السومرية نيوز/
البصرة
أعلن
إدارة المركز الاقليمي لشؤون الألغام في الجنوب، الأحد، أن مشاريع إزالة الألغام في
محافظة البصرة تراجعت الى أدنى مستوى بسبب تداعيات الضائقة المالية واستمرار الحرب على الإرهاب، فيما أكدت على أهمية الاستعانة بمنظمات دولية للمساعدة في تطهير مساحات شاسعة من الأراضي المتخمة بالمخلفات الحربية.
وقال مدير المركز نبراس فاخر
التميمي في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي ألقت بظلالها سلباً على أعمال إزالة الألغام التي خلفتها الحروب في البصرة، إذ كنا نعتمد بشكل كبير على جهود كتيبة الهندسة العسكرية التابعة لفرقة المشاة الرابعة عشر التي كانت تتواجد في المحافظة"، مبيناً أن "الفرقة عندما انتقلت بكامل قطاعاتها مطلع العام الماضي الى محافظات أخرى تركت فراغاً واسعاً".
ولفت التميمي الى أن "الحرب على الإرهاب أسفرت لأسباب أمنية عن تقليل وجود المنظمات الأجنبية العاملة في مجال إزالة الألغام"، مضيفاً أن "الضائقة المالية كانت لها أيضاً انعكاسات سلبية، فعلى سبيل المثال لم يتمكن مجلس المحافظة من تخصيص أي مبلغ لتنفيذ مشاريع جديدة لإزالة الألغام، وحالياً نعتمد فقط على المنظمة
النرويجية لمكافحة الألغام وفرق المعالجة التابعة الى
مديرية الدفاع المدني في المحافظة".
وأشار مدير المركز الحكومي الوحيد المتخصص بشؤون الألغام الى أن "مشكلة الألغام في البصرة يتطلب حلها بذل جهود دبلوماسية مكثفة من أجل استقطاب المزيد من المانحين والمنظمات الإنسانية المتخصصة في إزالة الألغام واقناعها بالعمل في
العراق للتخفيف من المعاناة الانسانية والأضرار البيئية الناجمة عن وجود ما لايقل عن 1330 كم2 من الأراضي الملوثة بملايين الألغام والمخلفات الحربية غير منفلقة"، معتبراً أن "تلك المنظمات معظمها تمتلك خبرات بشرية كبيرة وامكانيات تقنية متطورة، وهي تحتاج الى تطمينات مسبقة وتسهيلات لاقناعها بالعمل".
يذكر أن البصرة تحتل المرتبة الأولى على مستوى العراق من حيث كثرة المخلفات الحربية، وبخاصة الألغام، ويعود تلوث الجانب الغربي من المحافظة الى حرب
الخليج الثانية التي إندلعت في عام 1991، فيما خلفت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) كميات هائلة من الألغام والمقذوفات غير المنفلقة التي يتركز وجودها في أقضية
الفاو والقرنة وشط العرب، والقضاء الأخير يضم ناحية عتبة بن
غزوان التي هجرها كافة سكانها ولم يعودوا حتى الآن نتيجة كثرة حقول الألغام فيها، أما الحرب الأخيرة التي جرت أحداثها في عام 2003 فإنها لم تخلف إلا القليل من الألغام الأرضية.
ومن أبرز تداعيات مشكلة الألغام والمخلفات الحربية في البصرة وجود قرية في قضاء
شط العرب تدعى (قرية البتران) لأن الكثير من سكانها بترت أطرافهم كون القرية محاطة بحقول ألغام بعضها غير مسيجة بأسلاك شائكة، وتشير
إحصائية أعدتها مديرية حماية وتحسين البيئة في الجنوب الى أن القرية يعيش فيها 123 معاقاً من جراء تعرضهم لحوادث إنفجار ألغام ومخلفات حربية، فيما نفذت
وزارة البيئة أواخر عام 2013 حملة في عموم المحافظة لإحصاء المصابين بحالات عوق جسدي بسبب تعرضهم الى حوادث من هذا النوع، وتمكنت فرق الوزارة من توثيق أكثر من 5000 حالة عوق ناجمة عن إنفجار ألغام، وأحدث حادث ناجم عن انفجار مخلفات حربية قديمة بشكل عرضي وقع في (10 تشرين الأول 2015) خلال حرق نفايات في ناحية الدير، وقد أسفر الحادث عن مقتل طفلين وإصابة اثنين بجروح.