السومرية نيوز/بيروت
بعد أول ظهور للجندي الأميركي المشارك في عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن
لادن، واعتزامه إصدار كتاب يتناول تفاصيل العملية،
ووسط إعلان تنظيم القاعدة عن عزمه اغتياله للانتقام منه، كشفت الزوجة الأولى لبن لادن السيدة نجوى الغانم وابنها عمر، في كتاب، نظرة فريدة
لبن لادن منذ زواجهما منتصف السبعينيات وحتى 11 أيلول 2001 تاريخ وقوع الهجمات على 
الولايات المتحدة الأميركية
التي يُعتقد أنه مهندسها، كما رفعت الستارة عن خفايا حياته الشخصية وأدق أسراره الخاصة.
وتزوجت السيدة نجوى السورية الاصل، ببن لادن عام 1974، وكان عمرها 15 سنة وعمر بن لادن 17، وانجبت منه 11 ولداً.
تنقلت عائلة بن لادن الذي تحول من مراهق ورع إلى وجه عالمي للتطرف الإسلامي، خلال
المرحلة المذكورة، من 
السعودية إلى باكستان والسودان وأفغانستان وفي إحدى المراحل إلى الولايات
المتحدة، وبعد كل زيارة إلى 
أفغانستان وباكستان لمحاربة الاحتلال السوفييتي،
يعود بعد ذلك إلى السعودية بطلاً ويخبر أبناءه قصصاً عن المعارك في الكهوف والجبال
الأفغانية تحت نيران السوفييت.
وذكرت السيدة نجوى، ان أسامة داخل منزله كان يزداد صرامة ويعاقب أطفاله على أمور بسيطة مثل الضحك بصوت عال، مضيفة انه كان أباً متقشفاً يحظر
على أولاده الألعاب، ويمنع زوجاته من استخدام الأدوات الحديثة في المنزل، كما أنه كان يبالغ في التقشف مع زوجاته فلم يكن يسمح
لهن بتشغيل مكيف الهواء الذي ركبه مقاول البناء في الشقة بعد ذلك، كما لم يكن يسمح
لهن باستخدام الثلاجة.
وكشفت الزوجة الاولى لبن لادن انه على الرغم من كراهية زعيم تنظيم القاعدة للأجهزة الحديثة، كان ينغمس في ولعه بالسيارات
السريعة التي كان يقتنى عدداً منها من بينها سيارة مرسيدس ذهبية، ولم يكن يسعده
شيء أكثر من تفرغه يوماً كاملاً لقيادة السيارات السريعة في 
الصحراء ليترك من ثم سيارته ويسير لمسافات طويلة.
وبعد إجباره على الخروج إلى المنفى في 
السودان بسبب معارضته العلنية لنشر القوات
الأميركية في السعودية، كان بن لادن يفخر بالعناية بالزهور أثناء بنائه التنظيم،
فهوايته المفضلة كانت العمل في الأرض وتربية أفضل محاصيل الذرة وأكبر نباتات عباد
الشمس، إلا أن حبه للطبيعة كان يختلط بحبه المتزايد للسياسة.
وأجبرت عائلة بن لادن بحسب السيدة نجوى، على قضاء ليال في الصحراء لا يغطيها من البرد إلا التراب،
وأجبر بن لادن أبناءه على تسلق الجبال الصحراوية دون ماء لإعدادهم للأوقات الأكثر
صعوبة، وبالرغم من كل هذا التعنت إلا أنهم كانوا يرونه فارساً ماهراً يشتهر
ببراعته الحسابية، ففي بعض الأوقات كان يأتي رجال إلى منزله ويطلبون منه منافسة
الآلة الحاسبة ودائماً ما كان يفوز، بالإضافة إلى تحدثه الانجليزية بطلاقة بفضل
تعليمه المتميز.
وكان الزعيم الراحل يحب تناول الفاكهة بخاصة المانجو، اذ كان بوسعه ان يأكل منها كميات
هائلة، وكان يتناول الشاي مع معلقتين من السكر، اما وجبته المفضلة فكانت الكوسى المحشي
وكان يحب الاستماع إلى إذاعة "بي. بي. سي" البريطانية.
وعن حالته الصحية قالت انه عانى من نوبات الملاريا ومصاب بشبه عمى في عينه اليمنى بسبب إصابة
في صباه تلقى علاجا لها في لندن.
يشار الى ان الكتاب الذي صدر في 
بيروت عن شركة المطبوعات تحت عنوان"إنه بن لادن"، حررته الكاتبة والمحاضرة الأميركية ذات 
الشهرة العالمية جين ساسون، التي لفتها الكثير من 
قضايا الشرق الأوسط، وسافرت عام 1978 إلى 
المملكة العربية السعودية وعملت في مركز 
الأبحاث في 
الرياض، لها 
ثمانية كتب احتلت صدارة أفضل الكتب مبيعاً في العالم منها "مغامرة حب في بلاد ممزقة"،  "إنه بن لادن"، "سمو الأميرة"، "عالم الأميرة سلطانة"، "بنات 
الأميرة سلطانة"، "حفل أستير"، ونالت جوائز عالمية عدة.
وكانت قوات خاصة تابعة للبحرية الاميركية هاجمت في 2 ايار 2011 
المجمع المكون من 3 طوابق الذي كان يختبىء فيه بن لادن مع زوجاته الثلاث وأبنائه في 
أبوت آباد في باكستان باستخدام طائرتي هليكوبتر طراز بلاك هوك حطتا على سطح المجمع 
واقتحمتاه وتمكن افراد الفريق من قتل بن لادن بأعيرة نارية في الرأس والصدر، ثم 
انسحبوا حاملين جثة زعيم القاعدة التي اعلن الجيش الاميركي لاحقاً انه دفنها في 
البحر.  
يذكر أن الولايات المتحدة 
تطارد بن لادن منذ هجمات أيلول من العام 2001، وكان يعتقد أنه كان يختبئ في منطقة 
الحدود 
الباكستانية الأفغانية الوعرة، ويشكل مقتله إنجازاً كبيراً للرئيس الأميركي 
باراك أوباما وإدارته بعد ان حقق في عهده هدف سلفه جورج بوش.
واتهم أسامة بن 
لادن بالوقوف وراء العديد من العمليات المسلحة في العالم من الهجمات على سفارتين 
أميركيتين في شرق أفريقيا خلال العام 1998، وجزيرة بالي في إندونيسيا وعاصمتها 
جاكرتا، وهجمات انتحارية دموية في الدار البيضاء والرياض واسطنبول، والهجمات الأشهر 
على 
نيويورك وواشنطن في 11 أيلول 2001.
وبعد 11 أيلول، يعتقد أن قادة تنظيم 
القاعدة أعادوا تجميع أنفسهم في المناطق القبلية في باكستان، وظلت أماكن تواجدهم 
وفي مقدمتهم بن لادن، عصية على الاكتشاف وفشلت كافة محاولات قوات التحالف في 
أفغانستان ومحاولات القوات الباكستانية في الجانب الباكستاني من الحدود في النيل من 
زعيم تنظيم القاعدة.