السومرية نيوز / بغداد
اعتبر الصحفي الأمريكي المخضرم سيمور هيرش، الأحد، التصريحات الرسمية التي رافقت مقتل
أسامة بن لادن، بأنها "كذبة كبرى"، وتصريح أوباما لم يكن حقيقيا، مبيناً أن ما زاد الشكوك هو رفض
البيت الأبيض نشر صور جثمان
بن لادن.
وكتبت الصحيفة البريطانية "ديلي ميل" نقلاً عن هيرش (76 عاما)، إن "التصريحات الرسمية التي رافقت عملية الدهم التي انتهت بمقتل زعيم تنظيم القاعدة،
أسامة بن لادن، كذبة كبرى، وأن أيا من تصريحات إدارة
الرئيس باراك أوباما حول ما حدث في هذا الشأن ليست بحقيقية".
ويذكر أن الصحفي الأميركي سيمور هيرش ولد في شيكاغو لأسرة يهودية عام 1937 وفائز بجائزة بولتزر للصحافة وقد اشتهر عام 1969 بعد كشفة مذبحة قرية ماي لاي التي قامت بها القوات الأميركية خلال حرب
فيتنام.
وأضاف هيرش أن "رفض البيت الأبيض بنشر صور جثمان بن لادن، زاد الشكوك بإخفاء
واشنطن للمعلومات الحقيقية"، مؤكداً إن "العملية التي قادتها عناصر من نخبة البحرية سيلز، ويزعم أنها انتهت بمقتل بن لادن، لا يوجد فيها كلمة واحدة حقيقة".
وكان سيمور هيرش، قد وجه خلال مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، قبل أيام، انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام الأمريكية لإخفاقها في تحدي البيت الأبيض في كثير من القضايا منها برنامج التجسس لوكالة
الأمن القومي، والهجمات بواسطة الطائرات بدون طيار، داعيا لإغلاق شبكات تلفزة أمريكية مثل "أن بي سي" و"
أي بي سي" واستبدال 90 في المائة من طواقم التحرير بصحفيين حقيقيين لا يخشون مواجهة السلطة.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في شهر حزيران 2011، عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في عملية أمنية نفذتها قوات بلاده الخاصة في باكستان، مؤكداً أن الجثة بحوزة السلطات الأميركية.
وكانت إدارة أوباما تدرس ما إذا كانت ستنشر صور بن لادن بعد مقتله في الغارة الأمريكية على مجمعه في باكستان، لكن الرئيس أوباما صرح بأنه ومستشاروه اتفقوا على أنه ينبغي عدم نشر الصور.
يذكر أن
الولايات المتحدة طاردت بن لادن منذ هجمات أيلول من العام 2001، وكان يعتقد أنه كان يختبئ في منطقة الحدود
الباكستانية الأفغانية الوعرة، فيما يشكل مقتله إنجازاً كبيراً للرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته، فقد حقق في عهده هدف سلفه
جورج بوش، كما أثارت القضية أسئلة كبرى حول مستقبل تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى تأثيراتها على الأمن الأميركي والسياسة الخارجية بعد مرور عشر سنوات على إعلان "الحرب على الإرهاب"، إلى جانب تداعياتها على نشاطات التنظيم في عدد من البلاد، خصوصاً
أفغانستان وباكستان والعراق.
واتهم أسامة بن لادن بالوقوف وراء العديد من العمليات المسلحة في العالم من الهجمات على سفارتين أميركيتين في شرق أفريقيا خلال العام 1998، وجزيرة بالي في إندونيسيا وعاصمتها جاكرتا، وهجمات انتحارية دموية في
الدار البيضاء والرياض واسطنبول، والهجمات الأشهر على
نيويورك وواشنطن في 11 أيلول 2001.
وبعد 11 أيلول، يعتقد أن قادة تنظيم القاعدة أعادوا تجميع أنفسهم في المناطق القبلية في باكستان، وظلت أماكن تواجدهم وفي مقدمتهم بن لادن، عصية على الاكتشاف وفشلت كافة محاولات قوات التحالف في أفغانستان ومحاولات القوات الباكستانية في الجانب الباكستاني من الحدود في النيل من زعيم تنظيم القاعدة.