السومرية نيوز/بيروت
أجرت قناة
فرنسا 24، حوارا مع آنيك كوجان، الصحافية فى
يومية "لوموند"، بعد انتهائها من جمع كتاب "فرائس فى حريم
القذافى"، الذى يحوى شهادات نساء تعرضن للخطف والضرب والاغتصاب من قبل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافى، واكدت في سياق الحوار ان الاغتصاب كان بالنسبة للقذافى بمثابة "سلاح من أسلحة
السلطة".
وكشفت كوجان في خلال الحوار جانباً من شخصية
القذافي التي كان يخفيها خلف قناع الرئاسة لا سيما ما يتعلق منها بعلاقاته النسائية والجنسية وأساليبه المنحرفة في التسلط على "ضحاياه" الذين كانوا من الفتيات ومن "الوزراء" أيضاً كوسيلة للسيطرة عليهم.
وتحدثت كوجان عن لقائها ببعض ضحايا القذافي واخذ شهاداتهم فقالت ان "مجرد الحظ جمعني ببعض النساء اللواتى أُلقى بهن فى
حريم الزعيم الليبى، مثل "ثريا" (22 عاما) الشاهدة الرئيسية فى
التحقيق التي كانت لديها الشجاعة لكشف اسرارها، ولكن القليلات منهن تحدثن عن الوجه الآخر لشخصية القذافى الذى
كان يغتصب النساء ويستعبدهن جنسيا وفضلن التحفظ على هوياتهن، وكان منهن من يحلمن بان يحاكم القذافي يوما على جرائمه ويمثل امام محكمة دولية".
وتابعت الصحافية في الـ"لوموند"، "فى غرف صغيرة بالطوابق السفلية لإقامته الشخصية، كان
للقذافى جمع من الحريم المستعبدات اللواتى عليهن الذهاب إليه بلباس داخلى فى أى
وقت من اليوم، ينادى إليهن بالليل أو النهار، ليتعرضن للضرب والاغتصاب بعد أن
يمررن بأبشع الإهانات الجنسية" مضيفة انه
"وبنفس الطريقة كان يجبر بعض وزرائه على ممارسة علاقات جنسية معه للإبقاء
عليهم، بمحض نوع من المساومة"على حد قولها.
واضافت كوجان "كان الاغتصاب بالنسبة للقذافى بمثابة سلاح من أسلحة
السلطة، ورغم أن الأمر يصعب تصوره، إلا أن هذا كان يحدث فعلا للسيطرة على الغير،
السيطرة على النساء طبعا لأنها كانت الأسهل، ولكن الرجال كذلك لأنها كانت تمر
عبر امتلاك زوجاتهم وبناتهم".
واستعمل القذافى أحيانا، بحسب كوجان "الوسيلة نفسها لإرضاخ بعض القادة
القبليين وبعض الدبلوماسيين والعسكريين، كما مارس القذافى الذى كان يحلم بأن يصبح
ملك ملوك أفريقيا
الجنس مع عديد من نساء و بنات رؤساء دول أفريقية لكن بموافقتهن
وبعد إغرائهن بحقائب مليئة بالأموال والجواهر الثمينة، وبذلك كان يشعر بأنه يسيطر
على أفريقيا أو بعض بلدانها" كما تصف كوجان.
وكان من ضمن الشهادات التى حصلت عليها الصحافية الفرنسية،
أن "القذافى كان يغادر ليبيا برفقة جزء من الحريم وبخاصة مع امرأة تدعى (مبروكة ش)
التى لم تكن تفارقه أبدا، وكانت هذه المرأة مكلفة بتوفير النساء وفى بعض الأحيان
الرجال كذلك، وكان من مهامها الرئيسية فى
باريس مثلا أن تجلب بناتا
ونساءً لنقلهن إلى ليبيا، وكانت تنزل لهذا الغرض فى فندق فخم بالشانزلزيه".
وتابعت كوجان "قال لى دبلوماسى فرنسى كبير وقتها إنها
"تتسوق"، مضيفة ان "ذلك لم يكن ممكنا دون شركاء فى سفارة ليبيا وهو ما يعنى أن
السلطات الفرنسية كانت تعلم بذلك، بخاصة وأن الغربيين لم يكونوا عن جهل بعاداته
البربرية، لكنها كانت حتما لا تعلم كل شىء لأن أغلب الناس كانوا يجهلون درجة
العنف الذى كان يسلطه القذافى على ضحاياه".
وفى كتاب "فرائس فى حريم القذافى"، تسلط كوجان الضوء على واقع الشاهدة الرئيسية في التحقيق "ثريا" التي ترغب في ان تبني حياتها في ليبيا الجديدة وتتساءل ان كان ذلك ممكنا، وهل ليبيا الجديدة مستعدة للاعتراف بمعاناتها"!
ترى كوجان، أن "الأمور صعبة للغاية فى الوقت الحاضر
بالنسبة لثريا، فهى تعيش فى الخفاء ولا تتجرأ على الخروج فى وضح
النهار كما أنها قطعت كل علاقة مع عائلتها التى تستحى منها، ويرغب أهلها فى أن
تختفى ولو بقتلها حفاظا على شرف العائلة".
