السومرية نيوز/بيروت
اعلن رئيس الحكومة
اللبنانية نجيب ميقاتي،
السبت، استعداده لتقديم استقالة حكومته على خلفية اغتيال
رئيس فرع المعلومات في
قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن امس الجمعة، لافتا الى ان رئيس الجمهورية
ميشال سليمان طلب منه التريث الى حين اجراء مباحثات مع القيادات السياسية في
لبنان.
وقال
ميقاتي في تصريح عقب جلسة استثنائية
لمجلس الوزراء في قصر بعبدا الرئاسي للصحافيين، انه "يعلق أي قرار بالاستقالة الى حين انهاء رئيس الجمهورية
مشاوراته مع مع الجهات السياسية في البلاد".
وقتل الحسن الجمعة (19 تشرين اول 2012) في تفجير سيارة مفخخة محملة باكثر من 70 كيلوغرام من
المتفجرات اثناء مروره في شارع متفرع من
ساحة ساسين في الاشرفية المنطقة ذات الطابع المسيحي من
بيروت، ادت الى تدمير عدد
كبير من الابنية السكنية وسقوط نحو 8 قتلى آخرين احدهما مرافق له، بالاضافة الى اكثر
من 100جريح.
واضاف ميقاتي انه "لا يستطيع ان يفصل بين اغتيال رئيس
فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن امس الجمعة، والمؤامرة التي كشف عنها قبل شهرين"، في
اشارة الى توقيف الوزير السابق
ميشال سماحة في 8 آب 2012 واقراره بتهريب متفجرات من
سوريا الى
لبنان بسيارته عبر الحدود لتفجيرها في مناطق لبنانية بعدما تم تجهيزها من قبل
رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك وعقيد في الجيش
السوري يدعى عدنان مجهول باقي الهوية.
وكانت المعارضة اللبنانية طلبت من ميقاتي
الاستقالة وحملت حكومته التي تضم وزراء من
حزب الله مسؤولية عملية اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد
وسام الحسن، فيما اتهم زعيما المعارضة
سعد الحريري ووليد جنبلاط بشار
الاسد شخصياً بالتورط في تدبير عملية الاغتيال.
والعميد الحسن (47 عاماً) هو ضابط سني من رتبة عميد، يرأس فرع
المعلومات في قوى الامن الداخلي ولعب دورا بارزا في كشف عمليات واغتيالات خطيرة في لبنان
يتهم فيها النظام السوري، ويصفه رفاقه بانه "رجل المهمات الصعبة"، وكان عاد من
باريس في الليلة التي سبقت
اغتياله ولم يعرف بعودته الا اشخاص قليلون جدا بحسب مسؤولين في قوى الامن
الداخلي نظراً لالتزامه الكثير من الحذر في تنقلاته لانه كان يعرف انه مستهدف.
ومن ابرز الانجازات التي حققها كشفه مؤخراً مخططا للقيام بتفجيرات
في مناطق لبنانية عدة، اتهم فيه النظام السوري والوزير السابق الموقوف
حاليا ميشال سماحة، وكان له ولفرع المعلومات دور مهم ايضا في كشف شبكات تجسس
عدة لحساب اسرائيل، ومجموعات اسلامية متطرفة تخطط لتفجيرات في لبنان وهو ظل رغم الانجازات الامنية التي
حققها على راس فرع المعلومات، ورغم الحملات الاعلامية التي تعرض لها من خصومه،
بعيدا عن الضوء اجمالا.
وشغل الحسن سابقا منصب مدير المراسم في عهد رئيس الحكومة السابق رفيق
الحريري الذي اغتيل في عملية تفجير ضخمة في وسط بيروت في شباط
2005، وكان من المقربين منه ولا يزال قريبا من نجله سعد الحريري ابرز زعماء
المعارضة الحالية وبعد انتهاء ما عرف بحقبة "الوصاية السورية" على لبنان في عام 2006 عين الحسن رئيسا لفرع المعلومات، وتعرض خلال السنتين الاخيرتين لحملات
عنيفة من خصوم الحريري المتحالفين مع دمشق في لبنان.
يذكر انه قبل واقعة اغتيال الحسن، تعرض المهندس في فرع المعلومات ايضا النقيب
وسام عيد الذي يعزى اليه الفضل في كشف تقنية ساهمت في كشف خيوط اساسية في اغتيال
الحريري، لعملية اغتيال في انفجار سيارة مفخخة في كانون الثاني 2008.