السومرية نيوز/بيروت
دان
الفاتيكان الاربعاء، "الاهانات
والاستفزازات" لمشاعر
المسلمين وكذلك اعمال العنف
الناتجة عنها، غداة هجوم على القنصلية الاميركية في ليبيا قتل خلاله السفير
الاميركي وثلاثة اميركيين اخرين احتجاجا على فيلم مسيء للاسلام، وفيما
ينتظر ان يلقي الرئيس الاميركي
باراك اوباما كلمة في وقت لاحق اليوم، اعلن
مسؤول في
وزارة الدفاع الاميركية ان
واشنطن سترسل فريقا لمكافحة
الارهاب من قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) الى ليبيا لتعزيز
الحماية.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان فدريكو لومباردي في بيان، ان "التبعات الخطيرة للاهانات
والاستفزازات غير المبررة لمشاعر المؤمنين المسلمين تظهر مرة جديدة بوضوح في هذه
الايام"، مضيفا ان "هذه الاستفزازات تترتب عليها نتائج مأسوية
تعمق بدورها التوترات والحقد وتطلق العنان لاعمال عنف لا يمكن
القبول بها
اطلاقا".
وتابع لومباردي ان "الاحترام العميق لمعتقدات ونصوص وشخصيات ورموز مختلف الديانات شرط
جوهري للتعايش السلمي بين الشعوب".
وقتل السفير الاميركي في ليبيا كريس ستفينز وثلاثة اميركيين عندما هاجمت
مجموعة
من المحتجين الغاضبين القنصلية الاميركية في بنغازي واضرمت فيها النيران
احتجاجا على
فيلم يسيء للاسلام، كما اقتحم عدد
من المحتجين السفارة الاميركية في القاهرة وانزلوا العلم عنها
ورفعوا علما اسود يحمل عبارة "لا اله الا الله محمد رسول الله".
وتابع المتحدث باسم الفاتيكان في معرض حديثه عن الزيارة التي سيقوم بها البابا بنديكتوس السادس عشر الى
لبنان
وتبدأ الجمعة(14 أيلول 2012) ان "رسالة الحوار واحترام مؤمني الديانات المختلفة التي
يستعد الاب الاقدس ليحملها خلال زيارته المقبلة الى لبنان، تشير الى الطريق الواجب
ان يتبعها الجميع لنبني معا التعايش المشترك بين الاديان والشعوب في اطار السلام".
وبحسب صحيفة "
وول ستريت جورنال" فان الفيلم الذي تسبب في اعمال العنف اخرجه الاميركي الاسرائيلي سام باسيل المستثمر العقاري
البالغ من العمر 54 عاما، فيما قال المخرج بعد تظاهرات القاهرة للصحيفة الاميركية ان
"الاسلام سرطان".
في المقابل، ينتظر ان يلقي الرئيس الاميركي مداخلة تتعلق بالهجوم الذي
تعرضت له السفارة في بنغازي وموقف واشنطن من الإساءة الى
الإسلام، واوضحت
الرئاسة الاميركية في تحديث للبرنامج اليومي لاوباما ان "مداخلة الرئيس
ستجرى في حديقة البيت الابيض".
وكان اوباما ادان في بيان، الاربعاء، الهجوم وامر بزيادة الاجراءات الامنية على البعثات
الدبلوماسية الاميركية في انحاء العالم، وقال في بيان نشره البيت الابيض "ادين بشدة الهجوم المشين على
البعثة الدبلوماسية في بنغازي والذي ادى الى مقتل اربعة اميركيين من بينهم السفير
كريس ستيفنز، وقد اوعزت لادارتي بتوفير جيمع الموارد الضرورية لدعم امن موظفينا في
ليبيا وزيادة الامن في مواقعنا الدبلوماسية في انحاء العالم".
واعلن لاحقا مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح صحافي، ان واشنطن "سترسل فريقا لمكافحة
الارهاب من قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) الى ليبيا لتعزيز الحماية بعد
الهجوم الدموي على القنصلية الاميركية في بنغازي".
وقدم رئيس
المؤتمر الوطني العام الليبي محمد المقريف الاربعاء اعتذارا "للولايات
المتحدة والشعب الاميركي" على مقتل السفير والاميركيين الثلاثة الاخرين.
وتولى ستيفنز تولى منصبه سفيرا للولايات المتحدة في
طرابلس في
شهر ايار 2012.
وكان مسلحون هاجموا مجمع القنصلية الأميركية في ليبيا، مساء الثلاثاء (11 أيلول 2012)
احتجاجاً على فيلم أميركي "مسيء للإسلام"، وأطلقوا عدداً من القذائف والصواريخ من
نوع ار بي جي باتجاهه كما اشتبكوا مع قوات الأمن اللبيبة التي اضطرت للانسحاب بعد
تعرضها لنيران كثيفة، فيما أفاد شهود عيان أن عدداً من الأشخاص شوهدوا يغادرون
المبنى حاملين مكاتب ومقاعد وغسالات بعد عملية الاقتحام.
وعنوان الفيلم الذي
أثار غضب العديد من المسلمين في العالم هو "براءة المسلمين" ولقي دعم القس
الأميركي تيري جونس الذي كان أقدم على حرق نسخ من
القرآن الكريم في نيسان 2012،
وأثار حفيظة المسلمين والمسيحيين في آن الذين رفضوا المس بأي معتقدات
دينية.
يذكر أن بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا، شهدت انطلاق
الثورة ضد نظام
معمر القذافي، وهي تعتبر أحد معاقل الإسلاميين المتطرفين، كما شهدت خلال الأشهر
الاخيرة موجة من أعمال العنف شملت هجمات ضد أجانب وضباط في الجيش والأمن.