وكان الإعصار أسوأ
كارثة طبيعية يشهدها البلد المعروف بإنتاجه للشاي منذ أكثر من عقدين.
قضى 465 شخصا على الأقلّ من جرّاء الإعصار، في حين ما زال 366 في عداد المفقودين، وفق المسؤولين المعنيين بإدارة الكوارث.
وتمشّط القوّات الجوية السريلانكية المنطقة التي شهدت انهيارا للتربة لمعاينة الأضرار وإيصال المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الأساسية للسكان المنكوبين.
ومع توقّف الأمطار الغزيرة، انطلقت عمليات الإغاثة.
وشهدت المنطقة المعروفة بزراعة الشاي دمارا كاملا، حيث سوّت انهيارات التربة جزءا كبيرا من البلدة وأتت فيه على الأخضر واليابس، بما في ذلك الطرقات والسيّارات التي كانت عليها.
وكانت أسطح بعض المنازل بارزة في الوحل، فيما جرفت الانهيالات الأرضية التي تسبّب بها الإعصار "ديتواه" ما تبقّى من مساكن.
ووسط الخراب الذي حلّ بالمنطقة حيث لم تبق سوى بعض البقع
الخضراء، لم يعد يظهر أيّ مؤشّر على الحياة البشرية.
وفي منطقة ويليمادا في وسط البلد حيث بات يتعذّر على المركبات الكبيرة الوصول، انتشل المسعفون 11 جثّة من تحت الوحل الإثنين وطلبوا المساعدة للبحث عن عشرات الجثث الأخرى.
وفي بعض المواقع، جُرفت الأرض بالكامل، مخلّفة بقعا ترابية وسط النبات الوارف.
ولم يتّضح بعد نطاق الخراب الذي لحق بمزارع الشاي ومصانعه وقاطفي أوراقه، غير أن الإعلام المحلي يتحدّث عن أضرار جسيمة.
وما كان سابقا غطاء كثيفا من نبات الشاي تحوّل اليوم إلى قنوات واسعة من الوحل والركام.
وأتت انهيارات التربة على الطريق الرئيسي الذي بات مغمورا بالوحل والصخر والنبات الذي اقتلع. ولم تُبقِ سوى أجزاء بسيطة سالكة تدلّ على أنه كان هنا.
وتؤكّد السلطات أن الأولوية تعطى لإتاحة الوصول برّا إلى المنطقة التي ما زالت تتلقّى إمداداتها جوّا.
وأوفدت إلى المنطقة المنكوبة مروحيات من الهند وباكستان المجاورتين لإجلاء السياح والمرضى.
وفي عملية الإسعاف، أزيلت المقاعد من طائرة "VVIP Bell-412" لإفساح المجال للمواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الأساسية.
وهي نقلت المياه وحصص غذاء جافة للسكان العالقين في نوارا إليا في وسط
سريلانكا على مسافة حوالى مئة كيلومتر من شرق العاصمة
كولومبو.
ويتوقّع المسعفون ارتفاع حصيلة القتلى فيما بدأت الفرق بالوصول إلى المناطق التي انقطعت عنها الكهرباء وشبكة الاتصالات الخلوية لأيّام عدّة.
ويعدّ هذا الإعصار الأكثر حصدا للأرواح منذ الزلزال الذي أعقبه تسونامي وضرب ساحل سريلانكا في 26 ديسمبر/كانون الأول 2004.
وهذه المرّة، لم توفّر الكارثة الطبيعية منطقة في البلد إلا وتعرّضت إما لانهيار التربة أو لفيضانات.
وأعلن الرئيس
أنورا كومارا ديساناياكي حالة الطوارئ موجّها نداء للمساعدة الدولية.