وتم اكتشاف هذا الثوران عبر أقمار صناعية ورصد من مركز التحذير البركاني للرماد (VAAC) في
تولوز بفرنسا، الذي أشار إلى سحابة كبيرة من الرماد، وتم التأكد من أن النشاط بدأ حوالي الساعة 08:30 بالتوقيت العالمي (UTC) في صباح يوم 23
نوفمبر 2025، حيث وصلت أعمدة الدخان والرماد إلى ارتفاعات كبيرة، أي نحو 45,000 قدم) في بعض التقديرات، وأيضًاعبر بيانات أقمار صناعية لوحظ انبعاث كبير لغاز ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) من موقع الثوران.
"سبب ثوران البركان"
لفهم سبب الثوران، نحتاج النظر إلى السياق الجيولوجي، حيث تقع منطقة عفر ضمن صدع تكتوني، والذي تتباعد فيه الصفائح التكتونية، وهذا الصدع ينشئ ضغطًا جيولوجيًا كبيرًا، مع نزوح للماغما (الحمم المنصهرة) من أعماق الأرض، وعلى مدى آلاف السنين من الخمول، من المحتمل أن تراكمت الماغما في باطن البركان.
هذه الماغما قد تحتوي على غازات ذائبة (مثل SO₂) – وعندما يزداد الضغط أو تتغير الظروف (مثل درجة الحرارة أو التركيب)، يمكن أن تنفجر هذه المغما فجأة، وعند نقطة معينة، قد يفوق ضغط الماغما الغطاء الصخري فوقه، فينفجر البركان.
"المخاطر التي يسببها"
مخاطر محلية (إنسانية وبيئية)
يحتوي الرماد البركاني على جزيئات دقيقة قد تضر الجهاز التنفسي، خاصة لمن لديهم أمراض مثل الربو أو حساسية، ويمكن ان يؤثر على المراعي ويضر الحيوانات كما ورد في تغطيات إعلامية لبعض القرى المحيطة، فضلاً عن البنية التحتية، كون الرماد الصلب قد يسد أنظمة الصرف، يلوث المياه، ويؤدي إلى تراكمه على الأسطح، مما يسبب أضرارًا، وايضاً على الطيران، لأن سحب الرماد تشكل خطرًا للطائرات، لأن الرماد قد يتلف محركات الطائرات ويؤثر على الأمان الجوي، كما يتسبب بهزات أرضية لأنه من الممكن أثناء الانفجار، تحدث هزات عنيفة في المناطق المحيطة.
"تأثيره على التغير المناخي"
1-انبعاث ثاني أكسيد الكبريت (SO₂)
أثناء الثوران، أُطلق SO₂ كبير من البركان (كما لوحظ بواسطة الأقمار الصناعية)، وهذا الغاز يمكن أن يتحول في الغلاف الجوي إلى هباءات كبريتات (sulfate aerosols) (جسيمات حمض الكبريتيك الدقيقة، وهذه الهباءات تعكس أشعة الشمس بمعنى أنها تقلل من إشعاع الشمس الذي يصل إلى سطح الأرض، مما يؤدي إلى تبريد مؤقت للمناخ.
بحسب
وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية، تأثيرات من هذا النوع يمكن أن تستمر لعدة أشهر إلى سنوات، حسب كمية الانبعاث والمدى الذي تصل إليه الهباءات في الغلاف الجوي.
لكن الدراسات تشير إلى أن كمية CO₂ المنبعثة من البراكين تكون ضئيلة جدًا مقارنة بانبعاثات البشر، لذلك، تأثير البراكين على الاحترار طويل الأمد (من خلال CO₂) يكون غالبًا أقل من أثر الأنشطة البشرية.
2-الموازنة المناخية
في حالات ثورات كبيرة جدًا، الانبعاثات الكبريتية قد تسبب تبريدًا ملحوظًا مؤقتًا (كما حدث في ثوران جبل
بيناتوبو في 1991)، لكن هذا التبريد عادة يكون مؤقتًا (سنة إلى عدة سنوات) وليس تأثيرًا دائمًا على الاحترار العالمي.
3-مخاطر إضافية
يمكن أن تؤثر الهباءات بشكل أيضًا على توازن الإشعاع وتغيير أنماط الطقس على المدى القصير، وهناك أيضًا احتمال أن تؤثر الانبعاثات البركانية على طبقة الأوزون (بعض الجسيمات الكبريتية تتداخل مع كيمياء الأوزون) حسب بعض الدراسات.
"تأثيرات مستقبلية"
هذا الثوران مهم لأنه
بركان كان خامدًا لآلاف السنين، وهذا يعطينا فرصة لدراسة ظواهر بركانية نادرة، ومن الناحية المناخية، قد يساهم في تبريد مؤقت إذا كانت الانبعاثات الكبريتية كبيرة بما فيه الكفاية.
لكن من غير المرجح أن يكون لهذا البركان تأثير كبير وطويل الأجل على الاحترار العالمي — خاصة بالمقارنة مع الانبعاثات البشرية من غازات الدفيئة.