السومرية نيوز/بيروت
ذكرت صحيفة
القدس العربي الاربعاء، ان
الرئيس السوري بشار
الاسد انتقل فجراً إلى مدينة حلب كبرى مدن شمال البلاد للإشراف شخصياً على المعركة "الصعبة" بين قواته ومقاتلي المعارضة، مضيفة انه أعطى الاوامر لقوات يقدر قوامها بثلاثين الف
جندي من النخبة و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال الى المدينة المضرجة بالدماء والدمار والتي شهدت انفجار 4 سيارات مفخخة.
ونقلت
القدس العربي عن صحيفة لبنانية قولها ان "الاسد توجه الى اكبر مدينة في
سورية فجرا للاشراف على المعركة المحتدمة بين قواته ومقاتلي المعارضة الذين تدفقوا
على المدينة في تموز الماضي".
وأضافت انه "عقب ابلاغ الاسد بتردي الاوضاع في حلب قرر ترك قصر الشعب
والسفر الى المدينة لتفقد المعركة ميدانيا عند الرابعة فجرا واكتشف ان المعركة صعبة"، مشيرة الى ان
الرئيس الأسد "أعطى عند الظهر الاوامر للفرق 5 و6 وهم نخب مغاوير وليسوا
وحدات
خاصة يقدر عددهم بثلاثين الف جندي من النخبة و2000 ناقلة جند وآلية بالانتقال من
حماة الى حلب والهجوم من جهة الحدود التركية اي احتلال ريف حلب من جهة تركيا".
ميدانياً هزت سلسلة تفجيرات دامية وسط المدينة التي تشهد معارك طاحنة منذ اكثر من شهرين بين
القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، اسفرت عن سقوط 48 قتيلا في الاقل بحسب منظمة
حقوقية، وعن 31 قتيلا وعشرات الجرحى بحسب الارقام الرسمية.
وذكر
المرصد السوري لحقوق الانسان ان 4 سيارات مفخخة انفجرت في حلب صباح
الثلاثاء، ثلاث منها في ساحة
سعد الله الجابري ومداخلها وسيارة رابعة بالقرب من
غرفة التجارة في باب جنين عند مدخل البلدة القديمة، اسفرت بحسب حصيلة محدثة اوردها المرصد عن مقتل 48 شخصا معظمهم من
القوات النظامية، مشيرا الى احتمال ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود نحو 100 جريح يعانون من اصابات خطيرة.
ونقل المرصد عن مصادر طبية في المدينة قولها ان "معظم القتلى والجرحى من القوات
النظامية التي استهدفتها التفجيرات في نادي الضباط وحواجز القوات النظامية".
وافاد مصدر عسكري في تصريح صحافي ان "سيارتين مفخختين انفجرتا بفارق دقيقة في
شارعين قريبين من ناد للضباط يقع في ساحة سعد الله الجابري في قلب حلب، وبعد ذلك
انفجرت سيارة ثالثة على مسافة 150 مترا من الساحة في حي باب جنين عند مدخل البلدة
القديمة ما ادى الى مقتل ثلاثة عسكريين".
من جهتها، اوردت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان 3 سيارات مفخخة انفجرت
بأوقات متقاربة "يقودها إرهابيون انتحاريون" في ساحة سعد الله الجابري بحلب ما أدى
إلى استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين.
واشارت الوكالة الى ان "السيارة الأولى والثانية تم تفجيرهما من قبل إرهابيين
انتحاريين قرب فندق النادي السياحي ما أدى إلى استشهاد 31 وإصابة العشرات من
المواطنين وإلى إحداث أضرار مادية كبيرة بموقع التفجيرين"، مضيفة ان "السيارة الثالثة التي يقودها انتحاري أيضا انفجرت في منطقة
تجميل مشارقة بعد إطلاق النار عليها من قبل عناصر الحراسة المتواجدين في المكان ولم
يسفر انفجارها عن وقوع ضحايا".
وكان المرصد افاد في بيان تلقت الوكالة نسخة عنه صباح اليوم ان "احياء
سليمان الحلبي والشيخ خضر والصاخور تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية ادى
لسقوط عدد من الجرحى" مشيرا الى وقوع "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي
الكتائب الثائرة في حي العرقوب ما اسفر عن خسائر بشرية في الطرفين".
وتشهد
سوريا منذ (15 آذار
2011)، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح والديمقراطية وانتهت
بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما قمعت بعنف دموي من قبل قوات النظام
و"الشبيحة"، ما أسفر عن سقوط ما يزيد عن 30 ألف قتيل من بينهم 2529
طفلاً اعلنت
منظمة العفو الدولية بتاريخ 20 أيلول 2012 عن مقتلهم، وسقط اكثر من
100 ألف جريح بحسب احصاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في حين فاق عدد المعتقلين في
السجون 25 ألف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين
والمفقودين.
كما اشارت الحصيلة الاخيرة لمنظمة
"مراسلون بلا حدود" في ايلول الجاري 2012 الى مقتل 10 صحافيين محترفين
و21 "مواطنا
صحافيا" في سوريا من انطلاق الانتفاضة الشعبية في اذار 2011.
يذكر أن نظام دمشق تعرض ويتعرض
لحزمة متنوعة من العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من
منصبه، إلا أن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له
روسيا والصين اللتان
لجأتا إلى استخدام حق الفيتو ثلاث مرات حتى الآن ضد أي قرار يدين ممارسات النظام
السوري العنيفة، الى جانب انواع الدعم الذي تقدمه
ايران أدى إلى تفاقم النزاع
الداخلي بشكل خطير يُخشى أن يتمدد تأثيره الى دول الجوار، فيما يتهم النظام السوري
"مجموعات إرهابية" بارتكاب اعمال العنف.