السومرية نيوز/بيروت
افاد مصدر دبلوماسي تركي ان
رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب الذي
اعلن انشقاقه الصيف الماضي، بحث الاثنين، في جهود اعادة تنظيم صفوف المعارضة
السورية مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، فيما استمرت اعمال العنف بوتيرة عالية ميدانيا حيث افيد عن مقتل 50 عنصرا من قوات النظام في تفجير
انتحاري في ريف حماة ومقتل 20 مقاتلا معارضا في غارة جوية في
شمال غرب سوريا.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح صحافي انه "تم التطرق بين حجاب وداوود اوغلو الى
الازمة السورية وسبل معالجتها واعادة تنظيم صفوف المعارضة السورية"، مضيفا انهما " بحثا في الوضع الانساني المتدهور
في سوريا ومصير 110 الاف لاجىء سوري يقيمون في مخيمات في
تركيا.
وسبق ان التقى حجاب الذي يتخذ من عمان مقرا له، مسؤولين اتراك في ايلول الماضي (2012)
في
اسطنبول بحسب مصدر قريب من الحكومة التركية.
وقطعت تركيا التي تتقاسم مع سوريا حدودا مشتركة طويلة، العلاقات مع
نظام الرئيس بشار
الاسد وتدعم مقاتلي المعارضة.
والاسبوع الماضي دعت وزيرة الخارجية الاميركية
هيلاري كلينتون المجلس
الوطني السوري، الائتلاف الرئيسي للمعارضة السورية في المنفى، الى التوسع لتمثيل
"كل السوريين" فيما دعا اكثر من 150 معارضا لنظام دمشق الاسبوع الماضي في تركيا بينهم
اعضاء في
المجلس الوطني السوري الى تشكيل حكومة
سورية في المنفى على وجه السرعة للحصول على
دعم افضل من الاسرة الدولية لقضيتهم، كما بدأ المجلس الوطني السوري الاحد (4 تشرين الثاني 2012) في
الدوحة اجتماعا حاسما يستمر اربعة
ايام لتوسيع تمثيله برعاية
الجامعة العربية تراهن عليه
الولايات المتحدة.
في الاثناء استمرت المواجهات الدموية على الارض بين مقاتلي المعارضة وجيش النظام، مخلفة اكثر من سبعين قتيلا من الطرفين.
وافاد
المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان "ما لا يقل عن عشرين مقاتلا على الاقل من الكتائب
الثائرة، قتلوا في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على بلدة حارم
في ريف ادلب" مشيرا في المقابل الى "قصف مصدره كتائب مقاتلة استهدف بعد
الغارة، حي الطارمة في بلدة حارم" الذي يعتبر معقلا للقوات النظامية والمسلحين
الموالين لها.
وذكرت
الهيئة العامة للثورة السورية في بيان ان "القصف من الطيران
الحربي على حارم تسبب بتهدم اكثر من عشرين منزلا"، مضيفة ان "العديد من
الجثث لا تزال تحت الأنقاض".
وفي السياق الامني ايضا افاد المرصد عن مقتل خمسين عنصرا من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها صباح
الاثنين في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في ريف حماة.
وقال مدير المرصد رامي
عبد الرحمن في تصريح صحافي ان
"خمسين عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له قتلوا صباحا في تفجير
عربة مفخخة قرب مركز التنمية الريفية التابع للقوات النظامية في قرية الزيارة في
سهل الغاب" في محافظة حماة وسط البلاد، موضحا ان "الرجل الذي فجر نفسه بالسيارة ينتمي الى "جبهة
النصرة" الاسلامية المتطرفة".
ولفت عبد
الرحمن الى ان "العملية نفذت بالتعاون مع كتائب
اخرى زرعت عبوات ناسفة في المناطق المحيطة بالمركز الذي يعتبر اكبر تجمع للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها في المنطقة "، مضيفا ان "الانفجار تسبب بدمار كبير في المكان".
من جهتها اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر
مسؤول ان "ارهابيا فجر نفسه بسيارة مفخخة
قرب مركز تنمية انعاش الريف"، من دون ان تأتي على ذكر القوات
النظامية، مضيفة ان "وزن المواد المتفجرة التي استخدمها الارهابي في التفجير يقدر بنحو طن من المواد شديدة الانفجار"،
وان "المعلومات الاولية تشير الى استشهاد مواطنين اثنين واصابة عشرة آخرين" بحسب سانا.
وتشهد سوريا منذ (15 آذار 2011)، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح
والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام وعسكرة
الثورة بعدما قمعت بعنف دموي
من قبل قوات النظام و"الشبيحة"، مما أسفر بحسب آخر احصاء للمرصد السوري لحقوق
الانسان بتاريخ 31 تشرين اول (2012) عن سقوط ما يزيد عن 36 ألف قتيل من بينهم 25
الفا و667 مدنيا، و9 آلاف و44 جنديا نظاميا، و1296 منشقا، ولا تشمل الحصيلة المئات
من الجثث المجهولة الهوية، أو "الشبيحة من الميليشيات الموالية للنظام"، أو العدد
الكبير من المعتقلين والمفقودين الذين لا يعرف مصيرهم والذين لا يقل عددهم عن 25
ألف مفقود، فيما تتوقع الامم المتحدة ان يبلغ عدد اللاجئين السوريين الى الدول
المجاورة مع نهاية العام 2012نحو 700 الف شخص.
يذكر أن نظام دمشق تعرض
ويتعرض لحزمة متنوعة من العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد
للتنحي من منصبه، إلا أن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له
روسيا
والصين اللتان لجأتا إلى استخدام حق الفيتو ثلاث مرات حتى الآن ضد أي قرار يدين
ممارسات النظام السوري العنيفة، الى جانب انواع الدعم الذي تقدمه
ايران أدى إلى
تفاقم النزاع الداخلي بشكل خطير يُخشى أن يتمدد تأثيره الى دول الجوار، فيما يتهم
النظام السوري "مجموعات إرهابية" بارتكاب اعمال العنف.