وتتطرق الصحافية في "لوموند" الى بداية تعرف ثريا الى القذافي فتقول انه "بدا لثريا انها تعيش أجمل ايام حياتها حين تم اختيارها
لتقديم باقة زهور الى القذافي خلال زيارته لمدرستها، الا انها
لم تكن تدرك انها بمجرد الاقتراب من "بابا
معمر" كان ستضطر الى تغيير حياة المراهقة والاقتراب من الجحيم، فـ"بابا معمر" لمسها على كتفها خلال الاحتفال
لتخسر براءتها بعد ساعات، وتدخل عالم العبودية والعنف والأغتصاب، لان "اللمسة" كانت الاشارة لمرافقي القذافي انه
"يريدها" وعلى الفور توجهت مبروكة "المستشارة" الأكثر قرباً الى
القذافي الى منزل ثريا في سرت بحجة ان "ملك ملوك أفريقيا" يريدها ان تقدم باقة زهور
لأحد ضيوفه، ومن سرت اصطحبتها الى صدادة، وحين أدخلت الى احدى غرف المعسكر تجاهلها
القذافي واكتفى بمخاطبة مبروكة قائلاً "حضروها".
وتابعت "اخضعت ثريا بداية لفحص دم للتحقق من حالتها الصحية اذ
كان القذافي يخشى الأمراض الى حد الهوس، واقتيدت الفتاة الى غرفة كان القذافي ممددا
عاريا على سرير بداخلها وخاطبها "لا تخافي انا والدك وشقيقك وحبيبك سأكون
لك وستبقين للاقامة معي"، ثم بدأ يجردها من ملابسها، فضربته لكنه شد شعرها بقوة فتعاركا
وبدأ يزمجر واستدعى مبروكة قائلاً "خذيها ربيها واعيديها الي"، وما ان
خرجت من
الغرفة حتى صفعتها مبروكة قائلة"من الآن ستصغين الى بابا معمر ولي وتطبقين الأوامر من دون نقاش"!.
ونقلت كوجان عن ثريا "عند كل محاولة كان يزداد عنفه وينهال عليها بالضرب و
الشتائم والعض ما جعل مبروكة تحاول اقناعه بالتخلي عنها واستبدالها بفتاة اخرى
لكنه اصر "أريدها"، وفي احدى المرات استقبلها القذافي في سرت بعنف بالغ وامعن
بضربها ورفسها حتى تمكن من اغتصابها".
واضافت كوجان "لم يكن العنف اقسى ما عانته ثريا بل الأفراط بالعبث الى
حد الشذوذ وأرغامها على تناول الكحول والكوكايين وحفلات الجنس الجماعية المختلطة"، مبينة ان "القذافي سرق من ثريا وغيرها من الليبيات الطفولة
والبراءة، وهي تأسف لمقتل القذافي وتقول "كنت فضلت ان يعيش ليحاكم امام
العدالة الدولية كنت أردت مساءلته" لأنه خرب علي حياتي".
ولفتت كوجان الى ان "الكثيرين يريد إلقاء الذنب على ثريا وامثالها من هؤلاء النسوة اللواتى صرن
يخشين على حياتهن من الموالين للقذافى، الذين لا يزالون يملكون نفوذا والذين
يريدون منعهن من الإدلاء بشهاداتهن، كما يخشين كذلك من المتشددين دينيا والثوار الراديكاليين،
فهن بالنسبة إليهن شركاء أو شريكات نظام القذافى، لا ضحاياه، فهؤلاء النسوة أمضين
فترة من عمرهن فى دائرة القذافى، هن ضحاياه لأنهن لم يخترن الوقوع فى فخه، ولم
يخترن الاغتصاب والحبس، وها هن يختبئن اليوم ويعشن فى رعب من أن تنكشف يوما أسرارهن الأليمة".
واشارت كوجان إلى أنه "لا بد من الاهتمام بهذا النوع من التحقيقات،حتى تكون فى يوم ما هناك إمكانية لمعاقبة المدنيين وشركائهم".
يذكر ان الرئيس الليبي الراحل قتل في 20 تشرين الأول 2011 على ايدي الثوار في سرت بعدما نجحوا في القبض عليه حياً وما لبث ان توفي بتأثير من الجروح البليغة التي كان مصاباً بها.
وشهدت ليبيا، هجوماً عسكرياً بالطائرات لقوات
الناتو على خلفية اندلاع ثورة 17 شباط
الليبية التي انطلقت في عدة مناطق من ليبيا مطالبة برحيل
معمر القذافي لإجبار زعيم
النظام الحاكم في ليبيا على التنحي عن السلطة، واستطاعت السلطة الانتقالية في ليبيا بمساعدة من حلف الناتو من
بسط سيطرتها على معظم الأراضي الليبية وأجبرت
العقيد معمر القذافي على الهرب
والاختباء.
ومعمر محمد
عبد السلام أبو منيار القذافي هو عسكري ليبي ولد في حزيران 1942 في سرت،
وحكم البلاد منذ 1969 ويعتبر صاحب أطول فترة حكم لليبيا منذ أن أصبحت ولاية عثمانية
سنة 1551 وفي ذات الوقت تعد سنوات حكمه للبلاد التي امتدت لـ 42 عاما أطول سنوات
حكم لحاكم غير ملكي في التاريخ، وبدأ حكمه بانقلاب عسكري على الملكية الدستورية
أسماه ثورة "الفاتح من سبتمبر" عندما كان ملازما في الجيش الليبي وذلك في 1 سبتمبر
1969 وأطاح من خلاله بحكم الملك إدريس الأول، كان يطلق على نفسه لقب قائد
الثورة
كما عرف بلقب "العقيد القذافي" وأطلق على نظام حكمه عام 1977 اسم الجماهيرية.