السومرية نيوز/بيروت
قال متحدث باسم
كوفي عنان مبعوث الأمم
المتحدة وجامعة
الدول العربية إن فريقا أوليا من مراقبي وقف اطلاق النار التابعين
للمنظمة الدولية بدأ العمل في
سوريا اليوم الاثنين سعيا لضمان التزام القوات
الحكومية والمعارضة بشروط وقف اطلاق النار، وفيما اكدت
الحكومة السورية انها تحتفظ
بحق رفض مراقبين بسبب جنسياتهم، احصى
المرصد السوري لحقوق الانسان سقوط اكثر من
أحد عشر ألف قتيل منذ بداية الانتفاضة.
وقال المتحدث باسم
عنان أحمد فوزي في بيان
الاثنين "ستبدأ مهمة فريق المراقبة باقامة مقر العمل هذا الصباح والتواصل مع
الحكومة السورية وقوات المعارضة حتى يتفهم الجانبان تماما دور مراقبي الأمم
المتحدة"، مضيفا ان "من المتوقع أن يصل المراقبون الآخرون وعددهم 25
خلال الأيام القليلة المقبلة".
وكان وصل امس الاحد (15نيسان) فريق اولي من 6 مراقبين الى دمشق يقودهم ضابط مغربي برتبة
عقيد.
ووافق
مجلس الأمن يوم السبت (14 نيسان) على
ارسال مراقبين غير مسلحين للاشراف على وقف إطلاق النار الذي بدأ رسميا يوم الخميس
الماضي (12 نيسان) ولكن أعمال العنف والقصف من جانب النظام السوري ما تزال مستمرة في مدينة حمص حتى الساعة، فيما يتوقع ان يتخذ
مجلس الأمن قرارا بنهاية الأسبوع للتصريح بنشر بعثة مراقبة كاملة مؤلفة من 250
مراقبا على الأقل بينهم خبراء في حماية حقوق الانسان ومدنيين ومسؤولين سياسيين من
اجل مراقبة التنفيذ الكامل لخطة عنان التي تنص على سحب الآليات العسكرية من الشوارع ووقف اعمال
العنف من جانب كل الاطراف، والسماح بدخول المساعدات الانسانية ووسائل الاعلام الى
سوريا، والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث، والسماح بالتظاهر السلمي، وبدء
حوار مع المعارضة حول عملية انتقالية.
واوضح فوزي ان عنان كان على اتصال وثيق
بمسؤولين سوريين كبار في اليومين الاخيرين وانه اتصل بوزير الخارجية السوري وليد
المعلم ونائبه مضيفا ان عنان "سيحضر الاجتماع الوزاري للجامعة العربية الذي
يعقد في
الدوحة يوم الثلاثاء".
ولم يحدد فوزي اسماء الدول التي تساهم في
مهمة مراقبة وقف اطلاق النار بمراقبين يشاركون في عمليات حفظ سلام في المنطقة
بالفعل.
من جهتها قالت الحكومة السورية انها تحتفظ
بحق رفض مراقبين بسبب جنسياتهم، وقالت المستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة
السورية بثينة شعبان ان "الحكومة لا يمكن أن تكون مسؤولة عن سلامة مراقبي
الأمم المتحدة ما لم تكن مشاركة في جميع الخطوات على الأرض".
ووضع عنان المبعوث المشترك الخاص للامم
المتحدة والجامعة العربية خطة سلام قبلتها الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في أواخر آذار من اجل انهاء العنف، لكن
القوات السورية
واسلحتها الثقيلة لم تنسحب من المدن والبلدات كما تدعو خطة عنان، وشهد وقف
اطلاق النار خروقات عدة منذ دخوله حيز التنفيذ صباح الخميس(12 نيسان) ابرزها
استئناف القصف من جانب قوات النظام على احياء حمص القديمة منذ السبت، واطلاق النار
على تظاهرات، واستمرار عمليات الدهم والاعتقالات، ما اسفر عن مقتل 55 شخصا، بحسب
المرصد السوري لحقوق الانسان، كما تم خلال الايام الماضية اعتقال عشرات الناشطين
المدنيين والعثور على جثامين عدد من الاشخاص قضوا تحت التعذيب.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره
بريطانيا سقوط 117 ألف قتيل منذ بداية الانتفاضة في 15 آذار 2011 من بينهم 7972 مدنيا و3145 عسكريا فيهم نحو 600 منشق، بحسب رئيس المرصد
رامي عبد الرحمن.
يذكر ان سوريا تشهد منذ 15 آذار 2011 حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع
مطالب الاصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي
لا سابق له من قبل قوات الامن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى
اليوم عن سقوط ما يزيد عن 11 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان من بينهم 7972 مدنيا و3145 عسكريا بينهم
حوالى 600 منشق فضلا عن عشرات آلاف الجرحى والمفقودين
والمعتقلين، فيما احصت مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ما لا يقل عن 230000
ألف مهجر سوري في بلاد الجوار.