السومرية نيوز/
البصرة
إنطلقت في
محافظة البصرة، الأربعاء، فعاليات مهرجان المربد الشعري بمشاركة مئات الشعراء والنقاد العراقيين الى جانب عدد من الشعراء العرب، وحملت الدورة الحادية عشر للمهرجان اسم الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة.
وقال رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة الشاعر كريم جخيور في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "فعاليات مهرجان المربد بدورته الحادية عشر إنطلقت بمشاركة أكثر من 300 شاعر وناقد عراقي وعربي"، مبيناً أن "ما لايقل عن 25 شاعراً عربياً حضروا المهرجان من مصر والأردن وسوريا والجزائر وتونس والمغرب والسعودية وقطر والبحرين، فضلاً عن ثلاثة شعراء من
إيران".
ولفت جخيور الى أن "المهرجان يتضمن 8 جلسات للقراءات الشعرية والنقدية، فضلاً عن عروض سينمائية وموسيقية ومعارض تشكيلية، علاوة على معرض للكتاب، وآخر للحرف اليدوية"، مضيفاً أن "أكثر من 20 شاعراً عراقياً مغترباً يشاركون في المهرجان".
من جانبه، قال وكيل
وزارة الثقافة طاهر الحمود في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المربد يعد أحد أهم المهرجانات الشعرية العربية، ومن خلاله تسعى وزارة الثقافة الى إبراز صورة الثقافة العراقية"، موضحاً أن "المهرجان تأخر عن موعده خلال العام الحالي بسبب تأخر
مجلس النواب في المصادقة على قانون الموازنة، إذ كان من المفترض يقام في شهر آذار".
بدوره، قال رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في
العراق فاضل ثامر قال في كلمة له خلال حفل الإفتتاح إن "المربد الذي تواصل عبر قرون من الزمن أصبح علامة بارزة في فضاء الثقافة العربية"، مضيفاً أن "المربد بدورته الحالية حمل اسم الشاعرة العراقية الكبيرة لميعة عباس عمارة التي تنتمي الى الديانة المندائية، وبالتالي فإن المهرجان هو احتفاء بالتنوع الثقافي في العراق".
واعتبر ثامر أن "هناك من يعتقد اننا نمارس نوعاً من الترف الثقافي لأن العراق يمر بظروف خطيرة تهدد وجوده بسبب الهجمة التي تقودها تنظيمات إرهابية وبقايا النظام السابق، لكننا هنا لنتحدى الإرهاب بالشعر والإبداع".
يشار الى أن الشاعرة لميعة عباس عمارة التي حمل المهرجان اسمها بدورته الحالية ولدت في
بغداد عام 1929، وتخرجت من دار العلمين العالية عام 1955، وهي تنحدر من عائلة مندائية مهتمة بالشعر والأدب، وتمكنت منذ البداية من فرض اسمها في الساحة الشعرية حتى صارت من أبرز الشاعرات العراقيات خلال النصف الثاني من
القرن المنصرم، وقد تنوعت أعمالها الشعرية ما بين العامية والفصيح، ولها العديد من الدواوين الشعرية المطبوعة، منها الزاوية الخالية 1960، عودة الربيع 1963، البعد الأخير 1988، أغاني عشتار 1969.
وكان إنطلق أول مهرجان مربد في الأول من نيسان عام 1971، وجرت العادة أن يقام في العاصمة بغداد لكن بعد سقوط نظام الحكم السابق نقل الى البصرة لانها تمثل موقعه التأريخي، وبلغت دورات المهرجان 18 دورة سنوية لغاية عام 2002، قبل أن يتم إلغاء تسلسلها في عام 2003، حيث أعلنت وزارة الثقافة في عام 2004 عن تطبيق تسلسل جديد لدورات المهرجان، وبذلك تكون الدورة الجديدة لعام 2014 هي الدورة الحادية عشر على التوالي.
ويستمد المهرجان عنوانه من سوق المربد التي كانت تقع في قضاء
الزبير ضمن محافظة البصرة، وهي أشبه بسوق عكاظ قبل
الإسلام، وكانت السوق مخصصة لبيع الابل والبغال قبل أن تتحول خلال العصر الأموي الى ملتقى للشعراء والأدباء والنحاة الذين كانوا يجتمعون فيها وينظمون مناظرات شعرية وحلقات نقاشية وفكرية، وبخلاف الأسواق الأدبية الأخرى التي كانت مخصصة لأقوام الجزيرة العربية، كانت سوق المربد متسعاً لأعراق مختلفة من فرس وصينيين وهنود وأقباط وعرب، ومن أبرز شعراء المربد جرير والفرزدق وبشار بن برد وأبو نواس، كما أن الجاحظ والكندي وسيبويه والأصمعي والفراهيدي كانوا من أشهر رواد السوق التي تعرضت إلى الإندثار قبل قرون.