السومرية نيوز/بيروت
كلف الرئيس السوري
بشار الاسد الاربعاء
وزير الزراعة رياض
حجاب العضو في
حزب البعث تشكيل حكومة جديدة، فيما وصفت متحدثة باسم لجان التنسيق المحلية في
سوريا التغيير الحكومي بانه خطوة لمحاولة خداع الرأي العام العالمي، وامعان في اتباع سياسة الاستفزاز والتحدي للشارع السوري.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان "الرئيس الاسد اصدر
مرسوما بتكليف الدكتور رياض فريد حجاب بتشكيل الحكومة الجديدة".
وسيشكل حجاب الحكومة الاولى بعد اول انتخابات تشريعية جرت
في سوريا على اساس الدستور الجديد الذي اقر في استفتاء عام وأصبح نافذا اعتبارا من
27 شباط (2012)، فيما حصل حزب البعث على الغالبية البرلمانية في الانتخابات
التي جرت في السابع من ايار(2012).
وستخلف الحكومة الجديدة الحكومة الحالية برئاسة عادل سفر
الذي شكل حكومته في نيسان2011، بعد شهر على بدء حركة الاحتجاج ضد النظام
السوري في جنوب البلاد والتي
امتدت فيما بعد لشتى انحاء سوريا موجهة أشد تحد لحكم الأسد المستمر منذ 12
عاما.
وفي كلمة القاها امام البرلمان يوم الاحد (3 حزيران 2012) قال الاسد ان الحكومة الجديدة سوف
"تأخذ في الاعتبار القوى السياسية الجديدة" بعد انتخابات السابع من ايار التى
جرت وفقا للدستور المعدل الذي يسمح بانشاء احزاب سياسية جديدة، فيما قاطعت معظم شخصيات المعارضة الانتخابات البرلمانية.
في المقابل قال احد المنشقين البارزين الناشط في المعارضة
نجاتي طيارة "كنا نتوقع ان يلعب الاسد معنا ويعين شخصية مستقلة
نوعا ما لكن هو اختار بعثيا متشددا"، مضيفا "على اي حال فان
مجلس الوزراء لطالما كان للعرض
فقط والان اصبح اكثر من ذلك لان الجهاز الامني مسيطر تماما".
بدورها وصفت المتحدثة باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا "
ريما فليحان" مرسوم تكليف رياض فريد حجاب بتشكيل
حكومة جديدة، بأنه "خطوة لمحاولة خداع الرأي العام العالمي، وليس لها أية قيمة لدي
الشارع السوري الثائر".
وقالت فليحان، "إن هذه الخطوة لا تختلف كثيرًا عن
الانتخابات التشريعية، وأن أي تغيير في الحكومة أو إجراء أية إصلاحات ليس لها معنى،
مادام الأسد على رأس السلطة، وما زال النظام البعثي الاستبدادي يتحكم في البلاد"، وفيما اشارت الى أن الشخصية التي تم اختيارها هي "شخصية بعثية من الدرجة الأولى"، اكدت أن النظام
السوري "ماض في اتباع سياسة الاستفزاز والتحدي للشارع السوري".
وقللت فليحان
من الإصلاحات التي يقوم بها الأسد متسائلة، "ما هي الاستفادة التي حصل عليها الشعب
السوري من تشكيل حكومة جديدة وآلة القتل وسياسة الاعتقالات لم تتوقف من قبل الجيش
النظامي؟"، معربة عن أملها في أن يتغير الموقف الروسي إزاء الأزمة في بلادها.
وفيما يمضي الرئيس السوري في "الاصلاحات" التي
اعلنها، تضغط دول الغرب على السلطات السورية لوقف حملة القمع في
مواجهة الحركة الاحتجاجية القائمة منذ 15 شهرا ضد النظام السوري الذي يصر على انكار وجود حركة احتجاج، ويتحدث عن "حرب خارجية على
سوريا" وعن "مجموعات ارهابية مسلحة ممولة من الخارج" تسعى الى
تقويض استقرار البلاد.
يذكر ان سوريا
تشهد منذ 15 آذار 2011 حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الاصلاح
والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من
قبل قوات الامن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن
13 ألف قتيل بحسب
المرصد السوري لحقوق الانسان فيما فاق عدد المعتقلين في السجون
السورية على خلفية الاحتجاجات الـ25 الف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن عشرات آلاف
اللاجئين والمهجرين والمفقودين.
وتعرض نظام دمشق لحزمة متنوعة من العقوبات
العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من منصبه.