السومرية نيوز/بيروت
نقلت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية الثلاثاء، عن الرئيس التركي
عبد الله غول تحذيره من احتمال اقدام النظام السوري على استخدام صواريخ مشحونة برؤوس كيمياوية وذلك في ظل تصاعد التوتر في
المنطقة الحدودية بين البلدين.
ورأى غول في خلال مقابلة مع الصحيفة ان "
تركيا قادرة على التصدي لهذه الصواريخ عن طريق نصب صواريخ
باتريوت تابعة لحلف شمال الأطلسي" مشيراً إلى انه "من المعروف أن
سوريا تمتلك أسلحة كيميائية ولها أنظمة سوفييتية لإطلاق الصواريخ، ولهذا إذا كان هناك ضرب من الجنون وأقدمت على هذا العمل، فينبغي وضع خطة طوارئ للتعامل مع الوضع وهذا ما يقوم به الناتو".
وكانت
وزارة الخارجية السورية اقرت في 23 تموز 2012 في بيان صادرعنها للمرة الأولى بامتلاك
سورية لأسلحة كيميائية وقالت انه "لن يتم استخدام اي سلاح كيميائي او جرثومي ابدا خلال الأزمة في سورية مهما كانت التطورات الداخلية، إلا في حال تعرضت سورية لعدوان خارجي"، الا أنها ما لبثت ان وزعت بياناً جديداً أدخلت فيه تعديلات على البيان السابق جاء فيه ان "اي سلاح كيميائي او جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبدًا خلال الأزمة في سورية مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وان هذه الأسلحة على مختلف انواعها - إن وجدت - فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية".
واعتبر غول ان "استمرار تدفق اللاجئين السوريين على تركيا يمكن أن يشكل خطرا على أنقرة"، وفيما اوضح ان "هذا الوضع لا يمكن أن يستمر" وصف سوريا بأنها "بلد يدمر نفسه بنفسه".
واستبعد غول ان يكون سقوط صواريخ سورية على الأراضي التركية في الماضي عملا مقصودا، الا انه اكد ان "تركيا بطبيعة الحال لا يمكن أن تغض الطرف عن هذا التصرف وسترد بما يقتضيه الحال".
وصرحت انقرة الاسبوع الماضي انها تجري محادثات مع الحلف حول نشر صواريخ باتريوت كإجراء دفاعي ضد تهديدات محتملة من الجانب السوري الا انها لم تتقدم بطلب رسمي لنشرها، فيما اعلن الرئيس التركي عبد الله غول ان تركيا تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها ضد اي تهديد من سوريا، الا انه اكد ان بلاده لن تبدأ اي حرب.
واعلن الامين العام لحلف الاطلسي (الناتو) اندرس
فوغ راسموسن امس الاثنين (13 تشرين الثاني 2012) ان الحلف مستعد لمساعدة تركيا العضو في الحلف "اذا لزم الامر" وفيما اكد ان تركيا تستطيع ان تعتمد على تضامن الحلف معها، اوضح ان حلف الاطلسي لم يتلق بعد طلبا من تركيا لنشر صواريخ باتريوت الاميركية الصنع المضادة للطائرات لكن بالتاكيد اذا تم تقديم مثل هذا الطلب فان مجلس الحلف سيدرسه.
وعززت تركيا العضو بالحلف الاطلسي وجودها العسكري على طول الحدود مع سوريا الممتدة 910 كيلومترات، بعد أن أسقطت سوريا طائرة استطلاع تركية في حزيران الماضي (2012) وردت بعد هذه الحادثة بالمثل على إطلاق نار وقذائف مورتر سقطت على أراضيها جراء القتال بين قوات
الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة.
يشار الى أن تركيا طلبت من
الناتو مرتين نشر منظومات"باتريوت" في أراضيها، وذلك إبان الحربين العراقيتين الأولى والثانية في مطلع تسعينيات
القرن الماضي ومطلع الألفية، وتلقت تركيا كل مرة صواريخ "باتريوت" بنقلها من هولندا.
يذكر ان تركيا التي تؤوي نحو مئة الف لاجىء سوري في مخيمات اقامتها لهذه الغاية، قطعت علاقاتها مع النظام السوري بعد ان كانت لفترة طويلة حليفة له، وذلك بعيد بدء الانتفاضة الشعبية السلمية في منتصف آذار 2011 للمطالبة بإصلاحات في بنية النظام، إلا ان العنف المبالغ الذي استعملته قوات النظام في مواجهة المتظاهرين وسقوط اعداد كبيرة من القتلى والجرحى بشكل يومي، اثار غضب انقرة التي نصحت الرئيس السوري بشار
الاسد من دون جدوى، بالاستماع الى مطالب المعارضة، قبل ان تؤدي سياسة التمادي في القتل ضد المدنيين الى عسكرة
الثورة.
وتدعم تركيا منذ اشهر المعارضة المسلحة التي تقاتل النظام السوري ودعت مرارا الى الاطاحة بالرئيس بشار الاسد.