السومرية نيوز/
بغداد
اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، وفاة رئيس وزراء اسرائيل الاسبق ارئيل شارون، دون مثوله للقضاء "أمر مؤسف"، كما وصف قادة فلسطينيون، شارون، الذي توفي اليوم السبت، بأنه "مجرم" وأبدوا أسفهم لعدم إحالته على العدالة الدولية قبل وفاته، في حين استقبلت حركة حماس بقطاع غزة نبأ وفاة شارون بمشاعر الابتهاج.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، في بيان أنه "من المؤسف أن يذهب شارون إلى القبر قبل المثول أمام القضاء لدوره في مجازر صبرا وشاتيلا في
بيروت 1982 وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان".
وأضافت المتحدثة باسم "هيومن رايتس ووتش" لمنطقة الشرق الأوسط سارة لي ويتسون إنه "بالنسبة للآلاف من ضحايا الانتهاكات، فإن وفاة شارون من دون مثوله أمام القضاء تزيد من مأساتهم".
وأوضحت: "وفاته تذكير مؤسف إضافي بأن سنوات من الإفلات من العقاب لم تفعل شيئا في سبيل الدفع قدما بالسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن لجنة تحقيق إسرائيلية مستقلة توصلت إلى أن شارون اتخذ شخصيا قرارا بترك عناصر الميليشيات
المسيحية في بيروت يرتكبون مجازر صبرا وشاتيلا باعتبار أنه لم يكن بإمكانه
تجاهل مخاطر حصول مجزرة.
كذلك قال المتحدث باسم حركة حماس، سامي أبو زهري"شعبنا الفلسطيني يعيش لحظات تاريخية برحيل شارون الذي تلطخت أيديه بدماء شعبنا الفلسطيني وقياداته".
من جانبه، قال نائب أمين سر حركة فتح، جبريل الرجوب: "إن شارون كان مجرما بحق الشعب الفلسطيني وهو قاتل والمسؤول عن قتل الزعيم الفلسطيني الراحل
ياسر عرفات"، مضيفا "كنا نتمنى أن تتم محاكمته أمام محكمة لاهاي لمجرمي الحرب بسببه جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وقياداته".
وتوفي
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اريئيل شارون، اليوم السبت، عن عمر ناهز 85 عاما.
وولد شارون في، (26 شباط 1928 )، في قرية كفار ملال بفلسطين أيام الانتداب البريطاني، كان اسم عائلته الأصلي شاينرمان وكان والداه من اليهود الأشكناز الذين هاجروا من شرقي أوروبا، إذ ولد أبوه في بولندا بينما ولدت أمه في
روسيا.
يعدّ شارون من السياسيين والعسكريين المخضرمين على الساحة الإسرائيلية، والرئيس
الحادي عشر للحكومة الإسرائيلية.
وارتبط اسم شارون بأحداث تاريخية فارقة في تاريخ الصراع العربي والفلسطيني- الإسرائيلي، فقد كان المسؤول المباشرة عن تعذيب وقتل أسرى مصريين في حرب الخامس من حزيران 1967. وفي عام 1982 عندما كان وزيراً للدفاع في حكومة مناحيم بيكن.
قاد قوات الجيش الإسرائيلي لغزو
لبنان، واحتلال أول عاصمة عربية في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، وارتكبت في ظل هذا الاحتلال مجزرة صبرا وشاتيلا بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عام 1982، وأوصت إثر ذلك لجنة تحقيق إسرائيلية بتنحية شارون، ورغم رفضه للتوصية إلا أنه اضطر للتنحي.
وكان شارون السبب المباشر ربما للانتفاضة الفلسطينية الثانية، في 28 أيلول 2000، بزيارته الاستفزازية للمسجد الأقصى، لكن ازدياد قوة اليمين في المجتمع الإسرائيلي، حملته إلى سدة الحكم ليصبح ترتيبه الحادي عشر في رئاسة الوزارة الإسرائيلية.
وكانت السنوات الخمس التي تولى فيها
رئاسة الوزراء، آذار 2001- نيسان 2006 كفيلة بتغيير ميزان الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ومسار الحلول المطروحة على طاولة البحث، باتجاه تكثيف عمليات الاستيطان في عمق أراضي الضفة الفلسطينية ومنطقة الغور، وتهويد شرقي
القدس وبناء جدران الفصل والضم، وفك الارتباط أحادي الجانب عن الفلسطينيين، في محاولة لفرض الحدود بين
إسرائيل والدولة الفلسطينية الموعودة ضمن الشروط الإسرائيلية.