السومرية نيوز/
السليمانية
إستذكر
إقليم كردستان، الثلاثاء، الذكرى الـ27 لعمليات الأنفال التي نفذها النظام السابق بحق المدنيين الكرد، وفيما دعت الى "الاعتذار" من الشعب الكردي، اعتبرت ان ممارسات "
داعش" هي أنفال جديدة نفذت بحق الإيزيديين والمكونات الأخرى.
وشهدت مناطق
كلار وجمجمال بمحافظة السليمانية
مراسيم ونشاطات إحياء للذكرى الـ27 لعمليات الأنفال وسط مشاركة ملحوظة للمسؤولين والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية وذوي ضحاياهذه العمليات.
وقال وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة إقليم
كردستان محمود حاجي صالح في كلمة له خلال الحفل الذي حضرته
السومرية نيوز، إن "حكومة إقليم كردستان طالبت من الحكومة الإتحادية تعويض ضحايا الأنفال والإبادة الجماعية التي نفذتها نظام
صدام حسين بحق الكرد"، داعيا في الوقت نفسه الى "الإعتذار للشعب الكردي".
وأضاف صالح أن "الحكومة والبرلمان العراقي أقر إعتبار عمليات الأنفال جريمة إبادة جماعية"، مشيرا إلى أن "حكومة إقليم كردستان تواصل جهودها لتدويل ملف عمليات الأنفال".
وتابع صالح أن "تنظيم داعش نفذ عمليات أنفال أخرى بحق الإيزيديين والمكونات الأخرى"، لافتا إلى أن "ممارسات داعش هي إعادة لأساليب
حزب البعث".
واكد أن "حكومة الإقليم شكلت لجنة عليا لجمع وتوثيق ممارسات التنظيم"، موضحا أن "اللجنة تعمل لتعريف العالم بعمليات الإبادة الجماعية التي نفذتها داعش ومحاكمة منفذي تلك الجرائم".
من جانب آخر، قال أحد ضحايا عمليات الأنفال ويدعى دلشاد محمود (33 سنة)، لـ السومرية نيوز، إن على "حكومة الإقليم العمل بجدية في محاكمة المسؤولين الكرد الذين تعاونوا مع نظام صدام حسين في تنفيذ عمليات الأنفال"، مبينا أن "هناك نحو 258 شخصا متهما في هذه القضية، إلا ان الجهات الحكومية لم تعتقل هؤلاء لحد الآن".
وطالب محمود الجهات المعنية بـ"العمل على تعريف عمليات الأنفال على صعيد العالم وكسب الإعتراف الدولي بإعتبار عمليات الأنفال إبادة جماعية"، داعيا في الوقت نفسه حكومة الإقليم إلى "الإهتمام بأسر الشهداء والمؤنفلين وتحسين ظروفهم".
وأعتبرت حكومة إقليم كردستان يوم الرابع عشر من شهر نيسان من كل عام يوما سنويا لإستذكار ضحايا عمليات الأنفال.
وقام النظام السابق وبمساعدة مسلحين من الكرد العراقيين، بتنفيذ حملة عسكرية في آذار 1988، أطلق عليها اسم "عمليات الأنفال"، وقد بدأت المرحلة الأولى في 22 من شباط 1988، وتم خلالها مهاجمة وادي جافايتي على مدى ثلاثة أسابيع.
وقد نفذت تلك العمليات على ثماني مراحل، في مناطق متفرقة من إقليم
كردستان العراق (دولي جافايتي،
منطقة كرميان، قرداغ، ، دولي باليسان، خوشناوتي، بادينان)، حيث تم إخلاء 5000 قرية كردية خلال تلك العمليات العسكرية، فضلاً على قتل أو اعتقال عشرات الآلاف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من سكانها (وفقاً للمصادر الكردية)، وكان مصير الآلاف منهم مجهولاً لغاية السنوات القليلة الماضية، فيما عثر على رفاة الكثيرين منهم في مقابر جماعية لاسيما جنوب
العراق.
وبحسب الإحصاءات الرسمية في إقليم كردستان العراق، فقد راح ضحية عمليات الأنفال 182 ألف موطن كردي اغلبهم من مناطق كرميان.