السومرية نيوز /
البصرة
تظاهر المئات من أهالي قضاء المدينة في
محافظة البصرة، الأحد، احتجاجاً على تردي الخدمات الأساسية وانقطاع الكهرباء عن بعض مناطق القضاء، فيما تعهد مجلس المحافظة بالسعي لتنفيذ مطالب المتظاهرين.
وقال المتظاهر
علي عبد الحسين في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "المئات من أهالي القضاء خرجوا في تظاهرة سلمية قرب مقر المجلس المحلي طالبوا فيها بتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير الخدمات الأساسية، وخاصة
الطاقة الكهربائية التي تسبب تدهورها في الآونة الأخيرة بمعاناة كبيرة للمواطنين في ظل ارتفاع درجات الحرارة"، مبيناً أن "المواطنين قرروا التظاهر بعد أن شعروا بأن الحكومة المحلية عاجزة عن النهوض بالوضع الخدمي في القضاء (نحو 110 كم شمالي البصرة)".
وقال متظاهر آخر يدعى عباس كريم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المتظاهرين من أبناء العشائر اتفقوا على تنظيم اعتصام مفتوح في حال عدم استجابة الحكومة لمطالبهم"، مضيفاً أن "المشاريع النفطية التي يشهدها القضاء ضاعفت من معاناة السكان الذين يشعرون بالظلم، حيث أدت الى ارتفاع معدلات التلوث، كما أسفرت عن تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية".
من جانبه، قال عضو
مجلس محافظة البصرة مرتضى كريم الشحماني في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "سكان المدينة من حقهم التظاهر للمطالبة بحقوقهم، فهم يعانون من ضعف الخدمات مع انهم يعيشون فوق حقل غرب
القرنة الذي يعد من أضخم الحقول النفطية"، موضحاً أن "وفداً من مجلس المحافظة تسلم مطالب المتظاهرين وسوف يرسلها الى
ديوان المحافظة لغرض تنفيذها، وإذا كانت بعض المطالب تحتاج الى تشريعات محلية فسوف يصدرها مجلس المحافظة".
ولفت الشحماني الى أن "مشكلة الكهرباء في قضاء المدينة تعد شائكة ومعقدة، ومن أجل التخفيف منها تم ارسال أكثر من محولة متنقلة الى القضاء قبل أيام قليلة"، معتبراً أن "خطة مشاريع العام الحالي لو تم تنفيذها بعد مصادقة
مجلس النواب على
قانون الموازنة العامة فسوف تؤدي الى التخلص من أزمة الكهرباء بشكل جذري في البصرة قبل حلول فصل الصيف المقبل".
وأكد الشحماني أن "مجلس المحافظة بصدد تشريع قانون محلي يقضي بتخصيص دولار واحد عن كل برميل للأقضية المنتجة للنفط"، مبيناً أن "هذا التشريع سوف يحقق تطبيقه نهضة عمرانية وخدمية في قضاء المدينة".
يذكر أن أهالي محافظة البصرة يعانون من سوء الوضع الخدمي كتردي الكهرباء وتراكم النفايات في المناطق السكنية وشح مياه الإسالة وملوحتها، فضلاً عن انسداد شبكات المجاري في بعض المناطق وعدم وجود شبكات للمجاري في مناطق أخرى مثل منطقة القبلة التي تتميز بكثافتها السكانية العالية نسبياً، وذلك على الرغم من كون المحافظة تعد
مركز صناعة النفط في
العراق، ومن أبرز المدن النفطية في العالم.
وكانت الحكومة المحلية في البصرة أعلنت أواخر العام المنصرم عن صياغة خطة مشاريع العام الحالي على أساس مبلغ مقداره 15 ترليون دينار تنقسم الى عامين، إذ من المتوقع أن تحصل المحافظة خلال العام الحالي على نحو سبعة ترليونات دينار، وتتضمن الخطة 14 مشروعاً استراتيجياً، منها بناء 50 ألف وحدة سكنية، وإنشاء محطة حرارية ساحلية لانتاج الطاقة الكهربائية بطاقة 3000 ميغاواط، وبناء
مدينة طبية متكاملة، وإنشاء طرق حولية (حول البصرة) سريعة تمتد لعشرات الكيلو مترات.
يشار الى أن المحافظة تشهد في كل فصل صيف تظاهرات جماهيرية غاضبة، وأكثر التظاهرات السابقة تأثيراً تلك التي أدت الى الإطاحة بالمحافظ الأسبق شلتاغ عبود المياح في عام 2011، فقد اضطر الى تقديم استقالته تحت الضغط الجماهيري بعد أن حاصر مئات المتظاهرين الغاضبين بسبب تردي قطاع الكهرباء
مقر الحكومة المحلية.