وبدأت المشكلة عندما أعلن نيكيتا بير، رئيس قسم المنتج في المنصة، يوم السبت عن إطلاق تحديث يكشف، من بين أمور أخرى، عن الدولة أو المنطقة التي تنشط منها الحسابات عبر المنصة.
ووصف بير هذه الميزة بأنها "خطوة أولى مهمة لضمان نزاهة الساحة العامة العالمية"، مؤكدا أن الشركة تخطط لتقديم المزيد من الأدوات للتحقق من صحة المحتوى.
ولم يرحب الجميع بهذه الخطوة، حيث انتقدها مستخدمون كثر واعتبروها شكلا من أشكال "الكشف القسري" عن الهوية.
وأعرب نشطاء عن قلقهم "البالغ إزاء المخاطر التي قد يتعرض لها المستخدمون في الدول التي تقيد حرية التعبير، حيث يمكن أن يواجهوا تبعات سياسية وقانونية خطيرة"، مشيرين إلى أن "المعلومة قد تكون غير دقيقة إذا استخدم الشخص شبكة VPN تخفي موقعه الحقيقي".
وردا على الانتقادات، قامت المنصة بإزالة معلومات الموقع لبعض الحسابات في نفس اليوم. وبرر بير ذلك بأن البيانات "ليست دقيقة 100%"، خاصة للحسابات القديمة، ووعد بإعادتها بحلول الثلاثاء بعد معالجتها. وتنقلت تغريدات بير الشخصية بين التوتر والدعابة، حيث كتب في إحداها: "أحتاج إلى مشروب"، ما يعكس الضغط الذي صاحب عملية الإطلاق.
وبحلول مساء الأحد، أعلن عن ترقية تقنية وعد بأن تصل دقة تحديد الموقع إلى "99.99% تقريبا".
وأظهرت الاختبارات أن المنصة أخذت ملاحظات VPN في الاعتبار، حيث ظهر تحذير للمستخدمين يفيد بأن "الدولة أو المنطقة قد لا تكون دقيقة" بسبب استخدام "بروكسي".
كما تأتي الميزة مع إخلاء مسؤولية يشير إلى أن الموقع يمكن أن يتأثر بالسفر أو الانتقال المؤقت، وأنه "قد لا يكون دقيقا ويتغير دوريا".
مفاجآت كشفها التحديث
ومع تشغيل الميزة، بدأ المستخدمون في فحص حسابات خصومهم السياسيين، وكشفوا عن مفاجآت أبرزها:
• ظهور أن العديد من الحسابات البارزة المؤيدة لتيار MAKE AMERICA GREAT AGAIN، الداعمة لترامب، تعمل من خارج
الولايات المتحدة.
• اكتشف مستخدمون أن حساب MAGA NATION الذي يحوي 400 ألف متابع ويحمل شعار "
أمريكا أولا"، مسجل في دولة من شرق أوروبا خارج
الاتحاد الأوروبي.
• ظهر حساب آخر باسم America First يبدو أنه يعمل من بنغلاديش.
وهذه الاكتشافات سلطت الضوء على مشكلة الحسابات المزيفة والمعلومات المضللة التي طالما عانت منها المنصة وتفاقمت بظهور
الذكاء الاصطناعي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها المنصة انتقادات حول خصوصية الموقع.
ففي 2022 (عندما كانت المنصة تحمل اسم "تويتر" آنذاك)، حظرت حسابات كانت تتابع تحركات الطائرات الخاصة، بما فيها طائرة ماسك نفسه، بدعوى مخاوف أمنية.
إجراءات لحماية حسابات محددة
وذكر بير أن الميزة لن تظهر موقع أي حسابات رسمية تابعة للحكومات وتحمل علامة التحقق الرمادية "لمنع أعمال الإرهاب ضد القادة الحكوميين".
ويمكن ملاحظة ذلك في حساب الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب الذي لا يظهر أي بيانات موقع، بينما يظهر حساب
إيلون ماسك موقعه في الولايات المتحدة مع نكتة مفادها أنه تم التحقق منه منذ "3000
قبل الميلاد".