السومرية
نيوز/بيروت
اعلنت كلا من
تركيا والنروج الاثنين، اغلاق سفارتيهما في
دمشق لأسباب "أمنية"، فيما اشار مصدر قريب من الحكومة التركية الى ان اغلاق السفارة سيوجه بالتاكيد "رسالة سياسية قوية" الى النظام السوري.
وافاد مصدر دبلوماسي تركي ان بلاده اغلقت الاثنين سفارتها في دمشق بسبب "تدهور الوضع الامني في سوريا"،
مضيفا انه "تم تعليق انشطة
السفارة التركية اعتبارا من هذا الصباح".
وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان "مجمل الطاقم الدبلوماسي التركي قد غادر العاصمة السورية، فيما تستمر ابواب القنصلية التركية العامة في حلب (في شمال
سوريا والقريبة من الحدود التركية) مفتوحة".
بدوره اشار مصدر قريب من الحكومة التركية الى ان "اغلاق
سفارتها سيوجه بالتاكيد رسالة سياسية قوية" الى النظام السوري.
وحذت تركيا بذلك حذو العديد من دول الاتحاد الاوروبي مثل
ايطاليا واسبانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا بالاضافة الى
الولايات المتحدة وست دول
خليجية.
وتشهد سوريا منذ اكثر من عام احتجاجات شعبية لا سابق لها
ضد نظام
بشار الاسد الذي يلجا الى عنف دموي في مواجهتها، وبحسب
المرصد السوري
لحقوق الانسان فقد قتل اكثر من تسعة الاف شخص في اعمال العنف التي ينسبها النظام
الى مجموعات "ارهابية" تسعى الى زعزعة الامن في البلاد.
وادارت تركيا التي كانت حليفة لدمشق لزمن طويل، ظهرها
لدمشق وطالبت الرئيس بشار الاسد بالتنحي عن الحكم، فيما تتحضر الاحد المقبل (1 نيسان) لاستضافة الاجتماع الثاني لـ"اصدقاء سوريا" من اجل التباحث في سبل مساعدة
المعارضة السورية ووضع حد للقمع الذي يمارسه النظام، مع الاشارة الى ان المؤتمر الاول الذي عقد في اواخر شباط في
تونس حضره ممثلون عن ستين دولة عربية وغربية.
وياتي اغلاق السفارة التركية في سوريا بعد ساعات فقط على
لقاء الرئيس الاميركي
باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي
رجب طيب اردوغان في
سيول حيث اتفقا على تقديم مساعدة "غير عسكرية" الى المعارضة السورية من
بينها معدات اتصالات بحسب مسؤول اميركي.
بدورها اعلنت النروج الاثنين اغلاق ابواب سفارتها
في دمشق لاسباب امنية.
وقالت الخارجية النروجية ان دبلوماسيا نروجيا سيظل في دمشق
في
السفارة الدنماركية للبقاء على اتصال بالوزارة.
وكانت النروج اعلنت مطلع شباط الماضي عن خفض عدد العاملين في سفارتها في دمشق بعد اتساع رقعة اعمال العنف
في البلاد.
يذكر ان سوريا تشهد منذ 15 آذار 2011 حركة احتجاج شعبية واسعة
بدأت برفع مطالب الاصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت
بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الامن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"،
أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن 9000 قتيلاً بينهم 6645 مدنيا و2468 عسكريا من
جنود ومنشقين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره
بريطانيا، فضلا عن عشرات
آلاف الجرحى والمفقودين والمعتقلين، فيما احصت مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم
المتحدة ما لا يقل عن 230000 ألف مهجر سوري في بلاد الجوار.