السومرية نيوز/بيروت
أطلقت الشرطة التونسية قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف لتفريق مئات من
المتظاهرين تجمعوا امام مقر
وزارة الداخلية ورددوا شعارات معادية لحركة
النهضة
الاسلامية الحاكمة غداة اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد بالرصاص، فيما اعلنت حركة النهضة انها ترفض قرار
رئيس الوزراء حمادي الجبالي تشكيل حكومة
كفاءات غير حزبية.
وطاردت الشرطة بالسيارات والدراجات النارية المتظاهرين الذين تفرقوا في شوارع
متفرعة عن جادة
الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة حيث يقع مقر وزارة
الداخلية، كما اندلعت مواجهات عنيفة في مركز ولاية قفصة بين الشرطة
ومئات المتظاهرين الذين نظموا جنازة رمزية لبلعيد الذي اغتيل امس بالرصاص امام
منزله في العاصمة التونسية.
وبدات المواجهات عندما رشق احد المتظاهرين الشرطة بزجاجة حارقة فردت باطلاق مكثف
لقنابل الغاز المسيل للدموع قابله المحتجون برشقها بالحجارة، وذلك خلال الجنازة
الرمزية التي دعت اليها منظمات للمجتمع المدني وائتلاف "الجبهة الشعبية"
الذي كان بلعيد عضوا فيه.
وفي الاطار نفسه، دعا
الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية في تونس)
الى اضراب عام الجمعة (8 شباط الجاري) واقامة جنازة وطنية لبلعيد، واعلن الاتحاد في صفحته الرسمية على
فيسبوك ان هيئته الإدارية التي عقدت اجتماعا
استثنائيا الخميس قررت رسميا الاضراب العام غدا الجمعة ودعت الى إقرار يوم 8
شباط الذي يوافق جنازة بلعيد "يوم حداد وطني" واقامة "جنازة وطنية"
للقتيل.
من جهة اخرى، رفض رئيس
الكتلة البرلمانية لحركة النهضة الاسلامية
الحاكمة صحبي عتيق قرار رئيس الوزراء حمادي الجبالي تشكيل حكومة كفاءات وطنية غير حزبية.
وقال عتيق للتلفزيون الرسمي التونسي "رفضنا هذا المقترح ورئيس الحكومة (وهو
ايضا امين عام حركة النهضة) اتخذ هذا القرار دون استشارة الائتلاف الحاكم
أو حركة النهضة".
وكان نائب رئيس النهضة
عبد الحميد الجلاصي اعلن رفض الحركة قرار الجبالي، وقال
لاذاعة "شمس اف ام" الخاصة "بالنسبة لنا في حركة النهضة فان بلادنا ما زالت في
حاجة الى حكومة سياسية ائتلافية على قاعدة انتخابات 23 تشرين الاول2011".
واضاف ان "حمادي الجبالي "لم يشاورنا في هذه المسألة التي سمعنا بها بالامس" مؤكدا ان "حركة النهضة لا توافق على تشكيل حكومة تكنوقراط، وسنجري مشارورات مع مجموعة من الاحزاب والكتل وان شاء الله
سنصل الى توافقات".
وكان راشد الغنوشي دعا مساء الاربعاء(6 شباط 2013) في تصريح للتلفزيون الرسمي التونسي الى
"مصالحة وطنية" في
تونس التي بلغ فيها العنف السياسي ذروته باغتيال شكري بلعيد
بالرصاص في حادثة غير مسبوقة منذ استقلال البلاد عن
فرنسا سنة 1956.
وقد رأت معظم الصحف التونسية الخميس ان تونس دخلت "منعرجا خطيرا" بعد اغتيال
المعارض اليساري البارز شكري بلعيد (49 عاما) امس الاربعاء.
يذكر ان المنسق العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين في
تونس شكري بلعيد اغتيل صباح الأربعاء (6 شباط 20013) بالرصاص في العاصمة التونسية، في أول حادث من
نوعه منذ
الثورة التي أطاحت بنظام
زين العابدين بن علي، ما أدى إلى تظاهرات غاضبة
وهجمات على مقار حزب النهضة الحاكم في البلاد.