وانتهت المباحثات مع مبعوث
ترامب الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر بعد الظهر من دون أي أعلان رسمي.
وبعدها التقى
زيلينسكي الرئيس الألماني
فرانك فالتر شتاينماير قبل أن يشارك مع ميرتس في
منتدى أعمال أوكراني ألماني.
قبل ذلك، أفاد مسؤول مطلع على المفاوضات فرانس برس، أن المفاوضين الأميركيين ما زالوا يريدون من أوكرانيا التخلي عن منطقتي دونيتسك ولوغانسك (شرق) اللتين تشكلان معا الدونباس، كشرط لمحادثات السلام مع
روسيا. وهو أمر يرفضه زيلينسكي.
وقال المسؤول إن "الرئيس
فلاديمير بوتين يريد أراضي"، مضيفا أن
الولايات المتحدة تطالب أوكرانيا "بالانسحاب من المنطقتين وأن كييف غير موافقة على هذا الطلب".
وأضاف "إنه أمر لافت نوعا ما أن يتبنى الأميركيون موقف الروس بشأن هذه المسألة".
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول "أعتقد أن المفاوضات لم تصل من قبل إلى هذا المستوى من الجدية كما هي الآن، فهي تُجرى بشكل مكثف جدا".
وأضاف "لكننا لن نعرف إذا كانت المفاوضات ستُكلل بالنجاح إلا بحلول نهاية الأسبوع. بالطبع، كل جهد يُبذل في هذا الظرف التاريخي جدير بالاهتمام بهدف وقف هذه الوفيات وإنهاء الحرب. وما زلنا لا نعلم إذا كان
فلاديمير بوتين يمتلك حقا إرادة صادقة لإنهائها".
ومساء الأحد قال ويتكوف على منصة "إكس" إنه "تم تحقيق الكثير من التقدّم".
ويقيم المستشار الألماني فريدريش ميرتس مأدبة عشاء اليوم الاثنين لزيلينسكي ومجموعة من القادة الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي. ودعي ممثلون أميركيون أيضا، لكن لم يتم تأكيد مشاركتهم، وفق المستشارية.
وفُرضت إجراءات أمنية مشددة في وسط
برلين حيث أغلقت الشرطة الطرق وانتشر قناصة على أسطح المباني، وجابت الكلاب المدربة الشوارع، فيما تولت
وحدات التصدي للطيران المسير مراقبة الأجواء.
وتأمل أوكرانيا في إقناع الولايات المتحدة بضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دون التنازل مسبقا عن أراض لروسيا، بينما يؤكد حلفاء كييف الأوروبيون على ضرورة أن يحقق أي اتفاق "سلاما عادلا" ويضمن عدم استئناف روسيا للأعمال العسكرية في المستقبل.
وضغط ترامب من أجل وضع حد للحرب التي اندلعت منذ نحو أربع سنوات، لكن كييف وحلفاءها في أوروبا يحاولون تجنّب تسوية تصب في مصلحة روسيا.
وقدمت أوكرانيا مقترحات في المقابل، وقال زيلينسكي الأحد إن بلاده مستعدة للتخلي عن طلب العضوية في
حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرط أن تحصل في المقابل على ضمانات أمنية قوية.
وشدد الناطق باسم الكرملين
دميتري بيسكوف في تصريحات للصحافيين الاثنين على أن مسألة بقاء كييف خارج
الناتو "تعد من بين الأساسيات وتستوجب مباحثات خاصة".
وأضاف أن روسيا تتوقع من الولايات المتحدة أن "تزودنا بالمفهوم الذي تتم مناقشته في برلين اليوم".
وما زالت التساؤلات قائمة بشأن مجموعة من القضايا من بينها التنازلات الأوكرانية عن أراض والضمانات الأمنية المستقبلية لكييف ومسألة إن كانت
موسكو ستوافق على أي مقترح يعرضه الأوروبيون والأميركيون.
والتقى الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع ترامب، الأحد بكوشنر في برلين، حسبما أعلن مكتبه، وأجرى محادثات مع زيلينسكي الاثنين.
مفاوضات مكثفة
وكان زيلينسكي قد صرح بأنه رغم عدم وجود موعد نهائي محدد لإبرام اتفاق، إلا أن
واشنطن ترغب في وضع الخطوط العريضة لاتفاق بحلول عيد الميلاد.
وأفاد زيلينسكي الأحد بأن "الأمر الأهم هو أنه يتعيّن أن تكون الخطة منصفة بقدر الإمكان، أولا وقبل كل شيء بالنسبة لأوكرانيا، لأن روسيا هي التي بدأت الحرب".
مقابل التنازل عن الجزء الذي تسيطر عليه من منطقة دونباس التي يتضمن المقترح الأميركي إنشاء "منطقة اقتصادية حرة" أو "منطقة منزوعة السلاح" فيها، سينسحب الجيش الروسي من الأجزاء المحتلة من مناطق سومي وخاركيف ودنيبروبيتروفسك (شمالا وشمال شرقا ووسطا شرقا)، ولكنه سيبقى في منطقتي خيرسون وزابوريجيا (جنوبا)، اللتين تطالب موسكو بضمهما أيضا.
ووفقا لاستطلاع رأي نُشر الاثنين، يعارض 75% من الأوكرانيين التخلي عن هذه المنطقة، التي تُعد، بغض النظر عن الاعتبارات الإقليمية، الأكثر تحصينا على الجبهة، إذ تتألف من حزام من المدن المحصنة ومئات الكيلومترات من الخنادق وحقول الألغام.
إلا أن أوكرانيا تواجه ضغوطا متزايدة من الداخل أيضا بعد فضيحة فساد، ومع تراجع جيشها، والغارات الجوية الروسية التي تدمر البنية التحتية للطاقة المدنية، مما يُغرق السكان بشكل متكرر في البرد والظلام.