السومرية نيوز/بيروت
فاجأ
وزير الدفاع الإسرائيلي
إيهود باراك، أحد المهندسين
الرئيسيين لسياسة اسرائيل حيال البرنامج النووي الإيراني، الجميع باعلان رغبته باعتزال الحياة السياسية، في قرار يترتب عليه عدم خوضه انتخابات 22 كانون الثاني 2013.
وقال
باراك (70 عاما) في مؤتمر صحافي عقده بمكتبه في تل ابيب، الاثنين، "اليوم أقف أمامكم لأبلغكم
بقراري ترك الحياة السياسية وعدم الترشح لانتخابات
الكنيست القادمة"، لافتا الى ان "اتخاذ مثل هذا القرار لم يتم من دون صعوبات ولكنه اتخذ بصدق في نهاية المطاف".
وتابع باراك "سأبقى في منصبي لحين
تشكيل حكومة جديدة"، مضيفا "عمليا سينتهي عملي في منصبي كوزير للدفاع بتشكيل الحكومة القادمة
خلال نحو ثلاثة اشهر، مما سينهي فترة تراكمية بلغت سبعة أعوام ونصف العام في هذا
المنصب في ولايتين في ثلاث حكومات رأست إحداها".
واوضح أن "قراري ترك الحياة
السياسية لن يكون له أثر مباشر على حسابات اسرائيل بشأن الطريقة المثلى لكبح جماح
الطموحات النووية لإيران" مبينا ان "القضية النووية الإيرانية تظل ذات أهمية شديدة حتى بعد أن أترك منصبي بعد
ثلاثة اشهر، وستظل قضية محورية على اجندتنا".
ويتهم الغرب وإسرائيل
ايران بالعمل على تخصيب اليورانيوم في منشآتها السرية بنسبة تتيح لها انتاج اسلحة نووية، الامر الذي تنفيه ايران وتقول ان برنامجها يعني بالانشطة السلمية.
من جهته قال
رئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نتنياهو في بيان انه "يحترم قرار وزير
الدفاع
ايهود باراك ويشكره على تعاونه في الحكومة ويحمل تقديرا شديدا لاسهامه
الطويل في امن الدولة".
واثار قرار باراك الدعوة الى مؤتمر صحافي قبل موعده بساعتين فقط، االتكهنات بأنه قد
يعلن عن تشكيل تكتل وسطي جديد لتحدي حزب ليكود الاوفر حظا بالفوز بالانتخابات
المقبلة، وجرى الترويج على نطاق واسع ان وزيرة الخارجية السابقة
تسيبي ليفني ورئيس
الوزراء السابق
ايهود اولمرت مرشحين محتملين لقيادة هذا التكتل، وفيما لم يعلن اي منهما
نواياه، الا انه يتوقع على نطاق واسع ان تترشح ليفني للمنصب.
يشار الى ان ايهود باراك بنى مسيرته
السياسية على اسطورة المقاتل المنخرط في معركة السلام مع الفلسطينيين، لكن مواقفه المتقلبة جعلت الرأي العام يعتبره انتهازيا. وكان باراك حليفا مقربا
من رئيس الوزراء الاسرائيلي
بنيامين نتانياهو.
وتحت قيادته لم يحصل حزب العمل سوى على 13 مقعدا في اخر انتخابات جرت عام 2009
وهي النتيجة الاسوأ في تاريخه، وبعد استقالته من حزب العمل في كانون الثاني 2011 للحفاظ على منصب وزير
الدفاع في حكومة بنيامين نتانياهو المؤلفة من اليمين المتطرف والاحزاب الدينية، قام
باراك بتاسيس حزب جديد مع اربعة نواب اخرين انشقوا عن العمل باسم "الاستقلال".
يشار الى ان ايهود باراك ولد في كيبوتز (قرية تعاونية زراعية) ساهم والداه في انشائها، وحائز شهادة في
الفيزياء والرياضيات
والانظمة التحليلية وهو من اركان السلطة الاسرائيلية، دخل حين كان رئيسا للأركان، الحياة السياسية عام 1995 ليصبح وزيرا للداخلية وبعدها وزيرا للخارجية واكبر انجاز حققه لدى توليه رئاسة الحكومة كان سحب الجيش الاسرائيلي بدون وقوع اي حوادث من المستنقع اللبناني في ايار عام 2000، لكن حرب
لبنان الثانية صيف 2006 ضد
حزب الله االقت بظلالها على هذا النجاح، وقد تعززت شعبيته لفترة، نتيجة عملية "الرصاص المصبوب" ضد قطاع غزة عام 2009
والذي كان المخطط لها كوزير للدفاع، غير ان اليمين اخذ عليه بعد ذلك وقفه هذا الهجوم قبل الاوان بدون تحقيق نتائج استراتيجية، فيما انتقد اليسار العملية لتسببها بسقوط عدد هائل من القتلى الفلسطينيين (اكثر من 1400 قتيل).
وخلال عملية "عمود السحاب" التي انتهت الاربعاء الماضي (21 تشرين الثاني 2012) بعد التوصل الى اتفاق
لوقف اطلاق النار، عارض باراك بحسب وسائل الاعلام شن حملة برية كبيرة ضد غزة الامر
الذي اقنع نتانياهو بالعدول عن ذلك.
وشن الجيش الاسرائيلي غارات جوية على قطاع غزة اوقعت اكثر من 170 قتيلا فلسطينيا
على الاقل.
يذكرا ان باراك يهوى العزف على البيانو، كما يهوى
قراءة الادب والشعر، وهو مولع بالساعات، ويقر الجميع بانه مثقف، وفيما يقول انصاره انه يجري
حسابات دقيقة قبل القيام باي خطوة، يشير منتقدوه
الى ان ذلك لم يمنعه من الفشل، وهو اب لثلاث بنات من زواج اول، وتزوج ثانية من سيدة الاعمال نيلي بارييل.