السومرية نيوز/بيروت
اعلن مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى
سوريا كوفي انان الاربعاء انه تسلم
تعهدا مكتوبا من النظام السوري بوقف العمليات العسكرية ابتداء من الخميس تطبيقا
لخطته المدعومة من الامم المتحدة، فيما اكد مصدر بوزارة الدفاع السورية ان الجيش سيوقف عملياته بدءا من صباح
الخميس على ان تبقى القوات المسلحة السورية في حالة تأهب للتصدي لاي
اعتداء من جانب المجموعات المسلحة بحسب قوله.
وقال المتحدث باسم انان، أحمد فوزي، في بيان ان كوفي انان تسلم رسالة من وزير خارجية
الجمهورية العربية السورية يبلغه فيها قرار "وقف جميع الأعمال العسكرية في جميع
الاراضي السورية ابتداء من الساعة السادسة صباحا (بتوقيت دمشق) غدا (الخميس)، مع
الاحتفاظ بحق الرد على اي اعتداء تقوم به المجموعات الارهابية المسلحة ضد المدنيين
وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة".
وقال انان إنه "سيواصل العمل مع
الحكومة والمعارضة لضمان التنفيذ الكامل لخطته المكونة من ست نقاط" بحسب ما جاء في البيان.
وتنص خطة انان على وقف العنف من جميع الاطراف وسحب الآليات العسكرية
من الشوارع والسماح بدخول المساعدات الانسانية ووسائل الاعلام والافراج عن
المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي، الا ان وقف العمليات العسكرية لم يحصل من جانب
الجيش النظامي مما ادى الى سقوط المزيد من القتلى في صفوف المدنيين.
وسبق ان نقل التلفزيون السوري عن مصدر مسؤول في وزارة
الدفاع قوله انه "بعد تنفيذ قواتنا المسلحة مهامها
الناجحة في مكافحة الاعمال الاجرامية للمجموعات المسلحة وبسط سلطة الدولة على
اراضيها، تقرر وقف هذه الاعمال اعتبارا من صباح يوم غد الخميس".
واضاف المصدر "ستبقى قواتنا المسلحة متأهبة للرد على اي اعتداء تقوم به المجموعات
الارهابية المسلحة ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات
الخاصة والعامة لحماية امن الوطن والمواطن".
وكان مجلس الامن الدولي دعا سوريا الثلاثاء (10 نيسان) الى وقف العمليات العسكرية قبل يوم
الخميس التزاما بالمهلة المحددة في خطة انان، الذي اقر في رسالة
وجهها الى مجلس الامن الدولي في اليوم نفسه
بان الرئيس السوري بشار
الاسد لم يف بكافة التزاماته بسحب الجيش من المدن السورية
المنتفضة بحلول 10 نيسان ودعاه الى "تغيير نهجه بشكل جذري" ووقف العنف
الخميس 12 نيسان على ابعد حد، وفيما حذا مجلس الامن الدولي حذو انان، اعتبرت
فرنسا والولايات المتحدة
ان الاسد برهن على ازدواجية في المواقف وطالبتا باجراءات ملزمة.
وصرحت السفيرة الاميركية في مجلس الامن سوزان رايس التي
ترأس بلادها المجلس في نيسان "سنصل
قريبا الى لحظة الحقيقة" حيث يفترض ان تشمل المرحلة المقبلة
"منطقيا" مضاعفة الضغوط على دمشق عبر تحرك جماعي، فيما طالب
وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه باتخاذ "الاجراءات الجديدة اللازمة لفرض
وقف العنف وعملية سياسية" في سوريا، كما اقترح نظيره البريطاني وليام هيغ
"رفع القضية الى
المحكمة الجنائية الدولية" لمحاسبة المسؤولين السوريين
على تجاوزاتهم التي اسفرت عن مقتل اكثر من تسعة آلاف شخص في خلال عام بحسب الامم المتحدة.
وايدت
روسيا والصين اللتين استخدمتا مرتين حق النقض لمنع
ادانة القمع السوري تصريحات مجلس الامن الدولي الداعمة لمهمة انان، وانتقد وزير
الخارجية الروسي
سيرغي لافروف الثلاثاء نظيره السوري
وليد المعلم على عدم تطبيق
خطة انان بشكل "اكثر حيوية" و"اكثر حزما"، لكنه دعا انان ايضا
الى تكثيف الضغوط على المعارضة السورية كي توقف القتال.
واشارت رايس الى ان
موسكو وبكين "تتحملان مسؤولية
خاصة في استخدام نفوذهما لوقف المجازر التي ينفذها نظام الرئيس الاسد.
يذكر ان سوريا تشهد منذ 15 آذار 2011 حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب
الاصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا
سابق له من قبل قوات الامن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط
ما يزيد عن 9000 قتيل بينهم 6645 مدنيا و2468 عسكريا من جنود ومنشقين بحسب المرصد
السوري لحقوق الإنسان ومقره
بريطانيا، فضلا عن عشرات آلاف الجرحى والمفقودين
والمعتقلين، فيما احصت مفوضية شؤون اللاجئين في
الأمم المتحدة ما لا يقل عن 230000
ألف مهجر سوري في بلاد الجوار.