وتسببت احتجاجات الحركة الجديدة التي تطلق على نفسها "لنغلق كل شيء" في تعطيل حركة المرور اليوم وتم اعتقال عشرات الأشخاص مع انتشار مكثف قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد.
وفي العاصمة
باريس أقامت مجموعات من المتظاهرين حواجز باستخدام حاويات نفايات ورشقوا الشرطة بالقمامة.
وفي مدينة ليون (جنوب شرق) أغلق متظاهرون طريقا سريعا يمر عبر المدينة وأشعلوا النار في حاويات قمامة، في حين استخدمت الشرطة في مدينة نانت (غرب) الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وفي تولوز، تسبب حريق كابل في تعطيل حركة المرور بين تولوز وأوش في جنوب غربي
فرنسا.
وفي أماكن أخرى، أبلغت شركة فينسي، المشغلة للطرق السريعة، عن احتجاجات وتعطيل حركة المرور على الطرق السريعة في جميع أنحاء فرنسا، بما فيها مرسيليا ومونبلييه ونانت وليون.
وقالت شرطة باريس إن 75 شخصا اعتقلوا في الاحتجاجات حتى الآن، لكنها لم تقدم تفاصيل عن مكان حدوثها أو سبب الاعتقالات.
وقال قائد شرطة باريس
لوران نونييز إنه يشتبه في أن "اليسار الراديكالي" هو الذي يدير الاحتجاجات وينظم تحركات ضخمة لكن من دون دعم "
المجتمع المدني".
وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو أفاد للصحفيين في وقت مبكر اليوم بأن نحو 50 شخصا يرتدون أقنعة حاولوا بدء حصار في
بوردو، مضيفا أن بعض التحركات وقعت أيضا في باريس خلال الليلة الماضية، إلا أنه لم يذكر تفاصيل.
وحسب روتايو تم نشر 80 ألفا من قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك 6000 في باريس. وكانت وسائل إعلام فرنسية قد ذكرت أن من المتوقع أن يشارك 100 ألف شخص في الاحتجاجات.
اضطراب
وظهرت معلومات عن احتجاجات حركة تسمى نفسها "لنغلق كل شيء" اليوم على
وسائل التواصل الاجتماعي مما أدى إلى مقارنات مع احتجاجات "السترات الصفراء" في عام 2018.
واندلعت احتجاجات السترات الصفراء في البداية بسبب ارتفاع أسعار الوقود، لكنها تحولت إلى حركة أوسع نطاقا ضد
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وخططه للإصلاح الاقتصادي.
ويقول محللون ومسؤولون، إن الحركة الجديدة بدأت في أوساط الجماعات اليمينية قبل أن يسيطر عليها اليسار واليسار المتطرف.
وقال أعضاء حركة "لنغلق كل شيء"، إنهم يعتبرون أن النظام السياسي لم يعد مناسبا للغرض المستهدف منه.
ومن شأن هذه الاحتجاجات أن تزيد الاضطراب السياسي في فرنسا بعد يومين من إطاحة البرلمان برئيس الوزراء
فرانسوا بايرو في تصويت على الثقة.
وأمس الثلاثاء، عيّن الرئيس ماكرون خامس رئيس وزراء له في أقل من عامين، وهو
سيباستيان لو كورنو.
وقال أحد المتظاهرين في ليون ذكر فقط اسمه الأول وهو فلوران، إن قرار ماكرون بتكليف حليف وثيق له لتشكيل حكومة هو "صفعة على الوجه".
وقال حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف إنه سيقدم فعلا اقتراحا بحجب الثقة عن لو كورنو، على الرغم من أن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف أشار إلى أنه على استعداد للعمل معه في الوقت الحالي.