السومرية نيوز/
البصرة
أعلنت إدارة متحف التاريخ الطبيعي في
محافظة البصرة، الأحد، أن المتحف سوف يُفتتح رسمياً قبل نهاية العام الحالي، مبينة انها تعتزم تصميم مجسم لحوت تم العثور عليه نافقاً قبل نصف قرن قرب ناحية
أم قصر.
وقال مدير المتحف التابع لجامعة البصرة عادل قاسم في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "المتحف الذي يشغل أحد
القصور الحكومية في منطقة السراجي ما يزال قيد الإنشاء منذ أربعة أعوام، ومع ذلك فهو يستقبل الزائرين والرحلات الطلابية التي تنظمها المدارس"، مبيناً أن "قاعة بيئة الأهوار تم اكمالها، كما تم انجاز قاعة البيئة الصحراوية، وكذلك قاعة البيئة البحرية للخليج العربي، ويجري انشاء قاعة للحشرات، وأخرى للمتحجرات".
ولفت قاسم الى أن "الحكومة المحلية وعدتنا بدعم مالي لتسريع انجاز المتحف الذي من المؤمل أن ينجز ويُفتتح رسمياً قبل نهاية العام الحالي"، مضيفاً أن "المتحف يعد الوحيد من نوعه في جنوب
العراق، ويكتسب أهمية علمية باعتباره يوثق للتنوع الاحيائي في المنطقة، كما يعد متنفساً سياحياً وترفيهياً حيوياً".
وتابع مدير المتحف أنه "بصدد المباشرة بتصميم مجسم لحوت تم العثور عليه في ناحية أم قصر خلال الستينات"، معتبراً أن "المجسم سيكون بنفس حجم وشكل ذلك
الحوت، وسوف يتم عرضه في قاعة بيئة
الخليج العربي".
يذكر أن تواجد الحيتان في المياه العراقية يعد أمراً نادراً جداً، ويروي
عبد القادر باش أعيان في الجزء الأول من كتابه (موسوعة تاريخ البصرة( أن "في الأيام الأولى من شهر شباط عام 1967 عثر الدليل
البحري نعيم محمد على حوت قرب أم قصر، إذ رأى بناظوره جسماً غريباً طافياً، وما أن اقترب منه حتى وجده حوتاً ضخماً ميتاً، فأوصله الى الرصيف، ولم يتمكنوا من إخراجه إلا بواسطة رافعة، وظل الحوت على الرصيف لعدة أيام حتى حضرت لجنة من مديرية الآثار وقررت دفنه حتى يتفسخ لحمه ويبقى هيكله العظمي ليوضع في المتحف، وان الحوت هو الثاني الذي ظهر في البصرة، فقد دخل الأول مياه
شط العرب عام 1880، ومن ثم توجه الى
القرنة حتى وصل نهر دجلة قرب منطقة العزير، وحين أراد الرجوع علق وقطع الطريق على البواخر النهرية، فأرسلت السلطات العثمانية باخرة نهرية مجهزة بمدفع، وأطلقت بعض القنابل على الحوت حتى قضت عليه"، وفي عام 2010 رصد مركز علوم البحار حوتين صغيرين في المياه الاقليمية العراقية.
يذكر أن محافظة البصرة تتميز بتنوعها الجغرافي والبيئي، حيث توجد مناطق الأهوار في أطرافها الشمالية، فيما تضم الأجزاء الغربية منها مناطق صحراوية تعد امتداداً للبادية الجنوبية، كما أنها تطل على شمال
الخليج من أقصى جنوبها، وقد أوجد التنوع البيئي والجغرافي حالة من التنوع الإحيائي الفريد من نوعه على مستوى المنطقة.
وتضم البصرة منذ مطلع السبعينات متحفاً للتاريخ الطبيعي يشغل بناية تراثية في شارع الكورنيش، لكنه تعرض الى النهب والتخريب والهدم في عام 2003، والهيكل العظمي لحوت (أم قصر) الذي كان معروضاً في المتحف ضاع تحت أنقاض البناية، وفي عام 2010 قررت الحكومة المحلية تخصيص أحد القصور التي خلفها
صدام حسين لإنشاء متحف بديل عن المتحف السابق الذي لم تتبق من محنطاته الكثيرة سوى سمكة (هامور) كبيرة كانت تحتفظ بها إمرأة في بيتها بشكل غير قانوني، وعن طريق الصدفة اكتشفتها الشرطة وصادرتها، ثم سلمتها الى المتحف الجديد لعرضها مجدداً في قاعة البيئة البحرية.