السومرية نيوز/بيروت
فقد المصرف البريطاني "ستاندرد تشارترد" اكثر من 11.5 مليار جنيه استرليني من قيمة اسهمه بعد اتهامه من قبل السلطات المالية بالولايات المتحدة بغسل 250 مليار دولار، أي ما يعادل نحو161 مليارجنيه استرليني لصالح
ايران.
وقالت صحيفة "الغارديان" في موقعها على
الانترنت اليوم الثلاثاء،ان هبوط سعر اسهم
ستاندرد تشارترد وضع ضغطاً شديداً على الادارة العليا للمصرف والتي وصفتها السلطات الاميركية بانها "مؤسسة مارقة" رغم نفيها لهذه التهم.
واضافت ان اسهم المصرف فقدت 4.81 مليارات جنيه استرليني في لندن بحلول منتصف نهار الثلاثاء، وما مجموعه 11.5 مليار جنيه استرليني منذ الاتهام المفاجىء والذي جعل قيمتها تهبط بنسبة 6% أمس الاثنين وبنسبة 24% اليوم.
واشارت الصحيفة الى ان ستاندرد تشارترد حاول تهدئة الاعصاب بين عشية وضحاها باصدار بيان دحض فيه اتهامات السلطات المالية الاميركية بانه غسل 250 مليار دولار، أي ما يعادل نحو 161 مليار جنيه استرليني، لايران.
واتهمت ادارة الخدمات المالية بولاية
نيويورك ايضا ستاندرد تشارترد الذي يعد واحدا من اكبر خمسة مصارف في
بريطانيا، بـ"التآمر مع ايران لمدة 10 سنوات وتمويل برنامجها للاسلحة النووية والجماعات الإرهابية"، ووصفته بانه "مؤسسة مارقة هددت تعاملاتها المالية مع
طهران السلام العالمي".
وتخضع ايران لعقوبات اقتصادية قاسية مصرفية ونفطية من قبل
الولايات المتحدة والقوى الغربية لاشتباهها بان طهران ترمي من خلال استخدام برنامجها النووي المدني المعلن لتخصيب اليورانيوم الذي تعمل عليه منذ سنوات، الى تصنيع اسلحة نووية، فيما
تنفي ايران ذلك وتقول إن برنامج التخصيب يتم فقط لأغراض سلمية مثل
توليد الكهرباء والاستخدامات الطبية.
وقالت ادارة الخدمات المالية في نيويورك في تقرير، ان مصرف ستاندرد تشارترد "انتهك العقوبات المفروضة على ايران من قبل الولايات المتحدة ووضع الارباح قبل القانون والامن العالمي، وعمل مع 3 بنوك ايرانية تشتبه السلطات الاميركية باستخدامها من قبل نظام طهران لتمويل برامج اسلحتها وتمويل الجماعات الارهابية والمتشددة بما في ذلك
حزب الله في
لبنان وحماس والجهاد الاسلامي في فلسطين" كما ورد في التقرير.
يذكر ان الخلاف الدولي مع
إيران يرتكز الى خلفية برنامجها النووي المثير للجدل، ومضي إيران
به من غير الاكتراث بالاعتراضات الدولية عليه، إذ أكد تقرير للوكالة
الدولية للطاقة
الذرية نشر في تشرين الثاني من العام 2011 ان إيران ركبت أجهزة طرد مركزي لتخصيب
اليورانيوم في منشأة فوردو الموجودة في قلب جبل بقاعدة عسكرية سابقة وإن المواد
النووية نقلت إلى هناك مما فسره
المجتمع الدولي على أنه توجه لبدء التخصيب في هذا
الموقع، بخاصة ان ايران تمكنت من تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20% وهي نسبة تقول
دول غربية إنها أكثر مما تحتاجه الطاقة النووية السلمية.
ويقابل الطموح
الإيراني النووي مخاوف تبديها الولايات المتحدة وإسرائيل التي تعتبر أن تسلح إيران
نوويا المسلحة يمثل تهديدا لوجودها وتلوح بضربة لمنشآتها، فيما تهدد إيران بان ردها
على أي عمل عسكري من الولايات المتحدة او اسرائيل سيكون "مؤلما".