السومرية نيوز/
كربلاء
أكدت
السفارة البريطانية في
بغداد، الأربعاء، أن
حكومة بلادها متفهمة لتخوف
الحكومة العراقية من "بديل" الرئيس السوري
بشار الأسد، فيما بينت أن
بريطانيا تعمل مع
العراق على تفادي وصول "الجماعات
المتطرفة" إلى الحكم في
سوريا.
وقال
السفير البريطاني في العراق
مايكل ارون في
حديث لـ" السومرية نيوز"، على هامش زيارته إلى
محافظة كربلاء، إن
"بريطانيا تدعم الجهود الدولية التي تعمل على الإطاحة بنظام بشار الأسد، الذي
يعتبر نظاما قمعيا ولابد من تغييره"، معتبرا أن "المجازر التي ارتكبها
نظام الأسد في الآونة الأخيرة شاهد على ديكتاتورية وقسوة هذا النظام".
وأضاف ارون أن "الحكومة البريطانية تفهم
موقف الحكومة العراقية من تخوفها للبديل الأسوء للنظام الحالي في سوريا، لما
للعراق من حدود ومصالح مشتركة مع سوريا"، مؤكدا أن بلاده "تعمل مع
الحكومة العراقية على تفادي وصول الجماعات
المتطرفة إلى الحكم في سوريا، لان ذلك
من شانه أن يطيح بكل سبل الاستقرار في المنطقة".
وكان رئيس الحكومة العراقية
نوري المالكي أكد في
(27 نيسان 2012) أن موقف العراق من الأحداث في سوريا يتمثل بضرورة عدم
اللجوء
للخيار العسكري والحفاظ على حرية الشعب والمطالبة بحقوقه وتحقيق تطلعاته عبر
الانتخابات والسبل الديمقراطية، مبينا أن العراق اتخذ الإجراءات اللازمة لمنع مرور
السلاح إلى سوريا عبر أرضه أو مياهه أو سمائه، كما أعلن في (5 كانون الثاني 2012)
أن العراق لن يكون ضمن أي محور ضد آخر في المنطقة.
وسبق وأن أبدى
المالكي، في (3 كانون الأول
2011)، استعداد بغداد لاستقبال أطراف المعارضة السورية للتوصل إلى حلول تحقق مطالب
الشعب السوري بعيداً عن العنف والحرب الأهلية، الا ان المعارضة السورية لم تقم منذ
هذه الدعوة باي زيارة للعراق واتهمت في مناسبات عديدة الحكومة العراقية وجهات
سياسية عراقية بدعم نظام الرئيس بشار
الاسد في قمع الاحتجاجات الرافضة لنظامه.
وأعلنت الحكومة العراقية، في (14 كانون الأول
2011)، عن موافقة المعارضة السورية على اقتراحها لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة
بينها وبين النظام السوري، معتبراً أن التحرك العراقي يستند إلى المبادرة العربية.
وكان العراق قد تحفظ على العقوبات الاقتصادية
التي فرضتها
الجامعة العربية على سوريا، كما صوت ضد قرار الجامعة بتعليق المشاركة
السورية في اجتماعات الجامعة.
ويسعى الرئيس السوري إلى المضي في تحقيق
"الإصلاحات" التي أعلن عنها سابقا، فيما تضغط دول الغرب على السلطات
السورية لوقف حملة القمع في مواجهة الحركة الاحتجاجية القائمة منذ 15 شهرا ضد
النظام السوري الذي يصر على انكار وجود حركة احتجاج، ويتحدث عن "حرب خارجية
على سوريا" وعن "مجموعات ارهابية مسلحة ممولة من الخارج" تسعى الى
تقويض استقرار البلاد.
يذكر أن سوريا تشهد منذ 15 آذار 2011 حركة
احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الاصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط
النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الامن السورية وما يعرف
بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن 11 الف قتيل، فضلا عن
عشرات آلاف الجرحى والمفقودين والمعتقلين، فيما أحصت مفوضية شؤون اللاجئين في
الأمم المتحدة ما لا يقل عن 230 ألف مهجر سوري في بلاد الجوار.