بل تحولت إلى وجهات سياحية مؤقتة في بعض البلدان. فخلال الخسوفات الكبرى، تنظم وكالات السياحة والفلك فعاليات رصد جماعية باستخدام التلسكوبات، إلى جانب محاضرات علمية وتغطيات إعلامية واسعة، تجذب آلاف المتابعين حول العالم.
القمر الدموي في العالم العربي
وشهدت عدة دول عربية خلال السنوات الماضية هذه الظاهرة، مثل
العراق ومصر والسعودية والمغرب، حيث تجمّع الناس في الساحات وعلى أسطح المنازل لمتابعة المشهد النادر.
وتحرص المراصد الفلكية في المنطقة على إعلان المواعيد الدقيقة لمثل هذه الظواهر لتشجيع المتابعين على رصدها.
والقمر الدموي ليس إلا خسوفاً كلياً للقمر يتزيّن فيه
الفضاء بمشهد أحمر ساحر، يجمع بين روعة الطبيعة ودقة العلم.
وبينما تتبدّد المعتقدات القديمة التي كانت ترى فيه نذير خوف، يظل اليوم فرصة للتأمل والجمال والمعرفة.