السومرية نيوز/بيروت
نجح ناشطون سعوديون على موقع "تويتر" في دفع غرفة التجارة والصناعة في
الرياض الى الغاء
لقاء كان يفترض عقده صباح الثلاثاء مع وفد تجاري روسي، وذلك احتجاجا على دعم
موسكو
للنظام السوري، بحسب ما افاد رئيس
الغرفة.
واطلق ناشطون الاثنين (11 حزيران الجاري) "هاشتاغ" خاصا للضغط على
غرفة الرياض لالغاء
الاجتماع المقرر مع الوفد التجاري الروسي، معتبرين ان
روسيا هي "شريك رئيس في
الدماء التي تسيل يوميا في سوريا".
وقال رئيس الغرفة
عبدالرحمن الجريسي في بيان ان "الغرفة التجارية الصناعية في
الرياض الغت لقاء وفد رجال الاعمال الروس مع رجال الاعمال السعوديين تعاطفا مع
الشعب السوري".
واشار الجريسي الى ان "موافقة الغرفة على طلب مجلس الغرف
السعودية باستقبال
الوفد الروسي في البداية كانت بهدف ايصال رسالة للشعب الروسي عبر الوفد تتضمن
استياء رجال الاعمال السعوديين من الموقف الروسي تجاه سوريا".
واضاف "الا ان الغرفة رات ان الغاء اللقاء ابلغ رسالة"، مؤكدا ان "الشعب السعودي
وحدة متلاحمة ورجال الاعمال يقفون خلف توجه وقرارات قيادتهم الحكيمة".
وكان الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي عصام الزامل انشأ هاشتاغ بعنوان
"اللقاء العار" للمطالبة بالغاء اللقاء وقال على صفحته "يجب ان تعرف روسيا ان
موقفها القبيح سيكلفها".
من جانبه، علق الناشط عبدالله العلمي "غدا الثلاثاء تتلوث ردهات غرفة الرياض
بقذارات الوفد التجاري الروسي في اللقاء العار، دماء أطفال
سوريا ستلاحقكم".
وقالت منى القاسم عبر حسابها "لا تشتروا دماء الاحرار بثمن بخس دراهم معدودة
فانها خناجر وسهام مغروزة في قلوبنا ونحورهم".
واطلقت اكثر من 10 الاف تغريدة تحمل هذا الهاشتاغ خلال الساعات الماضية، فيما
وصل عدد التغريدات الى اكثر من 2500 بعد اعلان الغاء اللقاء مع الوفد الروسي.
من جهته، قال مسؤول العلاقات العامة بالغرفة حميد العنزي في تصريح صحافي ان
"القرار اتخذ صباح اليوم عبر رسالة للسفير الروسي بالرياض"، مستبعداً ان
"يكون القرار جاء نتيجة للضغوط التي قام بها ناشطون على مواقع
التواصل الاجتماعي مساء امس".
واضاف "كانت الغرفة تفكر بين امرين، اما استقبال الوفد وابلاغهم استياءنا مباشرة،
واما الغاء الاجتماع وهو ما تم الاتفاق عليه في النهاية".
ولفت مسؤول العلاقات العامة الى ان "السفير الروسي اتصل بالامين العام للغرفة
للاستفسار وتم شرح الامر له والاسباب التي دعت الى الغاء الاجتماع".
وتمر العلاقات السعودية السورية في مرحلة تأزم بعد ايغال قوات النظام
السوري في مواجهة الاحتجاجات الشعبية في سوريا بالعنف الدموي رغم محاولات
المملكة في بداية الاحداث التي بدأت في مدينة درعا في آذار 2011 اقناع
الرئيس السوري بشار
الاسد باحتواء الموقف وتحقيق اصلاحات محدودة تلبي مطالب
المعترضين الا ان اصرار النظام السوري على رفع وتيرة العنف ادى لاحقا الى
القطيعة بين النظامين.
وتعرض نظام دمشق لحزمة متنوعة من
العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من منصبه، الا ان الحماية التي توفرها روسيا والصين لنظام الاسد في وجه المعارضة الداخلية والمجتمع الدولي واستخدامهما مرتين حق النقض الفيتو في مجلس الامن لمنع صدور قرار يدين النظام، أتاحت للأخير المزيد من الفرص لمحاولة اسكات المعارضة المدنية والمسلحة مما ادى الى سقوط المزيد من القتلى والجرحى وحصول عدد من المجازر بحق المدنيين اتهم النظام السوري بارتكابها مما اثار الخشية من انجرار البلاد الى حرب اهلية.
يذكر ان سوريا تشهد منذ 15 آذار 2011 حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب
الاصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا
سابق له من قبل قوات الامن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط
ما يزيد عن 13 ألف قتيل بحسب
المرصد السوري لحقوق الانسان فيما فاق عدد المعتقلين
في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ25 الف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن
عشرات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين.
ويتهم النظام السوري من يصفهم بـ"المجموعات الارهابية" بنشر
الفوضى في البلاد.