واليوم الأربعاء، قال ناطق باسم الخارجية الألمانية إن عرض القوى الأوروبية الثلاث "بحث تمديد موقت لآلية الزناد (سناب باك) إذا استوفت
إيران شروطا معيّنة ما زال مطروحا"، لكنه أضاف "في هذه المرحلة، لم تكن الخطوات التي اتّخذتها إيران كافية".
وجاء الاتصال الهاتفي بين وزراء خارجية
الدول الأوروبية الثلاث وإيران بعدما أطلقت القوى الأوروبية مهلة مدتها 30 يوما لإعادة فرض العقوبات بموجب آلية الزناد ما لم يتم التوصل إلى اتفاق متفاوض عليه بشأن برنامج
طهران النووي.
وقبيل الاتصال، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية
إسماعيل بقائي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي: "أظهرنا بأننا لا نعارض الدبلوماسية ونستغل كل فرصة لحماية مصالح الأمة الإيرانية وما ينفعها".
وأضاف أنه "من الطبيعي أن نتوقع أن يقابل نهج إيران الإيجابي وجهودها التي تجري عن حسن نية بتحرّك مشابه ومتبادل من الأطراف الأوروبية".
واتفقت إيران الأسبوع الماضي على إطار تعاون جديد مع
الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدما علّقت تعاونها معها في أعقاب الضربات الإسرائيلية والأمريكية على منشآتها النووي في يونيو/ حزيران الماضي.
وجاء الاتفاق بعد أيام على تفعيل القوى الأوروبية آلية الزناد لإعادة فرض عقوبات
الأمم المتحدة التي تم تعليقها على مدى نحو عقد، مبررة الخطوة بعدم امتثال إيران "الكبير" إلى الاتفاق النووي.
ومن المقرر أن يعاد فرض عقوبات الأمم المتحدة الشهر المقبل ما لم تستجب إيران لدعوات الحكومات الأوروبية لاستئناف التعاون مع
الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمحادثات النووية مع
الولايات المتحدة التي تم تعليقها منذ يونيو الماضي.
وخفف اتفاق 2015 العقوبات المفروضة على إيران في مقابل قيود على أنشطتها النووية.
لكنه انهار عمليا منذ أعلن الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه في ولايته الأولى العام 2018 وأعاد فرض عقوبات بلاده طهران.
باليوم نفسه، نددت إيران بانتقادات وزير الخارجية الأمريكي
ماركو روبيو هذا الأسبوع لبرنامجها الصاروخي الذي اعتبر بأنه يشكّل "خطرا غير مقبول".
ووصف الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي تصريحات روبيو بـ"الهراء"، مشيرا إلى أنه لا يحق للولايات المتحدة "التعليق على الإمكانات الدفاعية لدولة قررت المحافظة على استقلاليتها بأي ثمن".
وأفاد بأن البرنامج الصاروخي هو وسيلة إيران "للوقوف في وجه جشع وعدوان وهجمات جهات خارجية".
وأثناء زيارة إلى
إسرائيل أول أمس الإثنين، تعهّد روبيو بالمحافظة على سياسية "الضغوطات القصوى" على طهران التي فرضت أثناء ولاية
ترامب الأولى.
وقال روبيو في مؤتمر صحفي مشترك مع
رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو إن "إيران نووية تحكمها شخصية شيعية متشددة وتمتلك ليس فقط أسلحة نووية محتملة، بل الصواريخ التي يمكنها إيصال تلك الأسلحة إلى أماكن بعيدة، هو خطر غير مقبول، ليس فقط لإسرائيل أو الولايات المتحدة، بل للعالم بأسره".
وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على إيران إلى أن "يغيّروا مسارهم".
وفي منتصف يونيو/حزيران الماضي، نفذت إسرائيل عمليات قصف غير مسبوقة على إيران أشعلت حربا ردّت طهران خلالها بضربات صاروخية وبالمسيّرات.
وخلال النزاع الذي أخرج محادثات نووية عالية المستوى بين طهران وواشنطن عن مسارها، قصفت الولايات المتحدة منشآت نووية رئيسية في إيران.