السومرية نيوز/بيروت
اعلن نائب وزير الخارجية الروسي
غينادي غاتيلوف الاربعاء، ان بلاده تجري مفاوضات مع
تركيا لاستعادة حمولة ضبطتها انقرة على متن طائرة
سورية كانت
تقوم برحلة بين
موسكو ودمشق لكن "لم يتخذ اي قرار ملموس" في الوقت الراهن، بحسب قوله.
ونقلت وكالة "أنباء موسكو" عن غاتيلوف في لقاء مع الصحافيين الاربعاء، أن "موسكو تواصل الاتصالات مع
أنقرة بشأن استعادة المحتويات التي صودرت
من على متن طائرة الركاب السورية في 10 تشرين الأول الجاري".
وتابع نائب وزير الخارجية الروسي إنه "وفقا للمعلومات التي توفرت له، لم تقم تركيا
بأي خطوة في هذا الاتجاه حتى الآن".
واجبرت 4 مقاتلات من
سلاح الجو التركي مساء الاربعاء (10 تشرين
اول 2012) طائرة سورية
من نوع ايرباص-320 كانت قادمة من العاصمة
الروسية موسكو، على الهبوط في مطار "أسن بوغا" بالعاصمة أنقرة لاجراء تفتيش امني
بعد ورود معلومات استخبارية عن احتوائها على شحنة اسلحة على متنها وما لبثت السلطات
التركية بعد 8 ساعات ان سمحت للطائرة التي كانت تقل 35 راكبا، من بينهم 17
روسيا، بالاقلاع من انقره.
وأكد وزير الخارجية الروسي
سيرغي لافروف امس الثلاثاء (30 تشرين اول 2012)
أن روسيا تريد أن تعلن تركيا على الملأ أن الطائرة السورية التي أُرغِمت على الهبوط
في أنقرة للاشتباه بأنها تحمل أسلحة من موسكو الى دمشق، لم تحمل أية أسلحة
وذخائر، وقال إن تلك الطائرة حملت البضائع التي أرسلها "مورّدها الروسي
الشرعي إلى طالبها الشرعي"، بحسب قوله موضحا أنها معدات الرادار التي لا تحرمها أية معاهدات
دولية.
وقال
لافروف لصحيفة "روسيسكايا غازيتا" في 23 تشرين الأول الجاري (2012) إن مسؤولين
أتراكاً قالوا أخيرا إن الطائرة السورية حملت معدات كهربائية، معربا عن امله أن يقولوا بصورة علنية إن الأسلحة والذخائر لم تكن موجودة
على متن الطائرة.
وتعتبر روسيا من أكبر حلفاء الرئيس
السوري بشار
الاسد واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات في مجلس الامن
التابع للامم المتحدة كان القصد منها تكثيف الضغوط على الاسد كما باعت العام الماضي
لقواته اسلحة بلغت قيمتها مليار دولار.
وأعلن الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين
في حزيران 2012 ان روسيا لا ترسل اسلحة الى
سوريا يمكن ان تستخدم في الصراع المدني،
وفي كانون الثاني من العام الجاري اوقفت في قبرص سفينة تشغلها روسيا كانت تحمل
ذخيرة لتفتيشها، ووصلت السفينة الى سوريا بالشحنة التي عليها بعد أيام بعد ان وعدت
بأن تكون وجهتها تركيا لا سوريا.
ويسود التوتر العلاقات التركية - السورية، لا سيما خلال
الأشهر الاخيرة تمثلت بحوادث امنية ادت الى سقوط قتلى وجرحى من
الجانبين، ودفع بتركيا الى تعزيز قواتها ودفاعاتها الجوية على
امتداد حدودها البالغ طولها 900 كيلومتر لا سيما بعد أن أسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية في
حزيران الماضي.
يذكر ان تركيا التي تؤوي نحو مئة الف لاجىء سوري في مخيمات
اقامتها لهذه الغاية، قطعت علاقاتها مع النظام السوري بعد ان كانت لفترة طويلة
حليفة له، وذلك بعيد بدء الانتفاضة الشعبية السلمية في منتصف آذار 2011 للمطالبة
بإصلاحات في بنية النظام، إلا ان العنف المبالغ الذي استعملته قوات النظام في
مواجهة المتظاهرين وسقوط اعداد كبيرة من القتلى والجرحى بشكل يومي، اثار غضب انقرة
التي نصحت الرئيس السوري بشار الاسد من دون جدوى، بالاستماع الى مطالب المعارضة،
قبل ان تؤدي سياسة التمادي في القتل ضد المدنيين الى عسكرة
الثورة.
وتدعم
تركيا منذ اشهر المعارضة المسلحة التي تقاتل النظام السوري ودعت مرارا الى الاطاحة
بالرئيس بشار الاسد.